|
مكامن الذات و طعم السنار
إبتهال بليبل
الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:08
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
أثارت مقالة الكاتب علي الشناوي ، تحت عنوان " سونار وطعم سنار " اهتمامي بشدة ، ولكني ، ما إن أكملت قراءة المقال كاملا .. حتى وجدته يشبه تماما كمن يدعوك إلى تناول أقراص من دواءٍ مضاد للالتهابات ، وما أن تنهي من تناول وجبة الأقراص لليوم الأول مثلا ، كمقدمة للعلاج ، وقبل أكمال الدواء حتى تفاجأ بأنه ما من استكمال لدورة العلاج ، وأن كل العلاج كان هذه الأقراص فقط وأنكَ معافى.لا أعرف لماذا يميل الكاتب علي الشناوي إلى فتح جروحا مهمة في جسد المعاناة ، ولكنه ، يميل إلى ترك الجرح ، والانصراف عنه ، إما لقصد منه فيكتفي بالإشارة ، أو لتواضع منه ، لا أفهمه .. والمقال تحدث عن الأطماع وكيفية الوصول إليها وصناعتها ، وأنا أسميها ، الذات . حيث تتم في هذه الحالات المدروسة ، صناعة الذات ، سواء كان هذا رجل سياسة ، أو رجل فكر ، أو فن ، أو إعلام ، الخ . إنه قانون السوق المعاصر ، للتسويق . حيث قال الشناوي : ( لتكن من قاع الآبار، فقبائل الحزن استوطنت المدن أعوام ،عام يتلو عام ، تنتظرالأستقرار، وعدل القرار، والقصور من رمالٍ حديثة الفكر، تصدر القرار، خاويةًُ تلك القرارات تنقصها الخبرة، ودخان الحقيقة ) وأجد أنا ومن هذه العبارات وقبل أن يجد الذات له ، الجهة أو المؤسسة التي ستقوم بذلك، عليه أولا أن يتقن " ذاته " أمام تلك الجهة أو المؤسسة، وبالتالي تقوم هي بدورها تجاهه . المسألة تحتاج إلى دقة وتبصير ، ليس المهم المكونات الداخلية للسلعة ، ولكن ، كيفية الحصول عليها ؟ وأسلوب تقديمها ؟؟؟ .الذات نجدها ، لا تدل دوما على الابتذال ، فثمة أساليب كثيرة ، ومبتكرة ، لها ، من خلال لعب الوجوه ، على نقطة حساسة ما ، وإثارتها لدى المتلقي ، أو المستهلك . وهذه النقطة الحساسة تختلف من مستهلك لآخر ، ، ومن زمن لآخر. إن أول صورة خطرت ببالي بعد الانتهاء من قراءة النص الصغير الذي كتبه الشناوي ، هي صورة. تشبه كثيرا ، العلاقة بين النفط والغرب ، والمنتج الذي يروج له ، قد لا يكون المنتج مهما ، وهو هكذا في أغلب الأحيان ، إلا أن كيفية الترويج ، وتقديم السلعة ، قد " ترغب " عيون المستهلك ، وهو هنا ، المواطن ، في الأنظمة التي تمارس بصدق و شفافية ، لا كالأنظمة التي تعبث بخيراتهم ، كحال معظمهم . وهو ينطبق في السياسة ، للأسف، فإن الثقافة الغربية، التي ندين لها بالكثير دون شك ، أفرزت نظاما استهلاكيا آليا ، يعتمد القيمة السطحية للأشياء ، ويحول كل القيم الإنسانية إلى مجرد أرقام . وأنا أظن أن أمريكيا ، تقدم لنا نتائج مشابهة ، من حيث ، وصول الأسوأ دوما . هذا ما أفرزه الاحتلال ، تراجع القيمة المعنوية للإنسان ، والانتصار للقيم المادية . تحول كل شيء إلى سلعة ، وصارت القيم والمبادئ وحرية القرار ، وهي همّي هنا ، إحدى السلع التجارية . وأستوحى الشناوي الفكرة في مقالته قائلاً ( يَسدُ الأبصارغربيٌُ يتسكع بمُدننا ، رمى سنار بطعم فصاد سونار.. عجباً لسوء القرار ..غادرالغربي ، وعاد بحفنة غرباء، ليصدرو لنا الفرمان والقرار ، والشعوب يطحنها البكاء والسوء والبلاء أين العقل يا حكماء ودخان الحقيقة يعلو السماء ( ??!! فإذا ألقينا نظرة على صادرات الغنائم ، وعلى أصحابها وخاصة، في العالم العربي، نجد أن الأغلبية لا تستحق ما وصلت إليه. ثمة استثناءات دون شك ، ولكن يتم تجاوزها عادة حين التحدث عن هولاء ، إذ لا يمكننا اعتبار كل النتاج معاصر للوضع ، مجرد حالات هي في الاغلب هكذا . وثمة الكثير من الامور المهمة في عالمنا ، مهمّشة ، تصطف في الظل ، لتظهر بدلا عنها ، بل تحتل مكانها ، امور لا تمثل كثيرا الوجه الحقيقي المنشود . والمشكلة الأكثر خطرا ، ليس هذا فقط ، بل المشكلة هي في تقنين هذا الشكل من السرقات ، بحيث يصبح محرر ، أو منقذ للانسانية ، وعلى الجميع إتباعه . وثمة خطوط لامعة بشدة ، وأنا أؤمن ، أن الكثير ممن سار على رسم هذه الخطوط كمرجعية له ، لم يفهم كلمة واحدة ، وهكذا يصبح الشخص ذاته ، لا الخطوط ،هو الذات . وأنا استعملت أمثلة ربما لا علاقة لها كثيرا بالنص ، لأني لا أريد فتح النار علي ، من خلال استفزاز أحد الأسماء المعرشة على الكراسي ، والتي تحصد الكثير ، يوما تلو الآخر. الخطر إذن يمكن في فرض هذا المنطق ، الذي فيه باتت الضمائر بليدة والدموع شريدة ,ومثلما يسأل الشناوي نفسهُ متعجباً بقولهِ : هل بتنا متخاذلون صامتون ؟؟! ليجيب على سؤالهُ بالنفي ( فلا) معللاُ ألاجابة ( فسهام الليل لاتخطيء والأفلاس يملأ الحدود، يملأ قبائل الحزن ، والجرائد ، والحروف ، باتت داكنة ، الألوان كضمير الأنسان، يعيش واقع الخيبة في هذا الزمان..( عذراً ، إلي أ ن يعود سونار ويشفي من جنون العظمة ؟؟ إلي أن يعود الأمل والقلم ؟؟ .. فمدامع الأحبار فاضت على الأوراق، والنحيب سقم مزمن، وبتنا لا نملك غير الأسماء والخطابة والدعاء، عذراً، إلي أن يعتدل القرارويغادرنا سوء الفرار؟؟؟! وتظل الحقيقة في الأحبار.... حقيقة اشكر الكاتب علي الشناوي على مقالته ، ولولا أني أشعر أني بدأت أثقل على القارئ ، لتابعت أكثر ، ولكن الأمر ليس عرضيا ، بل ظاهرة تستحق التوقف ، كيف ؟ أقولها ، لذاتك ، لتصل ؟ وإذا كنت عربيا ، فأنت خارج الخطوط ، ستصل ، وبصمت تجلس بينهم !
#إبتهال_بليبل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصر المرأة العراقية ...
-
شرفات أيامي ....
-
أيات الصد والهجران ...
-
عرس الخلود ...
-
جراح من عباب المحنة ...
-
أوراق بين الرصاص ...
-
أين هي التفاحة ؟
-
فقدان الاخلاق والمبادىء
-
الحلم الواعد
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|