أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - عندما يجن الاله !














المزيد.....


عندما يجن الاله !


فيليب عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2303 - 2008 / 6 / 5 - 03:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد الكثيرون أن العلاقة بين الاله والانسان كانت تسير دائما في اتجاه واحد :علي الاله أن يأمر وينهي ، وعلي الانسان ان يطيع ويخضع ،ولكن ماأبعد ذلك عن الحقيقة فقد كان الاله في خدمة الانسان دائما رغم كل آيات الزلفي والتقرب ، اما حين يجن الاله ويخرج عن الدور المرسوم له فقد كان جزائه التجريس الفاضح بما في ذلك تحطيم تماثيله وضربه بالنعال واحراقه في الميادين (واللي مايفيدناش مايلزمناش ) . حفلات التجريس الفاضح تلك لانجدها في المجتمعات البدائية فحسب وانما في المجتمعات التي قطعت شوطا معقولا في المسار الحضاري كأثينا وروما وغالبا ماكانت تحدث عند عجز السلطة المركزية وما يرتبط بها من سلك كهنوتي عن حماية الاله أو تقديم التبرير المعقول لتصرفاته الحمقاء اما ان وجدت تلك السلطة سندا وطيدا في اله ما فغالبا مايصبح الهها المفضل واله رعاياها ، ولايغيب عن الذهن بالطبع أن ايمان قسطنطين الكبير بالمسيحية واعتمادها كديانة وحيدة في امبراطوريته أتي بعد انتصاره عندما وضع شارة الصليب علي رايات جيشه ، واثبتت انها شارة الاله الجبار القاهر في الحروب !
كيف تمكن يهوه الاله اليهودي ومن لف لفه من توطيد اقدامه رغم كل آيات الجنون التي احاطت باليهود والاقوام التي تبعتهم ، فالاعاصير والزلازل والبراكين والامراض والاوبئة وكل مصائب الارض كانت تسير سيرها المرسوم غير آبهة باله او انسان ؟
الاجابة بالطبع تتلخص في كلمة واحدة هي الخطيئة ، فهذا الاله لم يكن يملك من سعة الافق مايجعله يصبر ويتأني حتي يصل الخاطئ الي ملكوته ليصليه مر العذاب ، وانما كان كل هدفه ان يوقع العقاب فورا وبلا تردد علي الخاطئ، وان دل هذا علي شئ فانما يدل علي ان فكرة الثواب والعقاب كما نجدها في الديانات السماوية التالية لليهودية لم تترسخ اطلاقا في أذهان اليهود ، وهناك ماهو اكثر اثارة : ان اليهود استخدموا الاله بلاتحفظ كعنصر اسقاط يضعون فيه كل عقدهم النفسية ويلقونها علي الشعوب المجاورة لهم .
الطبيعة الاسقاطية للفعل اليهووي هو الذي يجعلنا نفهم واحدة من اكثر الحكايات التوراتية جنونا وفظاعة ، تلك الخاصة بتدمير سدوم وعمورة بالنار والكبريت والقرع والتزييت ، والباحث في حكاية سدوم وعمورة يمكنه ان يسير في عدة اتجاهات :
1- الاتجاه المتخلف عقليا الذي يحاول تفسير كل اسطورة بالتطورات العلمية الحديثة ،وهكذا فان دمار سدوم وعمورة نتج عن قنابل ذرية الهية ، وتحول زوجة لوط الي عمود من الملح انما هو نشاط اشعاعي ..
2- الاتجاه الديني التقليدي ( المسيحي الاسلامي ) الذي ينظر الي اهل سدوم وعمورة باعتبارهم من اهل الفجر والعربدة ، علما بأن شذوذهم الجنسي كما وصفوه لايشكل غير قطرة بسيطة اذا قورن بالشذوذ الجنسي في المجتمعات الغربية او الشرقية الحديثة.
3- الاتجاه اليهودي الحاخامي الذي يكشف عن جوانب في القصة غير واضحة في الرواية التوراتية ، فلم يكن غضب الاله من سدوم وعمورة ناتجا عن شذوذهم الجنسي المزعوم ، بل نتيجة عدم ترحيبهم بالاجانب و قيامهم بانشطتهم الاقتصادية باسلوب اقرب الي اسلوب اهل تكساس وفرجينيا لامكان فيه لكلمة (لله يامحسنين )
هذا الاتجاه الثالث في البحث هو بيت القصيد ، فكما اسقط اليهود حقدهم ودناءتهم علي الفراعنة والبابليين اسقطوها ايضا علي المدن الكنعانية الغنية التي صدتهم عن الدخول والتغلغل ، وهكذا صار اهل سدوم وعمورة اهل فسق وفجور ، ويصبر جنون الاله من جنون رعاياه فيرسل ملاكين لمقابلة لوط الذي تسلل الي المدينة لينصحاه بالرحيل لأن الرب قد قرر تدمير تلك المدينة ، وغني عن الذكر ان الكنعانيين الانجاس بمجرد رؤية الملاكين ثارت شهوتهم لدرجة ان لوط الهمام عرض ابنتيه كبديل عنهما !!!
وبجرد خروج لوط من المدينة انهالت كرات النار والكبريت ، وضاع القارئ في هول الرعب والتبكيت ، ولو كان يملك ذرة من جسارة الوجدان لطالب بحرق الاله نفسه .




#فيليب_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم واسحق ويعقوب ....والضرب بالمركوب !!
- الفكر الفرعوني والتخلف المجنوني !
- حكاية القس زكريا بقلز !!
- صدقة الخبز الجاري ....ياماجاري !
- اغتيال بوش في الشرق الاوسط ؟!
- لعنة آل بوتو والاعيب الكوتوموتو !
- الاضاحي والعاب المراح
- الحوار المتمدن والبارود المتفجرن !
- هذه ليست آلهتنا !
- العلمانية والبقرة الشقية !
- الثقوب السوداء والعقول السوداء !
- ومن الغباء ما قتل !
- هل خلق الانسان من طين ام عجين ؟!
- عقول من طين !
- الفصحي والعامية واستمرار التعمية !
- مجرد رأي للحوار المتمدن
- العروبة وزكية الأروبة !
- احدث النظريات المسخروية :الكون سينما اونطة !
- الدين وعقدة الطفولة
- يابخت شنطح بشرفنطح !


المزيد.....




- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب عطية - عندما يجن الاله !