أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف عزيزي - ايران ومصر: هل تعود العلاقات التاريخية؟















المزيد.....

ايران ومصر: هل تعود العلاقات التاريخية؟


يوسف عزيزي

الحوار المتمدن-العدد: 715 - 2004 / 1 / 16 - 07:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تتسم العلاقات بين الشعبين المصري والفارسي، و هما من اقدم شعوب المنطقة، بالتاريخية و تصل الى الاف السنين. ويتحدث لنا التاريخ عن غزو الملك الاخميني، كمبوجية ( قمبوزس) لمصر في القرن السادس قبل الميلاد وثورة المصريين ضد جيشه الغازي وكذلك عن مساهمة الفرس في حفر قناة يربط البحر الابيض المتوسط بالبحر الاحمرو هو الذي عرف فيما بعد بقناة السويس. وقد تواصلت العلاقات بين الحضارتين العريقتين المصرية ذات الستة الاف عام والفارسية ذات الالفين و خمسمائة عام في العصر الفرعوني وتوطدت في العصر الاسلامي بعد ان اصبح الاسلام، دينا مشتركا للشعبين.
 ونشاهد حاليا آثار الفاطميين - وهم من الشيعة الاسماعيلية - في مصر
ومنها ضريح راس الحسين و مسجد السيدة زينب و ماشابه ذلك حيث كانوا ملجاءا للنشطاء السياسيين والادباء الفرس الهاربين من بطش حكامهم و ملوكهم. وهاهو الشاعر و الرحالة الفارسي البارز ناصرخسرو البلخي الذي قطع الاف الاميال مشيا على الاقدام من خراسان الى مصر ليلجأ الى البلاط الفاطمي في قاهرة المعز ويعتنق المذهب الاسماعيلي حيث اصبح داعية لمذهبهم في الديار الفارسية.
 وقد لعبت مصر في تاريخنا المعاصرنفس الدور التاريخي، حيث أوت في اواخر القرن التاسع عشر و اوائل القرن العشرين العديد من السياسيين الايرانيين المعارضين لسلالة القاجار وحكامهاالمستبدين.  اذ صدرت في هذه الاونة العديد من الكتب القديمة  و الصحف الفارسية المناوئة للنظام القاجاري في القاهرة، حيث كانت تتسرب الى الداخل بشكل سري لتهيأ الاجواء لثورة ايران الدستورية (1906- 1908).
وكانت مصر و ايران من الدول الاولى في الشرق التي جربت الحكم الدستوري و اصبح لديهما برلمانات؛ الاولى في اواخر القرن التاسع عشر وفي عهد عرابي باشا و الثانية في اوائل القرن العشرين كما اشرنا آنفا. 
 وقد تمت في القرن المنصرم ترجمة لكتب الافغاني و محمد عبده
و جورجي زيدان و طه حسين ومن ثم لنجيب محفوظ و صلاح عبدالصبور الى الفارسية و انبهر الايرانيون، بصوت ام كلثوم
و عبدالحليم حافظ .  وكانت مصر و لاتزال المركز الرئيس لترجمة الادب الفارسي وهذا ماشاهدناه في ترجمة رائعة الروائي الايراني محمود دولت آبادي من قبل المرحوم محمود دسوقي شتا.  وتعاطف المصريون مع الزعيم الايراني الراحل محمد مصدق حيث زار القاهرة بدعوة من  نحاس باشا، آخر رئيس وزراء في العهد الملكي المصري. كما ابدى الايرانيون تعاطفا مع مصر في العدوان الثلاثي عام 1956 و في حربي عام 1967 و عام 1873، رغم العلاقات المقطوعة بين نظامي الشاه و جمال عبدالناصر.  فانبثاق الايديولوجية القومية في اوائل القرن العشرين في ايران و البلاد العربية وبلوغها الذروة في الخمسينات والستينات من هذا القرن لعبت دورا هاما في تأرجح العلاقات بينهما. فهذا مانراه للعيان في علاقة ايران مع كل من سورية والعراق و مصر.
 وكانت العلاقات حسنة بين النظامين الايراني والمصري في النصف الاول من القرن العشرين حيث صاهرت الاسرة البهلوية، اسرة الملك فاروق في اوائل الاربعينات وذلك  بعد زواج الشاه محمدرضا البهلوي - لذي كان وليعهدا انذاك- مع الاميرة فوزية بنت الملك فؤاد و شقيقة الملك فاروق. لكن العلاقات انقطعت بعد وصول الضباط الاحرار الى الحكم في مصر واشتد العداء بين حكم الشاه محمدرضا البهلوي الذي كان صديقا للولايات المتحدة الامريكية واسرائيل و النظام القومي الثوري العربي بقيادة جمال عبدالناصر. وقد تم اعادة العلاقات في عهد الرئيس المصري السابق انورالسادات مع النظام الملكي في ايران في اواسط السبعينات؛ غير ان حدوث الثورة الايرانية ادى الى انقطاع ثاني لهذه العلاقات التي لم تدم اكثر من 5  سنوات. والانكى في الامر ان الفرمان الخاص بقطع العلاقات جاء من زعيم الثورة الاسلامية في ايران اية الله الخميني ذاته، احتجاجا على توقيع السادات لمعاهدة كمب ديفيد التي انهت الصراع بين مصر و اسرائيل. وقد توترت العلاقات بين ايران الثورة الاسلامية و مصر المتحالفة مع اسرائيل و الولايات المتحدة الامريكية بعد ان آوت مصر الشاه الهارب من وطنه و المنبوذ من جميع اصدقاءه و حلفاءه في العالم بما فيهم الامريكيين انفسهم. ومات الشاه في مصر بمرض السرطان و دفن في مسجد الرفاعي بالقاهرة.
ووضعت ايران اسم خالد الاسلامبولي على احدى شوارع العاصمة طهران، فيما حولت مصر اسم شارع مصدق في القاهرة الى شارع الشاه محمدرضا البهلوي.
 وقد بدأت العلاقات المصرية - الايرانية تتحسن بعد ان اصبح خاتمي رئيسا للجمهورية الاسلامية في ايران وذلك في سياق سياساته الاصلاحية القائمة على ازالة التوتر مع الدول العربية والعالم. وفعّلت حكومة خاتمي، مركز رعاية المصالح الايرانية في القاهرة
و قامت الحكومة المصرية بنفس الاجراء، حيث تحول هاتان المركزان الى شبه سفارات نشطة خاصة في المجالات التجارية
و الاقتصادية.
 الان و بعد ربع قرن من القطيعة بين الدولتين المصرية و الايرانية اصبحنا امام وضع دولي يختلف تماما عما كان عليه قبل ربع قرن، لا بل مع بضع سنوات مضت.  فقبل عامين قرر مجلس بلدية طهران - المحسوب على الاصلاحيين انذاك- تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي تمهيدا لاعادة العلاقات بين البلدين غير ان معارضة المتشددين حالت دون ذلك. 
 ويبدو ان سقوط نظام صدام حسين اقنع الجناح البرغماتي في تيار المحافظين بانه لامفر من اعادة هذه العلاقات بعد ان اصبح الشيطان الاكبر جارا لايران في شرقها وغربها. ويبدو ان الطيف المتشدد  بين المحافظين و المعارض لتغيير اسم الاسلامبولي اصبح في اقلية لايمكن له ان يؤثرعلى الدبلوماسية الايرانية تجاه مصر برغم المظاهرات و الاحتجاجات التي يقوم بها هنا و هناك وهي تذكرنا بمعارضته لتوقيع ايران البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر نشر الاسلحة النووية والتي لم تثمر عن اي شيء بعد اتفاق الاصلاحيين
و المحافظين البرجماتيين في السلطة على توقيعه.
 فما من شك بان ايران اتخذت قرارها هذا بعد مشورتها مع حلفاءها في العالم العربي واعني بحزب الله لبنان و حركتي حماس و الجهاد الاسلامي الفلسطينيتين حيث شجع هؤلاء ايران لاعادة العلاقات ؛ كما انها تنظر بايجابية لدور مصر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية
و اهتمامها بالمنظمات الاسلامية هناك ؛ مما حدا بالرئيس الايراني محمد خاتمي ان يطلب لقاء نظيره المصري حسني مبارك على هامش قمة مجتمع المعلومات في جنيف السويسرية.
 فمن الجانب المصري الذي كان يعارض سابقا اعادة العلاقات مع ايران؛  يبدو ان الضغوط الامريكية الاخيرة - وخاصة من قبل المحافظين الجدد- على السلطة والوضع الاقتصادي المتردي وخشية الحكومة من القوى الاسلامية بما فيهم اخوان المسلمين، لعبت دورا في تغيير سياساته تجاه ايران التي كان يتهمها بدعم الفصائل الاسلامية الراديكالية في مصر.
 الان يبدو ان حتى سفراء البلدين قد تم تعيينهما حيث  تتحدث الانباء هنا عن تعيين محمد شريعتي المستشار الاعلى للرئيس خاتمي سفيرا لايران في القاهرة؛ وان موضوع الاعلان عن اعادة العلاقات المصرية - الايرانية ليست الا مسالة وقت. كما و انه من المقرر ان يزور الرئيس حسني مبارك، طهران في الشهر القادم للمشاركة في الاجتماع الاقتصادي للدول الاسلامية الثماني في طهران. انتهت                
 



#يوسف_عزيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلزال الذي هز التاريخ
- المعايدة الكبرى على ضفاف نهر كارون الحبيبة .. و حضور الآلاف ...
- عرب الاهواز؛ هل هم شعب؟
- الادب الفارسي الحديث بذور العداء للعرب صاحبت ولادة الادب الف ...
- الدين والسياسة في ايران
- القوميات غير الفارسية في ايران : وزنها وتأثيرها
- سماحة الاخ ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية
- المثقفون في ايران ؛ بين الدين و العلمانية
- اللغة الفارسية و تعاملها مع اللغات الايرانية الاخرى
- التصدع يتسع في المؤسسة الدينية - والصراع السياسي يزداد ضراوة ...


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف عزيزي - ايران ومصر: هل تعود العلاقات التاريخية؟