أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الجن خطفوا الاولاد















المزيد.....

الجن خطفوا الاولاد


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحتل سليمان الحكيم وهو نبي ارسله الله الى بني اسرائيل حسب الرواية الدينية التوراتية والاسلامية، مكانة في ذهن المسلمين وثقافتهم الشعبية ، مستمدة من القران ومن الاحاديث النبوية والتي تقول ان الله آتى سليمان العلم والحكمة وعلمه لغة الطير والحيوان وانه كان حاكمًا عادلاً بين الناس، يقضي بينهم بماأنزل الله، وسخر الله له الإنس والجن والطير والرياح...، يعملون له ما يشاء، ولا يخرجون عن طاعته، وإن خرج منهم أحدٌ وعصاه ولم ينفذ أمره عذبه عذابًا شديدًا، وسجنه في مغارة لن يخرج منها الا يوم القيامة، وسخر له الشياطين، يأتون له بكل شىء يطلبه، ويعملون له المحاريب والتماثيل والأحواض التى ينبع منها الماء.

وقد ورد ذكره في القران في اكثر من اية ومنها .. قال تعالى: {ولسليمان الريح غدوها شهرًا ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير . يعملون له ما يشاء من محاريب وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرًا وقليل من عبادي الشكور} [سبأ:12-13] و قال تعالى: {وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون} (النحل:17(.

وجدتي رحمها الله كغيرها من المسلمات المؤمنات تؤمن بكل ما وصف فيه سليمان الحكيم من قدرات قاهرة، بل اضافت اليها من ثقافتها الشعبية المتواترة الكثير من المبالغة والاطناب على سيدها سليمان ، واستخدمت الروايات الدينية الاسلامية ، وبعض من الثقافة اليهودية السائدة في فلسطين في تعليم وتربية احفادها كما علمت ابنائها وبناتها.
ويردد مسلموا فلسطين ومنهم جدتي قصص اليهود في توراتهم والتي تفيد بان سليمان الحكيم هو الذي بنى المسجد الاقصى وبنى بجانبه الهيكل (الذي يستند اليه اليهود لتثبيت حقهم في القدس وفلسطين) وانه سجن الجن الذين خالفوه وعصو امره في مغارة تقع بين المسجد الاقصى وبين الهيكل، وان المغارة ما زالت موجودة حتى اليوم، وما زال الجن مسجونين فيها حتى الان وانهم سيظلوا بها الى ان يبعث الله الناس يوم القيامة.

ولطالما حدثتني جدتي عن الجن المسجونين بمغارة القدس وانهم من الاشرار وحذرتني بانهم وبما انهم قريبون من رام الله فان قيامي باي عمل غير سوي سيجعل الجن يخرج من المغارة وياتي لياخذني ويسجنني معه.
وفي احد ايام شهر رمضان اصطحبتني جدتي للصلاة في المسجد الاقصى، وبعد ان ادينا صلاة شكر في مسجد الصخرة وفيما نسير في الساحة الكبرى التي تفصل مسجد الصخرة عن المسجد الاقصى ، سالت جدتي عن مغارة سيدنا سليمان التي سجن الجن بها، فاشارت بيدها الى فتحة مغارة فعلا يقف على بابها حارسان او ثلاثة ويفصلها عن الساحة حاجز كتب عليه ممنوع الاقتراب، فسالتها لماذا ممنوع الاقتراب ؟ قالت لان الجن يخطفون الناس ويسجنونهم معهم.

ولطالما زارني الجن في احلام مزعجة ، ولطالما تمنيت لو اننا نسكن بعيدا عن القدس حتى لا يصل الينا الجن واكون بمأمن من شرهم، ولطالما تساءلت لماذا تقول جدتي ان هيكل سليمان بني بجانب الاقصى، مشككا بقولها لانه يشبه كلام اليهود.

وفي مرة سالت استاذي وكنت في الصف الخامس الابتدائي عن حقيقة الرواية التي ترويها جدتي عن سليمان والمغارة والجن، فاكدها الاستاذ اسماعيل بطمه واضاف عليها ان طل مني قراءة سورة النمل وصورة سبأ.
وقرأت السورتين عدة مرات ومع ذلك لم اقتنع وظل الشك يراودني حتى الصف الاول الاعدادي (السابع).
وفي احد ايام الاعياد وكانت جدتي وبعض النسوة قررن الذهاب الى للصلاة بالاقصى فرجوتها ان تاخذني معها, ورافقني ثلاثة اصدقاء وافقت جدتي على اصطحابهم بشرط موافقة اهاليهم الذين لم يعترضوا طالما هم بصحبتها.
وكان الاقصى يغص بالمؤمنين والمؤمنات ولا بد من الامساك بايدي بعضنا حتى لا نضيع وسط الزحام، ونسير ملتصقين بجدتي ومن بصحبتها من النساء من جاراتها.

لكننا لم نكن من اولئك الاولاد المطيعين او الطيعين، بل كان سلوكنا العام فيه بعض التمرد والشقاوة وبعض الجرأة غير العادية، ولطالما تعرضنا للعقاب بسبب تلك السلوكيات.
ولما كنت اتحدث بما تحدثني جدتي عن سليمان ومغارته والجن المسجونين فيها، واضفت من عندي ان المغارة مملوءة بالذهب والاموال ، وتاج سليمان الذي سرقه الجن بعد ان مات على باب الهيكل.

وكنت قد مارست تحريضا مؤثرا على اصدقائي كي نذهب الى القدس ودخول المغارة لنأخذ تاج سليمان ونحصل على فلوس كثيرة وجواهر وذهب، وما ان دخلنا باب العمود حى بدانا نستعد لتنفيذ الخطة، وبعد اداء صلاة الشكر في مسجد الصخرة وهي عادة محبذة قبل الصلاة بالاقصى، وفيما نسير وسط الزحام في الساحة الرئيسية انتهزنا الفرصة وافلنا راجعين، وغافلنا الحارس القريب وقفزنا عن الحاجز وتوجهنا على الفور الى باب المغارة، وبدون تفكير مطلقا وجدت نفسي واصدقائي داخل المغارة.

ولوهلة من الزمن راودنا بعض التردد والخوف ولكن التاج والجواهروالذهب والفلوس سحرت خيالنا حيث سنخرج من المغارة ونحن اثرياء ونتفوق على جميع اصحابنا بالحارة وسوف يشعر سيدنا سليمان بالسعادة لاننا استرددنا تاجه الذي سرقه الجن المجرمين.

مشينا داخل المغارة وسط رائحة سيئة بضع خطوات فاذ امامنا حائط كبير وقد بدأ النور يخفت لكن التنفس لم يتاثر، وبعد خطوة او اثنتين وجدنا منفذا على اليمين يتجه جنوبا والانارة فيه افضل من المكان الذي نحن فيه فدخلنا ما يشبه الباب الحجري فاذ بنا امام ممر طويل فيه فتحات صغيرة تتسلل منها الشمس والهواء، فقلنا ان هذا الممر يؤدي الى المغارة، واصلنا السير نحو 120 مترا، وتوقفنا اما درج حجري، فشعرنا بالخوف وقال احدنا "يلا نرجع هذه طرق ليس لها نهاية".

لكنني صعدت عدة درجات لاستكشف الامر فشاهدت فتحة كبيرة في نهاية الدرج ياتي منها النور وكأن النهار في عز الظهر.
اخبرت صديقاي بما ارى فاتبعاني وواصلت صعود الدرج فاذا بي اطل على ساحة الاقصى امام احد ابواب المسجد الاقصى، ولا يبعد باب المغارة الذي دخلنا منه عن هذا المخرج اكثر من 100 متر، وايقنت ان هذه نهاية او بداية المغارة، فقررنا العودة من حيث جئنا.

وما ان اطلت رؤوسنا من باب المغارة حتى سمعنا صراخا وهياجا من العشرات بل يمكن القول المئات من الناس فيما جدتي تبكي وقد امسك بها امراتين يهدئون من روعها.

فما الذي حدث في ساحة الاقصى اثناء وجودنا بالمغارة؟؟
انتبهت جدتي الى عدم وجودنا فاضطربت وخشيت ان نكون ضعنا، واخذت تسال الناس ان شاهدوا اولادا هنا او هناك، فابلغها احد الاشخاص انه رأى ثلاثة اولاد دخلوا المغارة، وانه ابلغ الحراس بذلك، واجتمع الناس الى جانب الحراس وسط دهشة شديدة، واخذت جدتي تصرخ وتضرب صدرها وتقول ... الجن خطفوا الاولاد .... الجن خطفوا الاولاد ....، وازداد التجمهر والحراس وحضر عدد من الشيوخ واخذوا يطلبوا من الناس قراءة القران والدعاء الى الله ليخلص الاولاد من ايدي الجان ويردهم سالمين، لكن ذلك لم يهديء من روع جدتي حتى كادت ان تصاب بالاغماء.

على كل حال بعد رحلتنا السريعة داخل مغارة سليمان ولم نرى داخلها لا جن ولا شياطين ولا ذهب ولا تاج وانما ممرا طويلا تحت الساحة الرئيسية ملاصقا للسور الشرقي لمسجد الاقصى، خرجنا من المغارة وما ان اقتربنا من الحاجز حى تراجعت الجموع للخلف ومن ضمنهم الحراس خوفا من الاولاد الذين مسهم ، لكن جدتي اندفعت نحوي وهي تبكي واحتضنتني بقوة، لكن الجمهور كله تدافع للخلف حتى سقط بعضهم ارضا.

وبعد نحو عشر دقائق اقترب منا الحرس وامسكوا بنا واخذونا الى غرفة قريبة من المكتبة وقبر الملك عبدالله واخذوا يحققون معنا ويسالوننا عما شاهدناه داخل المغارة، وكانت الدهشة والاستغراب تعتلي وجوههم كلما اكدنا اننا لم نر شيئا، ولم نتعرض لاي سوء، ورفضوا مرافقتنا لنريهم على الطبيعة ما شاهدناه.

هذه هي الثقافة السائدة في بلاد المسلمين ، لذا لا يستغرب احدا لماذا امة الاسلام في الدرك الاسفل بين شعوب الارض.
وما دعاني لكتابة تفاصيل هذه الحادثة هو حوار دار بيني وبين احد اقطاب الاخوان المسلمين مؤخرا، حين اتهمته وجماعته والخطاب الديني باكمله انه يثبت حقوق اسرائيل في فلسطين من خلال قصص سليمان واكذوبة بناء الهيكل وانه هو الذي بنى المسجد الاقصى حسب الرواية الدينية الاسلامية، وذكرت له القصة فقال "اتق الله يا رجل هل تكذب كتاب الله وسنة نبيه؟؟"
فها انا اضع القصة امامكم وامل ان تجيبوا على سؤال القطب الاسلامي الزعيم في جماعة الاخوان المسلمين التي تريد تحرير البلاد والعباد!!!.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
- انت دائما معي
- سيدة الزهور : شابة يمنية في نيويورك
- احتفالات زائفة في بيروت تؤجل الصراع ولا تلغيه
- الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد
- الفلسطينيون مستاؤون .. نعم لضم الضفة للاردن وغزة لمصر
- احتفالات زائفة في بيروت احتفاء بتاجيل الصراع لا الغائه
- هل يستطيع التميمي من لندن اقصاء فتح
- سمعت الآف الآهات
- رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية
- الرئيس الامريكي يضع برنامجا واقعيا شاملا لنهضة الامة العربية ...
- احبك كما تشائين
- لا تبحري في عيوني
- نتائج مؤتمر الدوحة - هدنة هشة قائمة على اتفاق غامض تمهيدا لج ...
- في ذكرى النكبة .. فليبادر الوطنيون لانتزاع راية النضال الفلس ...
- الانتخابات الكويتية – ديمقراطية تحت السيطرة
- سيدة عربية
- القيادة الفلسطينية - الجهل والتخلف – سبب نكبة فلسطين - وتتوا ...
- القيادة الفلسطينية - والجهل والتخلف – سبب نكبة فلسطين وتتواص ...
- دعوة للاعلاميين والمثقفين لاشاعة الفرح والتفاءل بدل البؤس وا ...


المزيد.....




- -تلغراف-: الروح المعنوية في الجيش البريطاني عند أدنى مستوى
- نزليهم لاطفالك وفرحيهم حالا!!.. الترددات الطفولية والتي تخص ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير فجر الي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تعلن استهداف هدفين للاحتلال في ش ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على هدفين ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تنفذ هجومين بالمسيرات على شمال ف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف بالمسيرات 3 مواقع إسرائي ...
- أطفالك مش هتعمل دوشه من الآن.. تردد قناة طيور الجنة 2024 الج ...
- مصر.. رأس الطائفة الإنجيلية يوضح دور الكنيسة في مواجهة ظاهرة ...
- النمسا: طلاب يهود يمنعون رئيس البرلمان من تكريم ضحايا الهولو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الجن خطفوا الاولاد