|
المؤتمر الثاني عند (عصبة الشيوعية والحركة الشعبية)
عبد الفتاح بيضاب
الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:41
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لندن أكتوبر –نوفمبر1847احتضنت المؤتمر الثاني لعصبة الشيوعين ؛ ثوار من جنسيات وقوميات واثنيات مختلفة ومتفقة على ضرورة خلق عالم جديد، ومعارضين للأنظمة الرأسمالية وبقايا الإقطاع واستغلالها للإنسان حيث كرست سبل المعيشة ملكية القلة وعاش السواد الكدح والفقر والتهميش بغير شك كان عمل تلك الجمعية (عصبة الشيوعيين) لا بد له أن يكون في منتهي التخفي ،ذاك الجمع المهيب لحسن حظ الإنسانية ما كان منه إلا انتخاب الزعيم ماركس وصديقه أنجلز تكليفا لا تشريفا لانجاز برنامج نظري وعملي يفيد العصبة والناس اجل فك أسرها والأغلال وكما توقع الكل أنتجا البيان الشيوعي تلك الوثيقة الاستثنائية في خلودها وليس كمثلها شئ نال ومازال حظها من الأهمية سارية المفعول، دعوة لها، ودعوة عليها آخرين أحاط البيان الحال العالمي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا الاشتراكية العلمية، ونظرية الثورة الاجتماعية واطر لبرنامج نظري وعلمي كاشفا طبيعة الصراع بين البرورلتاريا والبرجوازية في ضديته البائنة والقابلة لأعلى درجات المخاشنة حتى التناحر وأبدا ما فات على القائمين بأمرها على كشف صراعات باطنية بين القوى الاجتماعية الهامة بانجاز الثورة ولكن ثانوية الاختلافات الداخلية في فروقاتها الطبقية والفئوية لا ترقي لمستوى الجفاء بل على النقيض كان هامة ودالة على صحة النظرية في مثل العمال أصحاب الحق، ضف لهذا حالة العمال والفلاحين آنذاك في ضعفها المرئي جهة دائرة الوعي والهم والقدرات فأوردت الوثيقة في هذا فصلا اختتمت به يكشف ضرورة التحالف مع كل القوى والأحزاب التي تناضل من اجل إسقاط النظام الاجتماعي القائم آنذاك.رغم اختلاف الرؤيا مرجعيا وفي ميس الأهداف بجانب ضعف إيمان عند الكثيرين وبمحاور ونقاط جاءت بها الوثيقة، فكان الشارتيين، وكان الإصلاحيين،والشرعيون ،النقابات الانجليزية ....الخ. رؤى متعددة تماما ولكنها تواضعت جميعها على هدف إسقاط أقنعة النظم الاستقلالية ، هذا التضامن والتعاضد قدم معطيات وهيأ بيئة للسير قدما في الطريق وفي حين حلت العصبة في 1852م كان بالإمكان حسب التطور وتراكم الخبرة والمعرفة وإمكانية كونية برورليتارية فأنتج الصراع والتطور في عام 1864م (الأممية) ذات الغايات وأهلها في تحديدهم القاطع بؤرة لقضايا العمال في وعاء عالميا واحدا خالقا مسارات جديدة، فكانت ثورات عديدة في باريس الكومونة، و(ثورة كولونيا) أيضا ثورة 1905م وما بنيهما انتفاضات لا تحصي حتى أصبح ذاك الحلم واقعا في روسيا(الاتحاد السوفيتي،ألمانيا،المجر......وهلمجرا وما تعلق به من ثورات تحرر وطني أسيا ،وإفريقيا، وأمريكا الجنوبية حتى وصلت هنا في السودان). جوبا مايو 2008م رعت المؤتمر الثاني للحركة الشعبية ولوحة الحال في السودان الآن ليست بمختلفة عن الأوروبية تلك وقتذاك، يضاف حتما لذلك الفارق الزمني الهائل حيث 160 عاما تفصل المؤتمر الثاني للعصبة الشيوعية عن المؤتمر الثاني للحركة الشعبية وما نتج عن هذا التضاعف الزمني من منجزات علمية وثقافية وتقنية وما انكشف عن إسرار وخفايا في نوايا الرأسمالية عالميا(صناعية) كانت أم (طفيلية) محلية وعلو شان الربحية وتراكم المال ورأسه ولو على مرت الإنسان أحايين لم يكن شيئا مذكورا لا يهم، وفي الخاطر العروة الوثقي بين العام في عالميته وأسبقيته والخاص في محليته والراهن، وكيف تمكن قادة الحركة الشعبية أيضا في جمعهم الرهيب(1500) شخص لوحة كانت للثقافات والاثنيات والأديان والسحنات استدلالا واستقراء في جدليته تخرج هذا الوطن الحزين من شظف العيش فيه وسوء الخدمات و(التاح تراح) فسيدنا إبراهيم وحنيفيته أم الأديان كلها دوما يسأل الله(رب اجعل هذا البلد أمنا وأرزق أهله من الثمرات) حتى نزل بها الوحي كما جرت على لسانه. ليس الحق لأي مواطن مهما كان سؤال الحركة عما وكيفما أنجزت دستورها وخطها ومهام العمل في إثنائية المؤتمر وتراتيبه ولكن يصبح السؤال ممكنا فهي حزب جماهيري وشريك هام في السلطة فمن واجب قيادات الحركة الاستماع لرؤى المواطنين وسؤالاتهم. يأتي في أولويات الأسئلة هل كما فعل الزعيمان ماركس وانجلز وبعمق رؤيتهم لحاجة البرورليتارية الماسة للتحالف مع أحزاب المعارضة بشاملاتها أجل إسقاط النظام السياسي القائم أو إلى أي مدى استفادت الحركة من ذلك المعطي والمقدمات بالخروج بنتائج وخلاصات من اجل المطلوب إثباته التحول الديمقراطي: من اجل اقتسام المهمشين السلطة والثروة بوجه حق ووسائل ديمقراطية فموقف الحركة وما يكتنفه من غموض حيال أحزاب المعارضة والديمقراطية والتي لا مناص دونها لخلق سودان حر ديمقراطي أو جديد كما يقولون ولا نقول يستوجب مرآة الفصل الخاتم في البيان الشيوعي فهذا قد يثير بعض البلبلة ولكن عبقرية السودان وأبنائه مانضبت ففي معيتنا مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا 1995م فهو بحق يستحق القراءة المتأنية حبذا لو بعيون زرقاء اليمامة ، فأنا اعتقد انه مشروع وطني ووثيقة تصلح لمؤتمر جامع ، ونحن هكذا ويحدونا الآمل إذ يطالعنا الأستاذ خالد سعد الصحفي المتابع جدا لتفاصيل الحركة الشعبية في سفره ومن كتاباته في عمود بجريدة الصحافة 26/5/2008م بعنوان (مؤتمر....ولا جديد) فإذا الجميع يبكي أو يكاد فهكذا كل صباح نطالع أو نصغي للإخبار فهي في غموضها ولا تردي الفضول والله مع الغلابة.
#عبد_الفتاح_بيضاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(أنجلس و سلفاكير)نموذج الصدق والأمانة(الشفافية)
المزيد.....
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|