أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!














المزيد.....

عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 10:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


زعماء العالم المجتمعون في روما لمكافحة الجوع، وحل أزمة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم، ودرء الخطر الذي يتهدد الأمن الغذائي العالمي، لن يأتوا إلاَّ بصناعة مزيد من الجوع، وبمضاعفة أعداد الجياع في قارات الجوع والفقر الثلاث؛ ذلك لأنَّهم، في معظمهم، شركاء متعاونون متعاضدون في ذلك النظام الاقتصادي العالمي (الرأسمالي قلباً وقالباً) الذي اثبت، في السنتين الأخيرتين على وجه الخصوص، "حيويته"، و"ديناميته"، و"كفاءته"، و"صلاحيته"، في إشاعة ونشر الجوع والفقر والمرض وسوء التغذية وإحلال "الإفقار المطلق" محل "الإفقار النسبي"، وفي أن يخلق على مثاله وصورته نظاماً سياسياً وامنياً عالمياً يشيع وينشر الحروب، ويُتْخِم العالم بالسلاح، ويزاوِل أربابه "السياسة" بوصفها أداةً يَسْتَكْمِلون بها "الحرب".

لقد غرَّتهم قوَّتهم، أي قوَّة حرابهم، فضربوا صفحاً عن صرخة التحذير التي أطلقها نابليون إذ خاطب أمثالهم مِمَّن يؤمنون بأنَّ السياسة تنبع من فوَّهة البندقية قائلاً: "إنَّكم تستطيعون فعل أي شيء بالحراب عدا الجلوس عليها"؛ كما ضربوا صفحاً عن حقيقة تاريخية عظمى هي أنَّ كل نظام اقتصادي ـ اجتماعي يعجز عن تلبية الحاجات الأوَّلية الأساسية للناس، كالحاجة إلى المأكل، هو نظام فقد مبرِّر وجوده، وأصبح كمثل ميِّت، يأبى أهله الاعتراف بموته قبل دفنه.

العالم يملك الآن من شروط وأسباب وعوامل وقوى "ثورة غذائية" يمكن أن تنقله من "الغذاء الرخيص" إلى "الغذاء المجَّاني (أو شبه المجَّاني)"، فإذا به، وفي السنتين الأخيرتين على وجه الخصوص، ينتقل من "الغذاء الرخيص" إلى "الغذاء الغالي"، أي إلى غذاء يغذِّي الجوع، مع كل ما يُنْتِجه ويُولِّده الجوع.

إنَّه "الممكن واقعياً"، و"الضروري" إنسانياً وحضارياً، وقد أصبح، بفضل مصالح فئوية ضيِّقة، ضرباً من المستحيل، فلماذا نُنْتِج (ونوزِّع) من الغذاء ما يكفي لـ "حَيْوَنة" صراع الملايين من البشر من أجل البقاء، ولاتِّخاذ جوعهم سلاحاً تُحارَب به حقوقهم الإنسانية والديمقراطية والسياسية، ويُذادُ به عن حكومات دراكولا في دول الرأسمال الذي ما زال يقطر دماً من رأسه حتى أخمص قدمه؟!

إذا اتَّخذنا الغذاء مقياساً فإنَّ عالمهم ما عاد يشبه رأس برناردشو.. ما عاد عالماً يَغْزُر فيه الإنتاج، ويسوء التوزيع. لقد غدا عالماً يَشُحُّ فيه الغذاء، وينمو سوء التوزيع.

"التجويع" و"الحرب".. هذا هو جوهر عالمهم، الذي به يتباهون ويفخرون، والذي أسبغ عليهم نعمة "ضيق الأفق"، فاخترعوا من يخترع لهم نظرية "نهاية التاريخ"، وكأنَّ عالمهم اكتمل إنسانيةً وحرِّيةً وعدالةً حتى انتهى فيه، وبه، التاريخ!

إنَّهم، مع إلههم، إله الحرب جورج بوش، لا يشعلون الحروب؛ لأنَّهم مُتْخَمون بالسلاح، فَهُم أوَّلاً يريدون الحروب؛ لأنَّهم لا يعيشون إلاَّ فيها، وبها؛ فإذا هم أرادوا الحروب شرعوا يصنعون لها السلاح. ومع ذلك، هناك من يُشْعِل الحروب، ويصنع الأزمات؛ لأنَّ يريد لإنتاجه من السلاح مزيداً من الأسواق.

والحرب تحتاج إلى وقود من البشر؛ وهذا "الوقود البشري" لا يُنْتِجه إلاَّ "الجوع".. وأفضل "الجوع" هو الذي يطعمون صاحبه كل عصبية حيوانية!

لقد "عَوْلموا" كل شيء تقريباً، ثمَّ أدخلوا كل وحشية في "العَوْلَمة"، ثمَّ شرعوا يزرعون الجوع في "الريف العالمي"، أي في قارات البؤس والشقاء الثلاث.

وقد استهلوا "عملهم التاريخي القذر" هذا بما يحقِّق الغاية الأولى الكامنة فيه، وهي إضرام نار الغلاء في مَصْدَر الطاقة الأوَّل في العالم، وهو النفط. وما كان لدراكولا القرن الحادي والعشرين أن ينجح في عمله القذر هذا لو لم يحتل العراق، ويُحْكِم قبضته، بالتالي، على القرار النفطي العالمي؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو أنَّ العالم يُنْتِج من النفط الآن ما يفيض كثيراً عن الحاجة؛ ومع ذلك، بلغ السعر، في ارتفاعه، عَنان السحاب، فالسماء، بفضل مؤامرة "ابن السماء"، جورج بوش.

ومع إحرازه هذا "النجاح"، الذي يحسده عليه نزلاء "مقبرة التاريخ" من أمثاله كالنزيل نيرون، تهيَّأ المناخ لجعل الاقتصاد الزراعي العالمي قطاعاً مُنْتِجاً للجوع العالمي، فاقْتُطِعت مساحات واسعة من الأرض الزراعية (التي تضاءلت كثيراً، مساحةً وإنتاجاً، بفضل النظام الاقتصادي الذي تربَّع على عرش "نهاية التاريخ") من أجل أن تُزْرَع بما يُنْتِج "الوقود الحيوي (أو البيولوجي)"، أي "الإيثانول".

وسرعان ما ازدهرت زراعة الذُّرَة، لتزدهر صناعة "الإيثانول".. وسرعان ما تقلَّصت زراعة الغذاء، مساحةً، وإنتاجاً.. وسرعان ما أنتج هذا "الشُحُّ الغذائي"، المُقْتَرِن بـ "سوء التوزيع الطبقي"، هذا "الجوع العالمي"، أو هذا "الغذاء الغالي".

النفط العالمي، والنفط العربي على وجه الخصوص، والذي هو مِنَّا؛ ولكنَّه ليس لنا، غدا "سلاحاً" يستخدمه إله الحرب والجوع في حربه على الجنس البشري؛ أمَّا "الطاقة النووية" فحرامٌ على "عبيد العالم الساعين إلى الحرية"، حلالٌ لـ "عبيد العالم القانعين بالعبودية".

"الطاقة النفطية" ليست لنا، وإنْ نبعت وتدفقت من أرضنا؛ و"الطاقة الذَرِّية" حرامٌ علينا، حلالٌ لإسرائيل. أمَّا إذا أصْررنا على "الطاقة الذَرِّية" فها هو يقول لنا: "إنَّ الطاقة الذُّرَوية (أي التي من "الذُّرَة") خيرٌ وأبقى"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو كل متاعهم الفكري!
- -حزيران-.. -سلام الهزيمة- و-هزيمة السلام-!
- -أزمة اولمرت- هي خير عُذْر!
- اولمرت.. كم أنتَ مسكين!
- خطاب نصر الله في ميزان الخطأ والصواب!
- الأُميَّة الديمقراطية!
- مفاوضات للسلام أم لاجتناب مخاطر حرب؟!
- -الأمن الغذائي- أوَّلاً!
- القوميون العرب الجُدُد!
- عندما -يُعرِّف- الرئيس بوش الدول!
- سنة فلسطينية حاسمة!
- إنَّما -التعريب- كلمة يراد بها -التدويل-!
- ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!


المزيد.....




- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - عَصْرٌ من الجوع.. و-الطاقة الذُّرَوية-!