أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسقيل قوجمان - حوار مع الاخ فؤاد نمري (4)















المزيد.....

حوار مع الاخ فؤاد نمري (4)


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:32
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


حوار مع الاخ فؤاد نمري (٤)
قالتك اللم واستأت مما ذهبت إليه .
هل هناك طبقة متوسطة في النظام الراسمالي وما هو تكوينها؟ (أ)

لم اعرف كيف ابدأ في مناقشة هذا الموضوع مع الاخ فؤاد نمري فرأيت ان ابدأ بعرض موجز لما تعلمته من دراستي المتواضعة للاقتصاد السياسي. تعلمت ان في المجتمع الراسمالي طبقتين رئيسيتين هما الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة. وهما طبقتان تشكلان وحدة نقيضين في هذا المجتمع. وتعني عبارة وحدة نقيضين انهما اولا يشكلان وحدة لا يمكن ان تنفصل احداهما عن الاخرى ولا توجد الواحدة بدون وجود الاخرى وتعني ثانيا ان هاتين الطبقتين متناقضتين لا يمكن المصالحة بينهما ولا يمكن ان تتفق مصالح احداهما مع مصالح الطبقة الاخرى. فالطبقة العاملة طبقة تمتلك سلعة واحدة هي قوة عملها لا تستطيع تحقيقها واستخدامها الا اذا توفرت لها ادوات انتاج ومواد خام غير متوفرة لدى العمال. والراسمالي يمتلك نقودا وادوات انتاج ومواد خام لا يستطيع استعمالها الا اذا توفرت لديه سلعة قوة العمل. ولذلك تحتاج كل من الطبقتين الى الاخرى ولا يمكن تحقيق مصالح احداهما بدون الاخرى.
نشأت الراسمالية او البرجوازية في احضان النظام الاقطاعي. ولم تكن انذاك صناعة بالمعنى العلمي بل كان الراسماليون في البداية عبارة عن تجار يجهزون الحرفيين بالمواد الاولية يستخدمونها بادواتهم الاولية لانتاج بضائع للراسمالي يحاول بيعها والتجول بها في اسواق الدولة التي يعيش فيها. كانت الراسمالية في هذه الفترة، الفترة التي تسمى عادة فترة المانيفكتورا، راسمالية تجارية. وقد اعاقت عملها القيود الاقطاعية التي كانت تجبر هؤلاء التجار على دفع الضرائب والاتاوات عند المرور من مقاطعة الى اخرى. وكان النظام الصناعي البدائي القائم هو صناعات الاصناف بقواعدها المعروفة وكانت هذه الصناعات منافسة للاسلوب الراسمالي التجاري في الانتاج ومضايقة له. فكان شعار هذه البرجوازية انذاك شعار الثورة الفرنسية "دعه يعمل دعه يمر."
كانت هذه البرجوازية تسمى الطبقة الوسطى لانها كانت تقع بين طبقة النبلاء وقادة الكنيسة وبين الكادحين من الفلاحين الاقنان وبعض العمال. ولكن الثورة البرجوازية اما قضت على النظام الاقطاعي او اندمجت به وتحول الاقطاعيون الى جزء من البرجوازية ولم تعد البرجوازية طبقة وسطى بل اصبحت الطبقة السائدة في المجتمع الراسمالي الجديد. واصبح المجتمع مجتمعا راسماليا نتيجة لذلك.
وفي عهد المجتمع الراسمالي تطورت الصناعة واخترع الانسان البخار ونشأت المصانع وقامت الثورة الصناعية واصبحت الراسمالية الصناعية الفئة المتقدمة من الطبقة الراسمالية واصبحت الراسمالية التجارية فئة مساعدة لها وكذلك كانت المصارف والراسمالية المالية فئة مساعدة للراسمالية الصناعية تقدم لها القروض اللازمة لتسيير وتطوير صناعتها.
ولكن الفئة المالية من الطبقة الراسمالية ازدادت سلطة واصبحت هي القوة الاساسية في المجتمع وسيطرت على الصناعة والتجارة مما جعل النظام الراسمالي نظاما امبرياليا وقد كان من نصيب لينين ان يدرس هذا التطور وان يحدد معالمه ونتائجه في كتاب الاستعمار اعلى مراحل الراسمالية.
ان وجود طبقتين اساسيتين في المجتمع الراسمالي، الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة لا يعني ان هاتين الطبقتين شكلتا الاغلبية الساحقة من السكان. ففي اغلب دول اوروبا الراسمالية كانت الطبقة العاملة تشكل اقلية في المجتمع. ومع ذلك فان الطبقة العاملة تشكل في المجتمع الراسمالي طبقة رئيسية وكذلك الطبقة الراسمالية على قلة عددها. ولكننا نقول ان في المجتمع الراسمالي طبقتين رئيسيتين لان الفئات الاخرى من المجتمع لم تعد تشكل طبقة. فطبقة الفلاحين التي كانت طبقة رئيسية في النظام الاقطاعي لم تعد تشكل طبقة في المجتمع الراسمالي رغم انها تشكل اغلبية السكان. فقد تجزأت طبقة الفلاحين الى عدة مراتب لكل مرتبة منها كيانها الخاص وصفاتها المختلفة عن المرتبة الاخرى. نشأت مرتبة العمال الزراعيين وهي تشكل جزءا لا يتجزأ من الطبقة العاملة رغم عملها في الزراعة لانها مرتبة من الفلاحين لا تمتلك غير قوة عملها تبيعها الى الراسمالي من اجل كسب عيشها. ونشأت مرتبة فقراء الفلاحين التي تكون اشبه بالطبقة العاملة ويمكن اعتبارها جزءا منها عند بحث حلفاء الطبقة العاملة في نضالها. ونشأت مرتبة متوسطي الفلاحين التي تشكل فئة بتي برجوازية تتصف بكل صفات المراتب البتي برجوازية من حيث طموحها للارتفاع الى مرتبة البرجوازية ومن حيث ان التطور الراسمالي يهبط بها الى مرتبة فقراء الفلاحين او مرتبة العمال الزراعيين. ونشأت مرتبة اغنياء الفلاحين او برجوازية الريف او ما كان يسمى في روسيا مرتبة الكولاك. وهذه مرتبة تشكل جزءا لا يتجزأ من الطبقة الراسمالية. ولا نتحدث هنا عن بقايا الطبقة الاقطاعية. لذا فان الفلاحين رغم انهم يشكلون الاغلبية الساحقة من السكان لا يشكلون طبقة.
وهناك مراتب عديدة في الريف وفي المدينة تشكل كل منها فئة معينة لها خواصها الاقتصادية والثقافية ومصادر عيشها. فهناك الحرفيون على انواعهم وبقايا صناعات الاصناف التي كانت سائدة في النظام الاقطاعي كالحدادين والنجارين والصفارين والخياطين والنساجينن والصاغة وغيرهم. وهذه المراتب عانت الامرين نتيجة للثورة الصناعية التي دمرت الصناعات الحرفية. ولابد ان الاخ فؤاد يتذكر من قراءته للراسمال ان صناعة النسيج في بريطانيا دمرت اغلبية الفلاحين الانجليز بتسييج الاراضي الزراعية وطرد الفلاحين منها وتحويلها الى مراع لتربية الاغنام لضمان توفير الصوف لصناعة النسيج، وان هذه الثورة الصناعية جعلت الهند بيضاء بعظام النساجين الهنود كما قيل سابقا. وهناك المراتب المثقفة كمراتب الاطباء والصيادلة والمحامين والمهندسين والمعلمين والصحفيين والمحاسبين والموظفين الكتابيين والطلاب وغيرهم. ورغم ان هذه المراتب كلها مراتب من المثقفين فان كل مرتبة منها لها خواصها المهنية والاقتصادية اي خواصها الطبقية. ومن المعروف ان المراتب المثقفة المتوسطة هي اداة في خدمة الطبقة الحاكمة ايا كانت وفي حالة النظام الراسمالي هي ادوات في خدمة الطبقة الراسمالية والحكومة الراسمالية حتى لو بدت في الظاهر مستقلة ومنفصلة.
هنا لابد من ابداء ملاحظة تبدو لي هامة جدا. فمنذ انتشار الموجة التحريفية على اثر التحول العكسي في الاتحاد السوفييتي كانت احدى الانحرافات الاساسية توقف الاحزاب الشيوعية عن بحث الامور وفقا للتكوين الطبقي للمجتمع. فلم يعد الحزب الشيوعي حزب الطبقة العاملة كما كانت الاحزاب تسمي نفسها بل اصبح حزب العمال والفلاحين والمثقفين والعلماء والفنانين والطلاب الخ. وهذه التسمية انهت الطابع الطبقي للحزب والطابع الطبقي للنظرية الماركسية. وكان من نتيجة هذا الانحراف عقد الجبهات الوطنية بدون اخذ الطابع الطبقي بالحسبان وعقدها مع الطبقات التي تهدف الطبقة العاملة الى الاطاحة بها كالحكومات الراسمالية على اساس انها جبهات وطنية ضد الاستعمار. وكانت احدى مظاهر هذا الانحراف تغيير ترجمة كلمة (strata) من كلمة مراتب الى كلمة شرائح. فالمرتبة لها محتوى طبقي اقتصادي وثقافي واجتماعي معين والمرتبة تتكون حسب الطبيعة الطبقية للفئة والكيان الاقتصادي والثقافي لها. اما الشريحة فليس لها تكوين طبقي او اقتصادي بل يمكن ان تتكون من خليط لمراتب متعددة لا تتحدد وفقا للطبيعة الاقتصادية لها.
تشترك جميع المراتب البتي برجوازية بكونها تضم اشخاصا متذبذبين بين الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة. فهم يحلمون ويطمحون بالارتفاع اقتصاديا الى مصاف الطبقة الراسمالية ولكن ظروف التقدم الراسمالي تدفعهم الى التدهور الى مستوى الطبقة العاملة او اسوأ منها اقتصاديا احيانا. ولذلك فان الماركسيين يعتبرون المراتب البتي برجوازية مصدرا دائما للبرجوازية لان البتي برجوازية تولد الراسمالية كل يوم ويعتبرونهم المصدر الاساسي للنظريات الازدواجية التي تحاول التوفيق بين مصالح الراسمالية ومصالح الطبقة العاملة. ان المراتب البتي برجوازية بوضعها المتوسط بين الراسمالية والطبقة العاملة هي مبعث النظريات الانتهازية والتحريفية. وطبيعي ان الماركسية حين تبحث اهداف الطبقة العاملة وحلفاءها تأخذ بنظر الاعتبار الطبيعة التذبذبية لهذه المراتب وعلى هذا الاساس تحدد موقفها من هذه المراتب.




#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (3)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (2)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (1)
- مقاومة الاحتلال ضرورة حتمية وحتمية تاريخية
- ربع قرن على مجزرة بشتأشان
- التقدم نحو الماضي
- هل سياسة تدمير العراق سياسة بوش ام الامبريالية الاميركية؟
- هل كان هناك عمل بالقطعة في الاتحاد السوفييتي؟
- هل النسبية مثالية برجوازية رجعية ام مادية اشتراكية تقدمية؟
- موقف العلماء السوفييت من النسبية
- اسئلة مفتوحة الى الاخ رزكار عقراوي
- عودة الى الجاذبية والنسبية
- ثورة اكتوبر في نظر الدكتور كاظم حبيب (اخيرة)
- ثورة اكتوبر في نظر الدكتور كاظم حبيب (اولى)
- من يمتلك الحقيقة؟
- حول قانون الجاذبية والايديولوجيا الالمانية
- هل يمكن تطبيق الاشتراكية في دولة الاردن؟
- من هو المتطفل الطارئ الحقيقي؟
- عمر الديالكتيك
- الاقطاع الاوروبي وشبيهه في البلدان الشرقية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حسقيل قوجمان - حوار مع الاخ فؤاد نمري (4)