أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زهير كاظم عبود - وداعا وداعا .. كامل العامري














المزيد.....

وداعا وداعا .. كامل العامري


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2305 - 2008 / 6 / 7 - 09:24
المحور: سيرة ذاتية
    


مددت يدي الى الورقة التي تضمنت قصيدته وكتبت فوقها بخطي وبشكل واضح :
(( إليك يامن سافرت بلا شكوى .. لقد كنت بيننا وستبقى حتى نمد لك أشرعة النصر لتحيا من جديد )) ، أعدت القصيدة إليه ، توالت النصائح من رفاقي كوادر الحزب الشيوعي إن لاأجازف بتبني مصاحبة (( كامل العامري )) الى حفل تأبين الشهيد محمد الخضري (( أبو سلام )) ، ولم يكن كامل العامري ملتزما ، وكنت قد التقيت بأبي سلام قبل أسبوع من استشهاده في بغداد ومعي عبد الإله عبد الشهيد ، وشكوت أليه الأساليب التي يتبعها رجال البعث والأمن في ترويعنا وتعذيبنا ، فأكد لي المخطط الخبيث الذي تتبعه السلطة .
كنت مصرا على اصطحاب (( كامل العامري )) على مسؤوليتي ودون أن تطلع اللجنة المحلية على القصيدة ، غير أنني قرأتها وأطلعت عليها ، وكنت متيقنا من أن (( كامل العامري )) مبدعا ووطنيا وعراقيا أصيلا ، ومن بين كلمات القصيدة كنت اشعر أن كامل وحدة من يستطيع تجسيد حقيقة كلمات تلك القصيدة ، لأننا نعرف محمد الخضري ، ونعرف وجع العراق ، ونعرف قيمة وحجم الاحتفالية التي تحضرها مجموعة من الرفاق القياديين ، بالإضافة الى أعداد قيادات من حزب القتلة ( حزب البعث ) .
وبعد تلك المناسبة كانت لحظة ألافتراق والفراق حيث زففنا رفيقنا وأميرنا محمد الخضري الى درب الشمس وخلود العراق ، غير أن قصيدة كامل العامري التي ساهمت ( الثقافة الجديدة )) في نشرها وتخليدها ، بقيت قلادة من قلائد الشعر الشعبي العراقي وستبقى .
وسافرنا بلا شكوى .. أرسل لي قصائده الى دمشق أثناء التحاقي بالعمل الفدائي الفلسطيني .. أرسلتها بدوري الى الآداب ونشرنا قسم منها في نشرات المعارضة بدمشق وبيروت ، غير انه توقف ، و بقيت متابعا لكامل العامري الشاعر والمبدع والإنسان ، بقيت اسأل عنه وهو يحاول أن يضمد جراحه ويداري حياته ، غير أنه غاب عن الساحة دون مبرر .
كان كامل العامري علما عراقيا ، وشاعرا مرموقا ، وكان كامل محبوبا ويتمتع بشعبية كبيرة وسط أبناء الديوانية ، التزم بالتقوقع والانزواء ربما لظروف شخصية أو صحية لا ادري .
غير أن كامل العامري باق وسيبقى في الذاكرة بعد أن نقش أسمه فوق سماء العراق ، بعد أن طرز سماء الديوانية بتلك القلائد الملونة .
ورحل كامل العامري كما طالعت أخبار الانترنيت التي تنقل لنا تلك الأخبار الموجعة ، غير انه باق في الضمير ، لتلك المواقف الشجاعة في الزمن الصعب ، في زمن كنا فيه القلة أمام اندفاع الأمن والإرهاب ، غير أن كامل تمسك في البقاء ضمن دائرة الحزب الشيوعي ، متباهيا ومعلنا شجاعته في مرافقته لنا في سيارة الحزب الشيوعي من الديوانية الى بغداد لتأبين الخالد محمد الخضري ، ليطلق قصيدته الخالدة :
(( بجينة وما بجينة عليك
ياجلمة بحلك تاريخ
دكت فوك وجنات الزمان بدور
بجينة بدم سرج مهرة كبل ما يأخذ بثارة ويبشر أور
بجينة شتعتذر بابل بجينة شتعتذر لو عاتبت آشور
فنه الموت يمحمد عليك أيفوت
ندريبك عدل والموت ..بيك الموت..وأنته الموت
يلخطيت بجروحك درب ثوار
يلشكيت من هام السمة للكاع سجة نار
يمحمد...
حمامات السجن يتنشدن ضلن
يمحمد..كطايات الشلب حنن
دكلي شنعتذر للماي واطراف السعف والهور لو عتبن
يمحمد بيارغنه وضحايانه.. تمد فوك الحياة جسور
موش احنه شمس
وافكارنه بدرب الكواين والزمان أتنور
موش احنه حلم ريان
ويرفرف على جفون الصبح راية
موش احنه نبع.. يطلك على دموع الحزن مايه
موش احنه شتلنه ارواحنه ابهذا الدرب ثاية
ما نبجي على ذاك الفاج ماي الموت
واتعنه الوفه وما ذلن أيامه
ما نبجي على ذاك الفارس الما عثرن اجدامه
ما نبجيك هنيالك والف هنيال
كلمن شال زاد العمر بجفوفه
ما نبجيك هنيالك والف هنيال كل خيال
ما هد الرسن مره وطفح خوفه
ما نبجيك ولو ندري البواجي تفيد
ما خلينه من ماي الدمع كطره
ما نبجيك.. لو دمع البواجي يفيد
جا فاد الفرات و(حسن) رد عمره))
ولعلي لاأتجاوز ما يحفظه الطيبين من القصيدة ، وليعذرني من يعذرني بسبب العمر ومكابدات الزمن ، ومما يعرفونه عن كامل العامري ، الذي جاهد وأعطى ورحل فقيرا نظيفا طيبا . أنه يضع المبادئ في ثنايا قلبه الموجوع ، ويخبئها بين ضلوعه .
كتب ( جاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي ) وهو متلبس بالحزن ، وكتب ( كوم انثر الهيل ) والفرح يغمر روحه ، لكنه كتب العديد من القصائد الغنائية وهو يشعر بالأحباط واليأس .
رحل كامل العامري في نيسان من هذا العام دون أن يعرف عنه الكثيرين من محبيه ، ترجل بصمت الكبار بعد أن وزع روحه أبياتا شعرية ، كتب قسم منها قلائد وقصائد غنائية ، وكتب قسم منها في الشعر الشعبي أو الحر ، غير أن روحه باقية ترفرف فوق سماء الديوانية لاتفارقها ابدا .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الدفاع المشروع عن النفس في مواجهة سياسة الأنكار من وجهة ن ...
- ناجي عقراوي .. باقيا في القلب دوما
- مكافحة إرهاب الأنترنيت
- البصرة التي كانت ثغر العراق الباسم
- الحصانة البرلمانية
- وردة نابتة في طين الحلة نضعها فوق قبر الشهيد قاسم عجام
- السيد وزير الداخلية .. المندائيون بحاجة الى موقف عراقي وطني
- صافية مثل قلب صافيناز كاظم
- شركة بلاك ووتر تستمر بالعمل رغم أنف القانون العراقي
- استشهاد الشيخ طالب السهيل في الذاكرة 12/4/1994
- ما يصيب القلب يضر بالجسد
- يرحل الكبار وتبقى الجذور ثابتة مثل جذور النخيل
- الفتنة الطائفية من يوقظها ؟ من يخمدها ؟
- كلمة قصيرة الى خاطفي المطران بولص فرج رحو
- رسالة الى رقيب المطبوعات في الأردن
- الأيزيدية وطلب الآمان في دولة السويد
- رحل عبد الأخوة التميمي بعد أن أدى الأمانة
- الشهيدة فوزية محمد هادي (( ام سعد )) عروسة الفرات
- هل يمكن تحديد فترة ظهور الديانة الأيزيدية بين البشر ؟
- المرأة التي قادت الرجال زينب بنت علي ابن ابي طالب


المزيد.....




- العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
- -إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح ...
- في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في ...
- أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
- ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
- نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي ...
- ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
- الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع ...
- رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ ...
- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زهير كاظم عبود - وداعا وداعا .. كامل العامري