أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - الوهابيّة أم ِالنازيّة؟















المزيد.....

الوهابيّة أم ِالنازيّة؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:54
المحور: حقوق الانسان
    


في الوقت الذي يتابع فيه الناس بترقب بالغ نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليس بسبب طابعها السياسي الذي لم يعد إلا محض تهريج رخيص ومراهقة صبيانية على النمط البوشي الممل، بل بالدرجة الأولى، لمعرفة مصير باراك حسين محمد أوباما، المرشح الديمقراطي الأمريكي الكيني الأصل الذي تبرأ علناً من إسلامه، والعياذ بالله، والتحق تالياً بالكنيسة البروتستانتية. هذا البروفيسور الحقوقي القادم من أحزمة البؤس والفقر الكينية صار ينافس اليوم على عرش قيصر هذا الزمان في المكتب البيضاوي، ودون أن يتجرأ أحد على تذكيره بأصوله الأفريقية، فقد غدا مواطناً أمريكاً له نفس حقوق ابراهام لينكولن محرر العبيد ذاتهم، أوتوماس جيفرسون الرئيس الأمريكي الثالث الذي يبتسم لنا كالجوكندا ولكن ببراءة رأسمالية غامضة من على أوراق الدولار الأمريكي تكريماَ لما قدمه لبلاده من خدمات جليلة. وثانياً للتأكد فيما إذا كانت انتخابات 2008 ستدخل التاريخ الأمريكي، والتاريخ الإنساني ربما من بابها العريض، باعتبارها أول مرة سيحكم فيها أمريكا، أعظم إمبراطورية في التاريخ، رجل أسود، من سليل أولئك العبيد الأفارقة الذين حملوا بالصناديق، وربطوا بالأغلال، وعوملوا بفظاظة ووحشية متناهية في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ التي وصفها بدقة متناهية "المرحوم" الكاتب الأسمر إليكس هالي في درته الأدبية الخالدة، الجذور The Roots التي أرخ فيها لحقبة مريرة بتفاصيلها المملة عبر رحلة تجسيد ملحمي ساحر أخاذ لقصة العبد كونتا كنتي من أدغال أفريقيا إلى العالم الجديد، وهو أحد أجداد المؤلف نفسه. (هل تجوز الرحمة على "السود" وحفدة القردة والخنازير؟)

وبالمناسبة هناك أرجحية كبيرة، ومن وجهة نظرنا المتواضعة، بفوز أوباما "المسلم المرتد"، بمنصب الرئيس، ولأسباب كثيرة سنأتي على ذكرها في مقال لاحق. ولا أنصحه في هذا السياق، بالقيام بأية زيارة للمهلكة الوهابية، لا رسمية ولا ودية ولا شعبية، فقد يطيـّر مطاوعة الوهابية رأسه، ويقصفون عمره، باعتباره مسلماً مرتداً عن دين الحق، وأستغفر الله له على كل حال.

تحدث كل هذه البدع والهرج والمرج الديمقراطي الراقي الملعون عند "النصارى واليهود"، حفدة القردة والخنازير (وكله نستعيره طبعاً من الخطاب الدعوي الصحوي الوهابي)، من أصحاب الدساتير العلمانية الوضعية التي لا تعترف بالمادة الثانية كما نفعل نحن والحمد لله، ولا بأية شريعة أخرى، حسب خطاب الصحوة الوهابي الذي يكفـّر جميع شعوب، وملل، ونحل الأرض، ويستثني فقط فرقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، باعتبارها الفرقة الناجية التي تمتلك مفاتيح الجنة لوحدها، دوناً عن سائر شعوب الأرض. هل تبقى أي شيء آخر يمكن للنازية أو العنصرية أوحتى عصابات الكو كوكس كلان أن تفاخر به، مقارنة بما تجود به علينا وهابية آل سعود؟

ومعسكرات الاعتقال والتجميع والترحيل للأجانب بالجملة حقيقة واقعية اليوم في المهلكة الوهابية، ولا شبيه اليوم البتة، لمعسكرات الاعتقال النازية، الـ Concentration Camps ، التي أنشأها النازيون تمهيداً لإرسال اليهود إلى أفران الغاز وتحويلهم إلى صابون تـُغسل بها الوجوه الآرية الجميلة الناصعة البياض، سوى بما يسمى بمعسكرات الإبعاد أو "الترحيلات" في مهلكة قطع الرقاب الوهابية، حيث يتم تجميع الناس بالآلاف المؤلفة، وتحت شروط غاية في المهانة والإذلال والاسترقاق تمهيداً لإبعادهم من أراضي المهلكة الوهابية لمجرد اقتراف أو عدم اقتراف أي ذنب بسيط أو ارتكاب أية مخالفة أو حتى الأخذ بالشبهة. ويتريث اليوم "حفدة القردة والخنازير" كثيراً قبل الإقدام على أية عملية إبعاد جماعية أو فردية ولا تتم إلا بعد سلسلة من الإجراءات القانونية المعقدة، هذا إن حدثت، فيما لا يستلزم ذلك سوى إشارة أو غمزة عين من طرف أمير وهابي أو شيخ مطوع آمر بالمعروف وناه عن المنكر. والفرق الوحيد بين النازية والوهابية التي قطعتها بأشواط، أن النازية صبت جام حقدها وغضبها على اليهود فقط، فيما أن الوهابية العنصرية تعادي وتحتقر وتكفر جميع شعوب العالم وأديانه وطوائفه. ويعتبر معسكر أوشفيتز في بولندا أكبر هذه المعسكرات النازية التي بلغ ضحاياها حسب ما "تدعيه" المحرقة حوالي ستة آلاف يهودي، فإن أوشفتيز الوهابية توسع بشكل كبير وبدأ يحرق الدول المجاورة وشعوباً بأكملها ويضم عشرات الملايين من سكانها الذين يتعرضون لمحرقة فكرية عاتية وقاتلة صرعتهم وأودتهم التهلكة. وإذا كانت النازية قد انتعشت في فترة ما بين الحربين الكونيتين الأولى الثانية وانتشت ثأراً لألمانيا في الحرب الأولى، فإن النازية الوهابية باتت تمتد لأكثر من قرن من الزمان، وستستمر حتى نضوب آخر برميل نفط من أرض الحرمين، بمشيئة الله. وإذا كانت المعسكرات النازية قد اقتصرت على اليهود، فإن المعسكرات الوهابية تضم كل شعوب وملل ونحل العالم وتكفر كافة الأديان والطوائف والملل والنحل، ولا تعترف إلا بالتعاليم الوهابية الشاذة وتعمل على تعميم أسلوبها وخطابها وفكرها العنصري عبر تمويل سخي من أمراء الوهابية للجمعيات والهيئات والبعثات التبشيرية لبذر بذور هذا الفكر الشيطاني الرجيم المدمر في عموم العالم. ففي المهلكة الوهابية لا يوجد أي نوع من الحقوق الدنيوية لا للمواطنين ولا حتى للمهاجرين والمقيمين ولا يعاملون بأي نوع من الإنسانية والتنكيل والاضطهاد والعنصرية والتمييز هو ما يميز التعاطي معهم. ولا ينصب حقد الوهابية على المقيمين والوافدين والمهاجرين بل يمتد إلى أبناء قبائل "دونية"، وبدو من الدرجة الثانية لا يمنحون الجنسية والهوية السعودية رغم أنهم استوطنوا تلك البلاد قبل مجيء الجد الأكبر لآل سعود موشي المرخاني واستقراره في تلك الديار. وأضحى البدون طبقة اجتماعية محرومة من كافة حقوق وواجبات المواطنة ولا يمتلكون أية وثائق ولادة ولا وفاة ولا يستطيعون تسجيل أية واقعة مدنية في السجلات الرسمية.

وقد عمم الوهابيون هذا النمط اللا أخلاقي والعنصري على بعض من دول الخليج المجاورة التي تتفاقم فيها اليوم مشكلة البدون بشكل مريع ومرعب ورهيب وتحمل في طياتها بوادر انفجار اجتماعي. وفي بعض من هذه الدول، وحتى اليوم، لا يسمح لأبناء البدون الدراسة في مدارس "المواطنين"، كما لا يحق لهم العلاج في المستشفيات والمستوصفات الحكومية وهناك الكثير مما يمكن أن يقاس على هذه الشاكلة. فماذا تبقى من النازية "المسكينة" لطيب الذكر المأسوف على براءته أدولف هتلر رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. ( بالمناسبة هذه المحاسن والفضائل الوهابية لا يقترب منها كتاب المعارضة السورية المتسعودة وبلاشفتها "الكبار" الذين يريدون تغيير سورية، شبه العلمانية، من خلال صحف آل سعود الوهابية، كما لا تتكلم عنها قناة الـ ANN ، العائدة ملكيتها لطيب الذكر القومي العربي الكبير رفعت الأسد وتمولـّها العوائد البترولية السعودية، والتي دأبت على بث مقتطفات بالغة الروعة والفصاحة والبلاغة للمليك الوهابي شبه الأمي نكاية وتحدياً لمشاعر وأذواق الجمهور السوري الذي يأمر نفس المليك بقطع رقابهم ودحرجتها على الملأ في حفلات الدم الوهابية المريعة).

وليس هذا وحسب، ففي الجراب الكثير من المهازل والمآسي الوهابية على حد سواء، والتي وصلت عنصريتها، ونازيتها إلى ذقون أبناء أمراء الوهابية الكبار. فلا أدري، مثلاً، لماذا كلما تابعت أخبار أوباما وترشحه للمنصب الرئاسي الأمريكي، ترد إلى ذهني على الفور، قصة الولد الشقي بندر بن سلطان، ابن الجارية السمراء الذي حملت به سفاحاً كما يروى يقال، (التبني بالمناسبة هذا الفعل الإنساني العظيم حرام ومحظر عند الوهابيين)، والذي عانى الأمرين قبل أن يعترف به أبوه الأمير سلطان بن عبد العزيز، في إعادة إحياء محزنة ومريرة لقصة عنترة العبسي الجاهلية العنصرية، حين رفض شداد أن يعتبره ابنه الشرعي إلى أن وقع الغزو ضد القبيلة، وقال عنترة قولته الشهيرة العبد لا يكر، فأطلقه أبوه مردداً جملته الشهيرة: "كـُرّ وأنت حرّ". هذا البندر الأسمر يصب جل اهتمامه اليوم على الإطاحة بالنظام السوري، دون أن يحرك هذا اعتراض أو عقيرة بلاشفة سوريا ومعارضيها بأي حال.

فماذا تركت الوهابية للنازية، وهل تملك هذه الأخيرة أي حق بادعاء التفوق والأسبقية، وحتى التميز، على الوهابية بعد الآن؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقذوا السوريين من العنصرية والاستعباد
- تَجْريمُ الفِكر القَوْمي
- لا لعودة سوريا للصف العربي
- برقية تعزية ومواساة
- همجية الوهّابية
- فرسان رفعت الأسد
- نَسْفُ الثقافةِ العربية
- خبر عاجل: اختفاء معارض سوري
- صدِقَ البعثيّون ولو كذبوا
- نكبة الأديان
- خدام: والمشي في جنازة القتيل
- احذروا آل سعود
- الأقليات العربية في دول الخليج الفارسي
- متى يكف رفعت الأسد عن إهانة السوريين؟
- هل هي حقاً نكبة، أم نعمة على العرب والمسلمين؟
- هل أعرض الناس عن المعارضين؟
- رسالة إلى المرشد العام للإخوان السوريين
- رفعت الأسد والإخوان: غرام ووصال
- قطع الرؤوس باسم الله: من يرسم الصورالدانماركية؟
- قطع الرقاب السورية: شراكة المعارضة في الجريمة الوهابية


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - الوهابيّة أم ِالنازيّة؟