أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غادا فؤاد السمّان - تهاني بالجملة على هامش مساعي التفريق















المزيد.....

تهاني بالجملة على هامش مساعي التفريق


غادا فؤاد السمّان

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 10:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مُباركٌ للبنان عودة الضمير إلى القتلة، مُباركٌ للكرسّي الرئاسي امتلاءه بالفخامة، مُباركٌ لقصر بعبدا دبيب الضوء والمراسم والزوار والوجاهة واستعادة القرارات بعد معاناة طويلة في ظلّ التغييب ووطأة الغيبوبة،

مُباركٌ الهدوء الذي عاد لأحلامنا المُلتبسة وكوابيسنا المُعلنة، مُباركٌ التفاؤل المُستَنْسَل من مصافحات الألداء تحت الموائد العائمة في الضباب والعامرة بالبذخ والغمز واللمز والمصالح والاستياءات، مُباركٌ الهواء الذي نفض عنه دخان الإطارات المتحالفة مع السواد والشغب، مُباركٌ الإفراج عن طريق المطار الذي أفسح خروجا شائكا بالمتاريس والاحتمالات والأتربة ومنح عودةً مظفّرةً بالرهانات والمكاسب، مُباركٌ مخاض الحوار وحوار المخاض العالق منذ صرخات واشتباكات وإشكالات وكوارث، مُباركٌ مولود الاتفاق المهيض للحاضن الجمعي الحصري "القطري "، مُباركٌ الحضور العربي النادر لحاضر إيراني ضاغط بامتياز، مُباركٌ للسراي الحكومي خروجه من دائرة الشكّ والشريط الشائك، مُباركٌ لوسط بيروت التجاري احتشاد الساهرين فيه وعزف الثائرين عنه، مُباركٌ صمت الضحايا وصفح الأبرياء.

هكذا يكتظّ الوطن بالتهاليل والتهاني حتى تضيق أدقّ أنفاس الانفراجات المُرتَقَبَة والمُرجاة فيه، فتبهت وتخمد وتختنق ليستعيد الغضب من جديد دورته الحيوية، إنه قدر المواطن العربي عموما واللبناني خصوصا أن يتسمّر تسمّرا مؤبّدا على لائحة الانتظار والترقّب أو الشطب والإلغاء، أو يُزجّ زجّا اختياريّا في الشكل ،لا إراديّا في الجوهر ضمن قائمة الارتهان والتبعية لهذا الزعيم أو ذاك، ليكمّل مشهد القطيع المُعَدّ خصيصا باسم المواجهة حينا وباسم المصالح الشخصية أحيان، أو حسب المناسبة الطارئة على مدار التهويل.

لعلّ التجربة الديمقراطية في لبنان التي هندسها الدستور العام بعد الاستقلال واقعا وموضوعا، وأتاحتها التعددية الطائفية المتزاحمة على المحاصصة والمغانم والوهم، تُعتبر في ظاهرها تجربة استثنائية خارجة عن منظومة النظام السائد في العالم العربي، وتلك الجدلية في معنى الديمقراطية ومبناها الدخيل على مفهوم الأنظمة القائمة على الشمولية والديكتاتورية والتسلط وقمع الحريات، جعلت من لبنان نموذجا صعبا إن على صعيد تحقيق المعادلة وإنجاحها، أو على سبيل التجسيد المجتمعي المُغاير، وذلك لعدة اعتبارات أهمها أن الديمقراطية في العالم العربي لا تزال مفهوما فتيّا مُبهما مجهول المستقبل إن لم نقل الهوية على مستوى التمثيل الجماهيري، فلا الشعوب العربية قد بلغت من الوعي الإنساني والنضج الاجتماعي والإدراك الذاتي والثقافة التربوية والسياسية ما يؤهلها حمل الراية وإعلان الشروع في تقرير مصيرها داخل الدولة من باب المُوَاطَنَة أو حتى خارجها من باب الفردية، أضف إلى أن المناخ العربي يحتاج إلى عناية فائقة لتنقيته من الرواسب الاستعمارية "الأوليغارشية" ومخلفاتها من أوبئة الجهل وسموم التخلّف المستفحلة أطرا وأساليبَ وعلاقاتٍ وأمزجة وقيادات وأفراد ومؤسسات، وقد استطاع لبنان ربما التباهي بالديمقراطية كعنوان عريض لم يتعد حدود السطر الأول من سطور المراحل المُتعاقبة بين الالتباس مرة ودفع الأثمان الباهظة على الدوام، فربما لبنان هو الوحيد الذي تكبّد ضريبة فادحة من الشهداء الذين تساقطوا في سبيل لبنان أولا والديمقراطية التي آمنوا بوجوب وضرورة تحقيقها ثانيا والاستقلال المنقوص الذي لا بدّ من استكماله بحكم الرُهاب الذي تعانيه دول الجوار من موقعه الجغرافي الاستراتيجي الهام، الذي يفصل بين جبهتين نقيضتين هما سوريا وإسرائيل، وهما أشبه بالخطين "الساكتين" اللذين تغذي سكوتهما ومفاوضاتهما قيام دولة "حزب الله " داخل الدولة اللبنانية المنسوخة طبقا عن أصل النظام السوري في الإرادة والإدارة إن لم نقل في القيادة والسيادة، وإذا كانت الحكومة السورية جيشا وشعبا وقيادة قد "عفّت " عن تجربة استخدام السلاح للمواجهة مع إسرائيل فقد عوّلت على "حزب الله " القيام بالمهمة بالإنابة ربما لأن فكرة المقاومة " المفتوحة "ومغامراتها غير واردة لدى الشعب والدولة السورية، وقد عملت الحكومة السورية وحليفتها إيران اللاعب الحالي في المنطقة على تعزيز حزب الله بالعتاد والسلاح من قِبَل الأولى وضخ الأموال الباهظة لكسب الشعبية الكبيرة حوله من قِبَل الثانية، ولا يخفى على أحد دور حزب الله في استعراضه الكبير اللافت تموز صيف 2006 حيث برهن عن جاهزيّة كبيرة تُحسب له بجدارةٍ لولا الدمار الرهيب الذي لحق بالأرواح والممتلكات، فلم تكن حرب حزب الله حرب جبهات بقدر ما كانت حرب أبنية وجسور وقرى ومدن وسكان وأزقة وشوارع وأطفال ونساء وشيوخ ومنازل، وبعد إغلاق الستار عن الحرب المذكورة وفتح شاشات العرض للتحليل والترويج والإشادة، بدأت حرب الأعصاب في الاتجاه المعاكس المفتوح على المواطن اللبناني بالتسلسل والأولوية حسب تصنيفه الطائفي والمذهبي ونظرا لانتمائه الإيديولوجي الحزبي العقائدي، بإطلاق ذات اليد على زناد سلاح المقاومة لمقاومة السلاح على اختلاف حجمه ووزنه وضرورته ومبرراته حيث تمّ تمشيط مدينة بيروت أولا من حقّ التعبير وحق إبداء الرأي بكمِّ فاهِ الصحافة والإعلام المختلف، ليظل إعلام الصوت العالي والنبرة الحادة المدعوم بقوّة السلاح وحده سيد الموقف وسيد المرحلة، واستطاعت بيروت الصمود بترّفع من ترفّعوا والصمت على ضيم من تمادوا، حتى جاء الفرج على يدّ الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" الذي اختصر انكسار المرحلة بجملة راقيّة معبّرة وموجزة "غُلِبَت الفتنة وغَلَبَ العقل"، والحكومة التي وسمت باللاشرعية على مدار أكثر من عام ونصف وطوردت بكل الوسائل الإعلامية والأشكال اللغوية النابية برئاسة السيد "فؤاد السنيورة "، عادت لـتأكّد شرعيتها بمباركة رئيس تجمّع "14 آذار الشيخ سعد الحريري"، ورئيس الجمهورية العماد "ميشيل سليمان"، وبموافقة شبه علنية من فريق "8 آذار"، الجدير بالذكر في خضمّ هذه التداعيات التي استحوذت على أروقة ومداخل الذهنية المُصادرة قسرا والمُصادرة حتما بقوّة التكرار والتلقين المستمر والإعادة المملّة للمشهد نفسه للحدث المتراكم للحديث الممضّ، لنتمكّن من صحوة طارئة تكفي لسؤال لا بدّ منه، هل سلاح حزب الله صاحب الجاهزيّة المشهودة قدّ أعدّ للابتهاج بذات القدر الذي أعدّ فيه لتلقين العدو درسا لا يُنسى، فبحكم قربي من خطوط التماس منطقة "المزرعة" التي شهدت معارك ضارية أسفرت عن العديد من القتلى وعشرات الجرحى، وبعد أن تمّ تطهير المنطقة حتى من سكاكين وشوك وملاعق المطابخ عموما، ليتفرّد في الأجواء دوي سلاح المقاومة وحده الذي لا يسمح لسواه، انهمر بغزارة موازية لما سلفها من حرب الأيام الخمسة ابتهاجا بسحب القرارين من الثامنة مساء ذاك اليوم إلى ما بعد الثانية ليلا استنفذنا خلالها كل التحايلات الممكنة لتهدئة أعصابنا وأطفالنا والمرضى والمسنين الواقعين في مرمى الصوت المُعربد تماما، إطلالة البارحة للسيد "نصر الله" شعرنا أننا قد أخذنا على حين غرّه حيث لم يكن من ضمن اعتبارنا وهواجسنا تلك الإطلالة الميمونة، إذ انهمر الرصاص الثقيل وانطلقت "الآربيجيات" من عقالها بحالة هستيرية مروّعة اضطرتّنا الانبطاح تحث الأثاث، والتلطّي في "الكوريدورات" وكأنّ حربا ناشبة نحاول أن نطمس صورتها بشتى البهارج والمانشيتات بدأت للتو، لم يكن هذا الحال حال البعض منّا معظم الأمهات في العديد من المناطق وهنّ من الجنوب المقاوم روّعن وقلقن وأخفين رؤوس أطفالهن بما تيسّر من أجزاء الجسد، فهل سلاح المقاومة صار سلاحا للترهيب بحجّة الابتهاج بعدما تمّ تأديب واستئصال كافة الأسلحة الأخرى؟

السيد نصر الله الذي اكتسب ذات خطاب امتد على أرجاء الخريطة العربية وارتفعت صوره إعجابا شديدا بل انبهارا أشدّ أحبط الكثيرين وأنا منهم، ويُمكن له أن يستعيد كلّ الأذرع الخائبة والمرخية والتي ارتفعت يوما بمنتهى الحماس لتهتف باسم السيد وصورة السيد وحذاء السيد، يُمكن لو أنّ قرارا من سماحته يصدر بإبدال السلاح بوردة تعلّق على باب كل بيت في بيروت وسائر المناطق اللبنانية، لو أنّ لقمة سائغة يُطعم بها أطفال المخيمات الذين يُناضل باسم بلدهم المحتل فلسطين، لو أنّ كل فقير ومعوز ومحتاج يؤخذ بيده من ناصية إلى أخرى.

عندما كنّا نمرّ بجانب صناديق التبرّع المنصوبة نهاية أسبوع على مختلف المنعطفات والزوايا والمفارق والشوارع والشعاب كان يُغبطنا كل ما تجود به النفس قلّ أم كثر، ليقيننا أننا نساهم في إضافة حبّة قمح في حقول المقاومة والتي ستنبت سبع سنابل خيّرات، لم نكن نأمل يوما أن تُرفع الصناديق لتحلّ الأتربة التي خرجت من الشارع ودخلت متآمرة على مخيّلتنا بشراسة، ولم نكن نأمل أن تُستبدل حفنات الأرز بوابل من الرصاص، ولا أن تغيب قطع الحلوى والسكر لتوزّع مكانها القاذفات على الأحياء البيروتية وضواحيها بالتساوي، لا شكّ أنّ أشرف الناس وحسب تلقيبك لهم أيّها السيد يغلقون الساحات بالمليون، ولا شكّ أنّ هذا الشرف لم نناله بين الجموع لنزيد العدد ونكسب الشرف ونتمم الابتهاج، لكن لننظر بشيء من حكمتك التي نأمل أن نرتقيها يوما أيّها السيد المُهيب نصر الله، هل الساحات دائما "ميزان" حقيقي للزعامة؟

بماذا ننعت جمهور "جورج وسوف وراغب علامة " مثلا؟ هل تنسحب على جمهورهم أفعال التفضيل وأسماؤها أم نزجّها في صفحة التجاهل والتجهيل والتعمية؟... ناهيك عن "هيفا " التي أصابت جمهورها الفاحش العدد بالإغماء، من غير مسلحين ومقنعين وأعيرة نارية.

ثمّة أقلام حرّة تَقرأ جيّدا لتَكتب ما ينبغي أن يُكتب، وثمّة أصوات حرّة تصغي جيدا لتقول ما ينبغي أن تُقال، هؤلاء الذين ينبغي أن تعيرهم اكتراثا لتظلّ السيادة سيادة العقل، والزعامة زعامة الكلمة المنطق، ثمّة أبواق تتقن التطبيل والتزمير لكنها في النهاية لن تؤدي إلا إلى الغوغائية والتشويش الذي لا يخدم أحدا إلا عدو الله وعدوّكم وعدو القادم من أيامنا المشرقة.

www.geocities.com/ghada_samman

[email protected]هذا الإيميل محمي من السرقة في القوائم البريدية , تحتاج لدعم جافا سكريبت لمشاهدته

http://wasatonline.com/index.php?option=com_content&task=view&id=8219&Itemid=64




Hits: 497
التعليقات (1)
سوسن: ...
لكأني واهلي وكل اهل بيروت والجبل والإقليم والبقاع.. كلنا كتبنا بدمنا ووجعنا من طعنات الغدر.. كتبنا هذا المقال.. هذا القلم الدمشقي بيروتي حتى نحاع الفكرة فيه وصرخة الأه, وهذه الكاتبة شاهدة حق على مجازر يرتكبها" شهداء" أشرف الناس" فيذبحون من الوريد الى الوريد مدينة حضنتهم يوما.. يذبحون اهلها.. ويسمونهم بعض" ضحايا"!! أشرف الناس حزب ولاية الفقيه يذكروننا باليهود الذين يسمون باقي الناس غوييم( بهائم)ويحللون دمهم.. 1



#غادا_فؤاد_السمّان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعر الصادم- وما أدراك ما الوعر الصادم !
- لكِ يوم أيّتها المرأة
- نصر الله بطولة فردية ومُطلقة على الشاشة الصغيرة
- هلوسات مثقّفة مُشبّهة بالفعل


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غادا فؤاد السمّان - تهاني بالجملة على هامش مساعي التفريق