نحو حملة وطنية شاملة تحت شعار-لا لعقد اية اتفاقية مع الولايات المتحدة قبل جلاء جميع قوات احتلالها من العراق-

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بادر عدد من البرلمانيين الوطنيين العراقيين بتقديم رسالة الى زعماء الكونغريس الامريكي نشر مقتطف منها في الصحافة الامريكية النائب الديموقراطي ورئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب الامريكي جاء فيه " يرفض اغلبية النواب العراقيين بشدة أي اتفاق عسكري كان او امني او اقتصادي او تجاري او زراعي او استثماري او سياسي مع الولايات المتحدة لا يكون مرتبطا بآليات واضحة تلزم قوات الاحتلال العسكرية الامريكية بالانسحاب انسحابا كاملا من العراق" واضاف وليام ليلاند ان عدد البرلمانيين الموقعين على الرسالة يشكلون اكثر من نصف عدد اعضاء البرلمان العراقي . وتقدم نائبان عراقيان من الموقعين على الرسالة بشهادتهما امام لجنته وقالا "يجب ان ترحل القوات الامريكية من العراق وبعد ذلك فقط يمكن ان تبدأ المحادثات بشأن اتفاق امني طويل الاجل"، تداركا لامكانية خرق قوات الاحتلال لاية آلية توضع في الاتفاقية لانسحابها بعد التوقيع عليها.
كما تتصاعد الحملات الاعلامية لفضحها، رغم كل وسائل واساليب التعتيم على محتواها بما فيها الصحف الامريكية والبريطانية فجاء في جريدة الاندبندت البريطانية في 5/6/2008 " اعلن عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب الامريكي ان واشنطن تطالب باقامة 50 قاعدة عسكرية دائمة والسيطرة على اجوائه وشن عمليات عسكرية دون اذن من الحكومة العراقية وتسهيلات مفتوحة لقواتها ومنح الحصانة القانونية لقواتها وقوات الشركات الامنية المتعاقدة معها وحق اعتقال أي شخص واعتماد قانون مكافحة الارهاب حسب التفسير الامريكي وحرية دخول المعدات العسكرية والبريد دون الرجوع للحكومة العراقية وحق استقدام جيوش اخرى ضمن قوات متعددة الجنسية" . وعلق عليها قائلا بان الاتفاقية تضمن للقوات الامريكية ما لم تتمتع به في بلادها.
فهل شهد العالم اتفاقية افضع عبودية وامتهان لحقوق شعب من هذه الاتفاقية على مر التاريخ ؟ ولقاء ماذا؟ التحرر من البند السابع للامم المتحدة الذي بموجبه فرضت الوصاية الدولية على العراق لقاء جرائم النظام الدكتاتوري الذي سقط بسقوط النظام، واستبدل بالوصاية الامريكية على العراق المشروطة بطلب الحكومة العراقية لتجديد تواجد قواتها سنويا أي يجب سحب القوات الامريكية من العراق اذا لم تقدم الحكومة العراقية طلب تجديد بقائها في العراق . ولذلك تصر الادارة الامريكية على توقيع الاتفاقية قبل نهاية السنة لانها ستشرع الوصايا الامريكية الدائمة على العراق بابشع اشكالها دون طلب تجديد. واستنفرت جميع ادواتها من اقطاب العملية السياسية . فبح صوت وزير الخارجية في جميع اللقاءات والمؤتمرات محذرا من مخاطر عدم توقيع الاتفاقية قبل نهاية العام حينما ينتهي التفويض الممنوح من قبل هيئة الامم المتحدة و من سخونة الساحة العراقية عند ذاك ، ويؤكد رئيس الجمهورية على ضرورة الاتفاقية واستجابتها لمصالح الشعب العراقي فالاتفاقية ستضمن له ولامثاله من خونة الشعب العراقي بعربه وكرده ، الاحتفاظ بكراسيهم وامتيازاتهم من خلال تركيع الشعب العراقي واشغاله بمختلف اشكال الكوارث والازمات وقبض ثمن التوقيع مقدما . فقد نشرت شبكة فوكس نيوز الامريكية عرضا مغريا لامثالهم من البرلمانيين بدفع ثلاثة ملايين دولار لكل نائب يوقع على الاتفاقية!! . في حين راح الهاشمي يغطي خيانته الوطنية بتزكية الاتفاقية، بمعارضة ايران للاتفاقية . وذهب المدعون زورا بمعارضتها وفي مقدمتهم عبد العزيز الحكيم ، برفع الاصوات مطالبين بالشفافية وبموافقة البرلمان واجراء الاستفتاء الشعبي العام عليها. وهم يدركون قدرة قوات الاحتلال على تزييف ارادة البرلمانيين من خلال استخدام التصويت الالكتروني الذي تتزايد مطالبة النواب الموالين للاتفاقية بفرضه بمختلف المبررات التي فضحها الكاتب الوطني ومبرمج الكومبيوتر القدير صائب خليل، وقدرتهم على تزييف الاستفتاء الشعبي لاسيما وقد مرروا الاستفتاء المزيف على الدستور. وراح المتاجرون بالتاريخ الوطني يطالبون بالشفافية ودعم المفاوضات باقدر وافضل المفاوضين وهم يدركون سلفا ان ما تعرضه قوات الاحتلال ليس مفاوضات وانما املاءات وهذا ما عبر عنه رئيس وزرائهم المالكي بمختلف الوسائل والتصريحات. انه تعاقد بين سيد ومسود، بين مقتدر مسلح ومنفذ ذليل . وتحاول قوات الاحتلال اشغال الراي العام العراقي عن الاتفاقية باثارة مختلف المعارك والمشاكل فضلا عن التازم المستمر لجميع متطلبات الحياة . باشغال الجماهير بقانون انتخابات المحافظات وتعميق الصراعات الطائفية واشغال العمال بانتخابات اتحاد النقابات مع الاحتفاظ بقوانين النظام الدكتاتوري وحرمان عمال القطاع العام من حق التنظيم النقابي وشق وحدة الطبقة العاملة .
ورغم كل ذلك تتصاعد مقاومة شعبنا لقوات الاحتلال وللاتفاقية الدائمة وقانون نهب النفط والغاز وتتزايد خسائر الاحتلال وتكاليفه وتتعمق ازماته. وتتصاعد الحركة الجماهيرية في جميع انحاء البلاد. التي بدأت يتظاهرات واعتصامات العمال ولاسيما في البصرة رغم كل وسائل القهر ضدهم ومحاربة تنظيمهم النقابي، وانطلاق التظاهرات الجماهيرية في الكثير من المدن العراقية ولاسيما بغداد. وتشكل مبادرة البرلمانيين الوطنيين في رسالتهم الى زعماء الكونغريس الامريكي تطور رائع في مقاومة شعبنا لاتفاقية الذل والاستعباد، ووثيقة تاريخية دامغة بالاجرام على كل محاولة لتزييف ارادة البرلمان العراقي لتشريع الاتفاقية فقد تضمنت رسالة رفض البرلمانيين للاتفاقية تواقيع اكثر من نصف عدد اعضاء البرلمان. والى تصعيد وتطوير الحملة الشاملة المتنوعة تحت شعار " لا لعقد أي اتفاقية مع الولايات المتحدة قبل جلاء جميع قوات احتلالها من العراق"

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات