سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:44
المحور:
الصحافة والاعلام
المتطرفون في كل مكان يحصلون على التمويل و الدعم المادي و المعنوي و الاعلام المسخر لترويج الكراهية، و طبيعي أن آيديولوجيات الكراهية الطائفية و القومية العنصرية تمتلك ميزانيات ضخمة كونها تقوم بمصّ دماء الشعوب و تقوم بتحويل ثروات الأمة إلى ميزانية لدعم الإرهاب و تحول عقول مواطنيها إلى قنابل موقوتة مستعدة للانفجار في وجه من يكره السيد الرئيس و الزعيم و الإمام المجاهد!!.
و من واجب الأحرار اللبراليين المؤمنين بكون الإنسان كـ"مخلوق" خليفة على الأرض يقوم بإقامة العدل و الرحمة ـ حسب المصطلح القرآني ـ و هو صورة الله و شبيه الله في صفاته الذي يقوم بتطبيق العدالة ـ حسب التعبير و المصطلح التوراتي و الإنجيلي ـ و من واجب اللبراليين الأخلاقي و الإنساني مواجهة ثقافة الحقد و الكراهية التي تحاول الفصل بين الإنسان و أخيه الإنسان سواء على أساس ديني أو عرقي قومي عنصري، من هنا يشكل الإعلام أحد أهم الوسائل في المواجهة الفكرية بين اللبرالية كثقافة متعالية نحو فرض نفسها كضرورة للتطور و القفز على قوالب الماضي الأسطورية و الخيالية.
من هنا أجد أن من واجب اللبراليين افتتاح المزيد من المؤسسات الإعلامية من صحافة مرئية و مقروءة و مسموعة، و كنت أود أن أرى و أشاهد جريدة المؤتمر الوطني العراقي تتحول إلى قناة فضائية و كذلك الأمر بالنسبة لموقع الحوار المتمدن ـ الذي لا يتجسد منهجه في تلفزيون سانا كون هذه القناة التلفزيونية و للأسف تروج لمصطلحات لا تختلف عن مصطلحات معسكر الشرّ كالصراع و الاستعمار و العملاء و غيرها ـ كذلك موقع عراق الغد الذي يتيح الحرية الكاملة في التعبير، و مواقع و صحف و جرائد أخرى كثيرة جدا أعتذر لأصحابها لعدم ذكرها خشية الإطالة و يمكن لكل طرف لبرالي إنساني أنه هو المقصود بهذه العبارات.
إن الصراع الوحيد الذي يمكن أن نؤمن به كضرورة لصالح الإنسان هو رفض التفرقة و الإجحاف و الطبقية و امتهان الفرد و خلق حدود وهمية أمام حرية الفرد، فالقوميون و الطائفيون مستعدون لفعل كل شيء، حتى ذبح الأطفال، في سبيل استعباد الإنسان و منع عقله من التفكير في مصلحته، و المصلحة الفردية هنا ليست أنانية بقدر ما هي إدراك للحقوق التي هي في ذاتها مقدسة و محترمة.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟