|
ينابيع الأمل
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 2306 - 2008 / 6 / 8 - 05:57
المحور:
الصحافة والاعلام
"مه راني" اسم واد يقع في خاصرة سلسلة جبال كارة الوعرة ، في منطقة بهدينان في كوردستان العراق ، وارتبط الوادي باسم الأنصار ـ البيشمه ركه الشيوعيين . في 2 /10/1982 اختير الوادي مقرا لمقاتلي الفوج الاول ، من قوات قاطع منطقة بهدينان لانصار الحزب الشيوعي العراقي . أخذ وادي "مه راني" أهميته كموقع للأنصار من موقعه المهم ، المتقدم نسبيا ، في عمق الوطن ، وسط مواقع قوات النظام الديكتاتوري ، حيث يتوسط المقر عدة اقضية ونواحي مهمة ، الذي اهله لان يكون ليس فقط مقرا خلفيا لقوات أنصار الحزب الشيوعي الناشطة في المنطقة ، بل وصار موقعا يثير أجهزة النظام الديكتاتوري بنشاطاته التي تجاوزت كونه موقع آمن لقيادة قوات الأنصار، اذ صار موقعا سياسيا ينبض بالحركة والعلاقة مع جماهير المنطقة ، ولذلك راح طيران النظام الديكتاتوري يكرر غاراته على المقر باستمرار . وشيد الأنصار مقرهم على أنقاض قرية تحمل اسم الوادي ، هجرت ضمن سياسة التهجير القسرية التي مارسها النظام المقبور ضد الالاف من القرى الكوردستانية . بنى الانصار غرفهم بالاستفادة من تضاريس الوادي ، وحسب خبرة المهندس الأول في المنطقة ، الا وهو الفلاح الكوردي ، الذي يفهم جيدا كيفية توظيف ثنايا الجبل وصخوره لبناء غرف للسكن تصمد أمام المطر والثلوج والبرد . تميز وادي "مه راني " بوجود كثافة من أشجار الجوز المعمرة ، التي كانت تساعد على تمويه موقعه أمام طلعات الطيران المتواصلة ، وتصطف على جانبي مسيل ماء نبع عذب بارد طوال السنة ، اشتهر وعرف به الوادي . في تلك الايام الوعرة ، وفي يوم 31 اذار 1987، واحتفالا بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، نظم انصار الفوج الاول في وادي "مه راني" ، يوما احتفاليا شهد الكثير من الفعاليات الفنية والثقافية والسياسية ، معارض تشكيلية ، عروض مسرحية ، قراءات شعرية وحفل موسيقي ، وايضا تجربة الاذاعة الداخلية التي بثت برامجها ليوم واحد ، تحت اسم " أذاعة مه راني … صوت انصار الفوج للحزب الشيوعي العراقي " ، التي قدمت برنامجا منوعا حافلا ، وكانت تبث عبر جهاز لاسلكي ، وكان اغلب مستمعي الإذاعة بعض سكان القرى المجاورة الذين تم ابلاغهم مسبقا ، وايضا أنصار الفوج الاول الذين راحوا يستمعون الى اذاعتهم بشغف ، ويفرحون اذ تعبر اصواتهم عبر الاثير ليسمعهم من يتلقف اذاعتهم ، وفي بال كل منهم احلاما بوسع الوطن كله . ودارت الايام ، وحين بدأ الانصار الشيوعيون باستثمار خدمات شبكة الانترنيت ، وتحديدا برنامج المحادثة الصوتية " البالتولك " ، وظهرت امكانية انشاء غرف المحادثة الصوتية ، بادر بعض الانصار الشيوعيين لتأسيس غرفة محادثة سميت " مه راني " ، تيمنا بذلك المكان الاثير لديهم ، لكن التجربة تعثرت بسرعة لاسباب لمجال لذكرها هنا . ومع تشكيل رابطة الانصار الشيوعيين ، ونهوض العمل المنظم للرابطة وتشكيل اللجان الفنية المسؤولة ، واهتمام الرابطة بالنشاط الاعلامي للتعبير عن اهداف وبرامج الرابطة ، ظهرت فكرة احياء غرفة المحادثة الصوتية الخاصة بالانصار الشيوعيين ، ليكون لهم صوتهم ـ اذاعتهم ، ومكان لقائهم وبث احلامهم وذكرياتهم ، ومتابعة شؤون الوطن ، فكانت غرفة :" ينابيع العراق " ! وأذا كان ينبوع وادي "مه راني" سقى انصار الفوج الاول وزوارهم ، واذاعة " مه راني " لم تتعد مساحة القرى المحيطة بمقر الانصار، فأن " ينابيع العراق " صارت نهرا هادرا سقى بفكره الخصب كل زواره ، من الانصار الشيوعيين واصدقائهم وضيوفهم ، وعلى مساحات شاسعة من كل القارات ! واذا كانت اذاعة وادي "مه راني"، مجرد حلم ، وبثت لنهار واحد ، وكان مستمعيها محدودين جدا ، فأن صوت "ينابيع العراق" صار يدخل كل بيت ديمقراطي وطني، ويرغب بسماع الحقيقة والانصات الى مفاهيم الفكر العلمي التنويري. صارت " ينابيع العراق " صفا دراسيا يفتح ابوابه وقلوب رواده لكل ضيف يحترم حرية الفكر والرأي الاخر ويجلس بهدوء رغبة في الاستفادة والافادة . صارت "ينابيع العراق " شلالا هادرا دفاعا عن الوحدة الوطنية وحرية الوطن . صارت "ينابيع العراق " شعاعا يبث الامل في قلوب المخلصين التواقين لعراق ديمراطي اتحادي تعددي مستقل مسالم . كم من نصير مر من هنا ، واخرج من عليجته اوراقه الانصارية ، واستل من خزين ذكرياته صفحات مهمة من تجربته ورواها لنا ؟ كم من محاضر ضيف قدم لنا عصارة فكره النير ؟ وكم من مستمع تمعن في مصير الوطن في زحمة الحوار الساخن او الهاديء في غرفة " ينابيع العراق"؟ واذ تطفأ " ينابيع العراق "، غرفة المحادثة الصوتية للانصار الشيوعيين العراقيين واصدقائهم ، على برنامج الانترنيت " البالتولك " ، شمعتها الثالثة ، باقات الورد لكل روادها وزوارها ، وتحية اعتزاز وتقدير للجهود الرائعة والمثابرة للمشرفين على ديمومة نشاط هذا الموقع الاعلامي الوطني .
سماوة القطب
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلقات دراسية في فنلندا من اجل حل الازمة السياسية في العراق
-
القاص القروي !
-
فيلم -رامبو 4 - الجديد يؤكد حاجة امريكا لهورمونات منشطة لتحس
...
-
هناك ... شرق - كاني كه - ! (1)
-
قصتي مع السيد ماتريكس والأرهاب !
-
كتاب باللغة الفنلندية :يروي قصة مناضل شيوعي في سجن -ابو غريب
...
-
لقاء مع الرفيق احمد زكي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والا
...
-
لقاء مع الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خالد حداد
...
-
للعراقيين فقط : طاسة -روبة- لأجل هذا المبدع الأمبراطور!!
-
ما الذي يجري ؟
-
دردشة مع الطاهر بن جلون على ضفاف خليج بوتاميا
-
هل سيطفئ برد فنلندا القطبي نار الصراع الطائفي في العراق ؟
-
قتل الأيزيدي والمشي بجنازته !
-
شئ من تأريخ -عوعو- والرياضة العراقية !
-
حكاية قلب طاف بين أروقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
-
من اجل ان ينال كل المجرمين المشتركين في جرائم الانفال جزائهم
...
-
فضائية الفيحاء وما جاورها
-
على حافة الشعر : بطاقات أنصارية لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
...
-
جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 3 3
-
جاسم الحلوائي في رؤيته للحقيقة ! 2 3
المزيد.....
-
15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس
...
-
إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر
...
-
الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
-
حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ
...
-
هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
-
تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله
...
-
روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
-
-نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو
...
-
المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
-
بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|