أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - الآبكشت المقدس ؟!















المزيد.....


الآبكشت المقدس ؟!


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما هي النقاط التي يجادل بها السياسيون في بغداد بشأن توقيع اتفاقية امنية بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق ؟؟
ساترك الاجابة الان ، واقول ان الملك السعودي باع حقوق التنقيب عن النفط في حقل الغوار العملاق عام 1929 بمبلغ 35 الف دولار ذهبي للشركات الاميركية ووقع اتفاقا امنيا مع واشطن كي لا تعود الهيمنة العثمانية على مكة ، ولكن السعودية لم تفقد من حقوقها نتيحة هـذا الاتفاق ريالا واحدا من حقها ان تاخذه ، وان المانيا التي سمحت بقواعد في شتوتغارت بعد الحرب العالمية الثانية لم تعش في مهانة كما يعيش العراق بعد عام 2003 ، واليابان صاحبة اقوى اقتصاد عالمي لم ولن تتزحزح مكانتها العالمية طالما بقي اليابانيون واثقين مما يريدون وما يهدفون اليه ، وليس للقواعد الاميركية في اراضيها اي تاثير على التافس الدولي للاقتصاد ، مع ايضاح بسيط وهو ان كلا من الملك السعودي والامبرطور الياباني والرئيس الالماني في تلك الحقب لم ياتِ الى سدة الحكم على دبابة امريكية ، فهل المعارضون للاتفاقية الامنية مع الحكومة الامريكية في بغداد هم اكثر وطنية ممن ذكـرناهم ؟؟
لقد مضى الزمان الـذي حلم به المعممون ان ينام العراقي في قبر المرجعية ، وصارت هـذه المرجعية بحاجة الى مرجعية اكبر لتبصر طريقها ، واذا كانت الولايات المتحدة قد دفعت العراقيين خلال خمس سنوات من الاحتلال الى الشك والريبة من بعضهم البعض ، فان الحاكمين الجدد في بغداد يعلمون علم اليقين بانهم جاءوا حاملين على ظهورهم دبابات الاحتلال ، وطالما انا صنيعتك فليس من حقي ان اعترض على ما تريد ؟؟
وفي تصريح مثير للشفقة قال عبد العزيز الحكيم الطبطبائي " هناك إجماع وطني على رفض الكثير من النقاط التي يطرحها الجانب الامريكي بسبب مساسها بالسيادة الوطنية " ولم يوضح اي سيادة وطنية يقصد ، واظن ان التصريح مقطوع عن الاضافة ، لان العراق حسب ادبيات وايدولوجية فيلق بدر هو ضيعة ايرانية ، وان العراق حسب ذات الايدلوجية بلد كافر والدليل على كفره ان منظمة عبد العزيز طباطبائي تتخد من اسم واقعة بدر اسما لها ، ومعلوم للجميع ان بدر اولى معارك الاسلام مع المجتمع المكي بكل انتماءاته العقائدية التي يكفرها الاسلام .
وجاءت تأتأءات مقتدى من قم تحرض العراقيين على مقاومة المعاهدة الامنية بين العراق والولايات المتحدة مستنيرة بفتوى مرجعه الايراني كاظم الحائري الـذي افتى قبل اعوام بقتل خمسة ملايين عراقي تحت بند اجتثاث البعث ، ولا اعلم كيف تستطيع السنة هؤلاء المعممين التحدث عن عراق حر و سيادي بينما كروشهم مترعة بالابكشت الايراني المقدس ؟
كما يتضح للعيان ان حكومة الطوائف في بغداد لا تدري على اي شيء ستوقع او على اي شيء ستعترض في مشروع الاتفاقية ، والدليل انها بعثت بمن ياتي لها بالخبر اليقين الى دول سبق لها ان وقعت اتفاقات مماثلة مع واشنطن ، واذا كان بوش سيرحل فان امريكا باقية ،ويخطيء من يظن ان سياسة البيت الابيض مقرونة باسم سيده ، ويخطيء اكثر من يظن ان النظام المؤسساتي الامريكي مقرون بالعواطف والتمنيات .
ان حالة العراق الان تشبه الى حد بعيد جسدا بلا جلد ، بعد ان انهار سقف شرعية الدولة على يد الحالمين بامبراطورية المهدي التي لا تختلف بشيء عن الفكر اليميني المسيحي المتطرف الـذي يدين به الرئيس الامريكي بوش ، واذا كان نجاد يتحدث بوتيرة المتيقن من ظهور مهديه المنتظر ، فان الرئيس الامريكي تحدث مرارا عن التكليف الالهي الـذي امره بتحرير العراق ، فاللغتان من ابجدية واحدة وان كانت الرموز الصوتية مختلفة ، ويبدو واضحا للعيان ان الايرانيين يحركون اذنابهم الحاكمين في بغداد من اجل المناورة لكسب الوقت الكافي لبلوغ الوقت الحرج للرئيس الامريكي ، الـذي يصبح به عاجزا عن مهاجمة ايران كما تروج الشائعات الصحفية في بلاد المليار مغفل .
ساسرد بعض ما تمنطق به فحول السياسة في بغداد من اعتراضات على الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة
اولا : ان سيادة العراق وحقوق العراقيين التي حصلوا عليها خلال السنوات الخمس الماضية سوف يسلبها الاتفاق الامني مع امريكا ، ومن المرجح ان سياسيي بغداد لم يسمعوا بدول مجاورة لهم مستعدة للتنازل عن السيادة الوطنية مقابل دخولها الى الاتحاد الاوربي ، لان الاتحاد له دستوره وله مؤسساته التشريعية ، وهـذا ليس خللا في الوطنية وانما توطيد لها رغم الاختلاف بين صيغة الاتحاد وصيغة الاتفاق الامني ، الا ان من مضامين الانضمام الى الاتحاد الاوربي هو الدفاع المشترك على الصعد كافة ، لان العصر هو عصر المصالح وليس عصر اللطميات والتطبير وسيرة فدك وضلع الزهرة ، ولا عصر الاحتفال بالاموات وقبورهم على حساب الاحياء ، فحكومة المالكي منشغلة مند اشهر بارتفاع مناسيب المياه داخل قبري الحسين والعباس ، وغير منشغلة بتوفير المياه للملايين العطاشى من العراقيين ، ويبدو لي من وجهة نظر شخصية ان المياه المرتفعة في القبرين انما هي دموع العراقيين الدين فقدوا احبابهم واولادهم واباءهم باسم الحسين والعباس ، وان الشيعة المسيسين قد طعنوا الرموز الشيعية العربية في الصميم عندما حولوا هـذه الرموز من ايقونات للتضحية الوطنية الى مسميات انتقامية اصبحت مكروهة لدى شريحة واسعة من العراقيين .
اما الانجازات التي يخاف عليها المفاوض الناطق باسم العراق ان تسلب نتيجة توقيع الاتفاقية فهي كما يلي ، مليون عائلة فقدت احد ابنائها ، اربعة ملايين عاطل عن العمل ، ارملة كل ثلاث ساعات ، مليونا طفل يتيم ، جامعات بلا اساتـذه ، مستشفيات بلا اطباء او ادوية ،سجون تعج بالفقراء ، مدن مهدمة ، كهرباء لمدة ساعة واحدة في اليوم ، 80 الف حاج ايراني اسبوعيا لكل ضريح شيعي في العراق ، منابر المهدي المنتظر من قبل احمدي نجاد ، اربعة ملايين لاجيء ومشرد ومرحل، عصابات الـذبح من الوريد الى الوريد ، واللحى المتعفنة التي جعلت العراق في اخر قائمة الدول المستوردة لادوات النظافة الشخصية ، وسيكون مفيدا لو اجريت احصائية محايدة عن استهلاك شفرات الحلاقة في العراق ، التي ربما تمنع وزارة التجارة استيرادها اذا افتى السيستاني بتحريمها ، بالاضافة الى مناهج تعليمية بدائية ومتخلفة ، دون ان ننسى جواز الاس الـذي اصبح قيدا في رقاب العراقيين ، لان جناب الكردي هوشيار لا يثق بعراقية غير الاكراد ، اضافة الى انجاز مهم اخر هو اختفاء الالوان من الحياة العراقية ، فالاسود والابيض هما السائدان ، الاسود للعمائم والابيض للاكفان وما اكثر العمائم والاكفان في البلاد التي يجري بها النهران .
ثانيا : ان المفاوض الناطق باسم العراق يتخوف بشدة من اطلاق يد الجنود الامريكيين في اعتقال العراقيين كما يشاؤون ، ولكن بالمقابل لم يخبرنا المفاوض هل حكومته تحترم المعايير القانونية والانسانية عندما تعتقل احد الرعايا العراقيين ؟ وكم هو عدد المسجونين لدى الداخلية العراقية ومليشياتها .
ومن ضمن الاعتراضات المهمة على توقيع الاتفاقية هو عدم اتخاد اراضي العراق قاعدة لمهاجمة دول اخرى ، والمقصود بالدول الاخرى ايران بالضبط ، لان الولايات المتحدة لا تفكر بمهاجمة حلفائها في الخليج ، ولا بمهاجمة شباك الناتو المطل على الشرق الاوسط من تركيا ، ولا الاردن الموقع اتفاقا مع اسرائيل ، ولا سورية التي هي في طور محادثات سلام مع تل ابيب ، اللهم الا ا ذا اعتبرنا ان المفاوض باسم العراق يفكر عميقا ويحسب الامور بعقلية ستراتيجية ترى ان الاقليم العراقي سيصبح منطقة محصورة بين هلالين ، الاعلى هلال كردي يمتد من شمال ايران الى شمال العراق الى شمال سورية الى شمال لبنان ، ولاول مرة في تاريخ لبنان يطلب الاكراد منصبا وزاريا في الحكومة الهشة التي لم تتشكل بعد ، والهلال السفلي هو هلال شيعي يمتد من البصرة الى القاهرة ؟
وقد نستطيع القول ان اهم اعتراض على الاتفاقية هو اعتراض مسكوت عنه ، فالاتفاقية اذا ما ابرمت , وستبرم بركلات البساطيل , فانها سوف تتعامل مع عراق واحد ، وهـذا ما لا يروق لوكلاء امبراطورية المهدي الـذين يريدون امارات مقابل خياناتهم ، ولا للانفصاليين الاكراد المغررين بتصريحات كوشنير الاخيرة حول المادة 140 ، فالرجل قدم من اجل استلام حصة بلاده من الكيكة العراقية بعدما اوشك الوقت ان يداني نهاية الحفلة التي لم يرقص بها شيراك ، بينما ساركو ابدى استعدادا مبالغا فيه ليكون راقصا اساسيا في التانغو الغنائمي ، كما ان الاتفاقية سوف تبخر الحلم الايراني بملء الفراغ السيادي في العراق بكل مقوماته ، الامنية والاقتصادية ، والثقافية ، والاتفاقية سوف تنتج على المدى البعيد جيلا من العقول القادرة على اعادة الهيبة الى بلد الحضارات وهـذه ايضا تتناقض مع تطلعات المهدي الايراني الـذي يرى تجارته رائجة في مجتمع تنازل عن كل حضارته وانجازه التاريخي لصالح الخرافة .
فماذا عدى مما بدى ؟؟
ساسال عبد العزيزالطبطبائي ونوري المالكي وجلال الطالباني وعلي الاديب وعثمان محمود وعدنان الدليمي وحارث الضاري سؤالا واضحا لا لبس فيه ، ايهما افضل لك ان يكون ابنك معتقلا لدى القوات الامريكية ام يكون معتقلا لدى قوات وزارة الداخلية العراقية ؟؟
ان الاتفاقية مع ولية نعمتكم سوف تحمي العرب السنة والتركمان واليزيديين والصابئة والاشوريين والشبك من الطغيان المـذهبي الشيعي والطغيان القومي الشوفيني الكردي ، فمن هو الاهم في هـذا الظرف الدقيق من تاريخ العراق ، المستقبل ام جبة خامنه ئي ويده المشلولة مثل عقيدته ؟

شاعر وصحفي عراقي مقيم في المكسيك



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فتى الا ابو متعب
- هل مات الحسين شهيدا
- جمهورية الارامل
- بابا زومبيل


المزيد.....




- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
- بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
- جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
- قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا ...
- قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل ...
- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - الآبكشت المقدس ؟!