أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2















المزيد.....

الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 716 - 2004 / 1 / 17 - 04:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مازالت نتائج الزيارة – التاريخية – حسب التعريف السوري للرئيس بشار الاسد الى تركيا تظهر وتتفاعل وتأخذ صداها لدى المحللين المتابعين للعلاقات بين البلدين . ففي حين تناول البعض هذه الزياره حسب حجمها الطبيعي وأشار الى – تاريختيها – فقط لكونها تحدث للمرة الاولى من جانب رئيس سوري بعد الاستقلال أما مضمونها وتأثيرها ونتائجها فلن تكون اكثر من عادية اذا وضعت في سياقها الموضوعي وجرى النظر اليها في اطار – الظروف السياسية التي يعيشها النظام السوري من عزلة داخلية وخارجية وما يواجهه من مأزق وطني وقومي لعجزه عن تحرير الارض المحتله والوقوف حائراً امام ما جرى في العرق وما يواجهه من ضغوط امريكية بسبب هيمنته على المقدرات اللبنانية وفشله في سياسته – العراقية – عندما نسج خيوطا مع نظام – صدام حسين – واستقبل الجزار – على حسن المجيد – وقدم الدعم للارهابيين الذين وصلوا العراق عبر الاراضي السورية . ويعتقد هذا البعض من المحللين بأن الزيارة كانت – وقائية – واستجدائية اكثر منها متكافئه ومتوازنه بين الجانبين من حيث المصالح والفوائد والنتائج . لان الجانب السوري وبسبب ضعف النظام وازمته المتفاقمة قد أقدم على التنازل عن لواء الاسكندرون السليب وعن المياه وهذا بحد ذاته يمكن وصفه – بالتاريخية – وليس أي شئ آخر خاصة وانه تم هذا التنازل عن امرين سياديين يخصان الشعب السوري دون ارادته أو استشارته أو استفتائه ، أما الجانب الآخر من التنازل فهو اقدام الرئيس السوري على تقديم خدمة كبرى للشوفينية التركية الحاكمة عندما استقبل وخارج اصول البروتوكول رمز الطغمة العسكرية الحاكمة من وراء الستار ووجه الطورانية الشوفينية رئيس الاركان ورئيس مجلس الامن القومي غير المنتخب الجزال – حلمي اوزكوك – وهذا أمر له معاني عديدة .
     وقد قال البعض الآخر في هذه الزياره أنها تعبر عن – القلق المشترك – بين تركيا وسورية وايران حول تطورات الوضع في العراق ، وأن اللقاء سيعزز من فرص التعاون الثنائي بحيث تتحول تركيا بوابة سورية باتجاه اوروبا وآسيا وسورية بوابه تركيا نحو العالم العربي ، كما اعلن ايضاً عن ابرام اتفاقات سياحية وتجارية ومالية تتعلق بالبورصة والاسواق الحرة والترانزيت والتسهيلات الجمركية .

- الجانب المخفي من الزيارة :
    ومن الواضح أن الجانبين قد حرصا على عدم التطرق الى ماهو مخفي في هذه الزياره والذي يمكن الاعتقاد بأنه تمحور حول القضايا التالية :
اولاً : القضية الكردية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على وجه الخصوص ، وقد اكد الرئيس السوري قبل وصوله انقره على معارضة بلاده لقيام دولة كردية شمال العراق حسب تعبيره أو أي اجراء يقود الى التقسيم على اسس عرقية والمقصود هو الحل الفدرالي للقضية القومية الكردية الذي ارتضاه شعب كردستان حسب ارادته الحرة.
  


كما انه وقبل مغادرة دمشق استقبل وزير خارجية ايران للغرض ذاته حتى يتم التأكيد على ان البلدان الثلاثة يتخذون موقفاً واحداً تجاه القضية الكردية ومن الواضح أن ذلك هو الموضوع الوحيد الذي يتفق بشأنه الانظمة
الحاكمة في تلك البلدان . وهذا يدل مرة اخرى على مضي هذه الانظمة في طريق الشوفينية والعنصرية حيال الشعوب والقوميات الاخرى وسلوك نهج معاداة الديموقراطية وانتهاك حقوق الانسان ورفض أي تغيير أو اصلاح كما تطالب به شعوب سورية وتركيا وايران فأية انظمة استبدادية مارقة هذه . ان الموقف الثلاثي المعادي للطموحات الكردية والتاكيد علية مرة اخرى وفي هذه المرحلة بالذات التي تمر به دول وشعوب المنطقة وبوجود قوات التحالف الدولي في العراق وكردستان وبتصميم الارادة الدولية على التغيير يعني التأسيس لنهج مواجهة الكرد ليس بالطرق الدبلوماسية والسياسية فحسب بل بوسائل العنف والتدخلات العسكرية وهذا يقود بطبيعة الحال الى مواجهة عسكرية لقوى التحالف الدولي فهل تستطيع فعلاً هذه الانظمة القيام بذلك ؟ وهل هي مهيأة – عسكرياً وشعبياً وسياسياً – بهذا الخصوص ؟ خاصة وان القضية القومية الكردية وقضايا القوميات الاخرى المغلوبة على امرها في المنطقة قد اصبحت جزءً لن يتجزأ أبداً عن العمل في سبيل تحقيق الديموقراطية واجراء التغيير السياسي والاقتصادي الذي يطال تلك الانظمة نفسها كما انها تحولت جزءً اساسياً مكملا للحرب الدولية المعلنة على الارهاب وفي جوهرها حرباً على ارهاب الانظمة ( نظام طالبان ونظام البعث ) فهل ستسمح القوى العظمى بالنيل من قواعد ومعادلات الحرب الدائرة والمستمرة الآن ؟ حتى لو جاءت من اصدقاء قدامى مثل – تركيا – فما بالك من انظمة تعتبرها القوى العظمى مارقه وارهابية واستبدادية .
ثانياً : من اهداف الزيارة غير المعلنة التوصل الى تنسيق امني ثلاثي ( تركي – سوري – ايراني ) وذلك بتطوير الاتفاقيات الامنية الثنائية التي شهدتها السنوات الاخيرة بين الاطراف  وخاصة بين سورية وتركيا بعد اتقافية – اضنه – عام 1998 والاتفاقيات والبروتوكولات الامنية الملحقة وآخرها التي تمت قبل الزيارة الاخيرة في انقره بين وزيري داخلية البلدين . صحيح أن الاتفاقيات الامنية تكاد تقتصر على سبل مواجهة حركة التحرر القومي الكردية في المنطقة والتركيز في المرحلة الراهنة على وضع كردستان العراق وبالاخص مدينة – كركوك – والتهيئة لتنفيذ خطط تخريبية والقيام بتفجيرات في مدن ومراكز كردستان لاثارة النعرات العنصرية بين القوميات والاديان والمذاهب والهدف هو تعريض كردستان لعدم الاستقرار ، ولكنها – الاتفاقيات الامنية – يمكن أن تشمل حتى سبل مواجهة قوى المعارضة الوطنية في البلدان الثلاث وتبادل المعلومات حول المناضلين من اجل الديموقراطية وتسليمهم للبعض تحت ذرائع وحجج تسليم – المجرمين - .
    ومن الجلي وكما هو متوقع ومعروف ايضاً للاوساط الحاكمة في البلدان الثلاثة هناك ترقب لنهوض وطني ديموقراطي معارض في سائر بلدان المنطقة وبوادره تكاد تظهر للعيان وفي هذه المرة من قلب الدول الاستبدادية – التيوقراطية – مثل السعودية وايران والذي سيطال وبشكل تحركات جماهيرية واسعة اقرب الى التجربة – الجورجية – لم يسبق لها مثيل في كل من سورية وتركيا وستكون الاحتجاجات والتحركات المطلبية السلمية الكردية في القلب من ذلك النهوض الديموقراطي الذي سيفاجئ حكام دمشق وطهران وانقره . ومن هنا فان هذه العواصم ستلتقي ونتعاون امنياً حتى النهاية ولكنها لن تستطيع وقف المد الوطني الديموقراطي الذي يعبر عن ارادة شعوب المنطقة وتطلعاتها المشروعة في التغيير الديموقراطي والتقدم .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتوحد الخطاب الشوفيني – بين السلطة الاستبدادية ومثقفيي ...
- توضيح من رئيس رابطة كاوا للثقافة الكردية
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصير وتحديات ...
- على طريق الفدرالية : القضية الكردية وحق تقرير المصيروتحديات ...
- على طريق الفدرالية : وداعاً لتسلط القومية السائده اهلاً بتقا ...
- هل الجامعة العربية بصدد تجديد وتطوير الموقف من القضية الكردي ...
- على طريق الفدرالية : محاولة في تعريف فكرة - المؤتمر الشعبي ا ...
- التعاون الأمني السوري –التركي حول ماذا ؟ وكيف ؟
- دروس أولية من سقوط الدكتاتور
- خيار الفدرالية القومية الجيو – سياسية من الثوابت الكردية في ...
- خيار الفدرالية القومية الجيو –سياسية من الثوابت الكردية في ا ...
- نص كلمة رابطة كاوا للثقافة الكردية و اللجنة التحضيرية لتكريم ...
- الحوار المتمدن تشغل مكانة خاصة في عالم الصفحات الالكترونية
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 4 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 3 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي أولاً 2 – 4
- نحو مواجهة الازمة بالتصدي للعامل الذاتي اولاً 1 – 4
- هل نحن أمام نهج امريكي جديد
- ث ك ك – كادك – مؤتمر شعب كردستان - عمق الازمة وسطحية المعالج ...
- الموقف العربي الرسمي من الفدرالية في العراق بين الآمس واليوم ...


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صلاح بدرالدين - الظاهر والمخفي في زيارة الاسد الى تركيا 1-2