أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المثقفون ملح الأرض














المزيد.....

المثقفون ملح الأرض


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


أكاد أن أجزم أنني من ملح الأرض الذي تحدث عنه المسيح وأن أعدائي هم الدجالون الذين يسعون لإفساد ملح الأرض.

كل الحكومات العربية قاطبة تتآمر على الثقافة والمثقفين وتخترع الوسائل المهلكة من أجل تضيق حركتهم والحد من تنقلهم .
والرقاصات والعاهرات يتلقين دعما ماليا مجزيا على فنهن ويكسبن ماليا في يوم واحد أو في ساعة واحدة أكثر مما يكسبه مثقف طوال عمره المديد.

والمجتمع المدني يقبل الآخرين ولا ينفيهم ولا يصادر أفكارهم ولا يكبت مشاعرهم وللإنسان المدني في المجتمع المدني أن يمارس حريتة بأحلى معانيها وبأدنى معانيها وبأعمق معانيها .

وللإنسان في المجتمع المدني حق في التعبير وحق في المشاركة في السلطة وتنقسم مؤسسات المجتمع المدني إلى عدة أقسام تندرج جميعها تحت إطار المجتمع المدني الحديث وهي مؤسسات أولا وأخير غير ربحية وغير دينية .

وهذا كله لا يجعل للسلطات العربية مبررا كي تقود حربا على المثقفين أقصد علينا نحن لأننا نحن ملح الأرض وكأنها تقود حربا على الإرهاب .
والإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الذي لا يعترف ضمنا بالآخرين ويعمل على إعاقة الآخرين وهذه الأعمال جميعها هي من التخصصات الدقيقة للأنظمة العربية أو لبعضها وليس كلها .

فمؤسسات المجتمع المدني تخرج منها المؤسسات الدينية بإعتبارها مؤسسات وراثية أو حكومية ولا يجوز أن تفرض إحدى المؤسسات سلطتها على مؤسسة أخرى إما بالقوة وإما بالإكراه .

فالأفراد في مؤسسات المجتمع المدني يقومون بأداء واجباتهم طواعية عن غير إكراه يقدمون ما لديهم من إبداعات ومن إنتاجات ذهنية وغير ذهنية .
والعمل في مؤسسات المجتمع المدني هو عمل تطوعي يتطوع به الأفراد لخدمة المجتمع الذي يعيشون به دون أن ينتظروا أجرا على خدمتهم .

بعكس المؤسسات الحكومية والتي يعمل بها أفرادها بأجر مدفوع وبالتالي فإن العمل في مؤسسات المجتمع المدني نابع من روح طاهرة ومشاعر صادقة على طول أيام العمل للأفراد في سنين حياتهم بها .
والذين يعملون في المؤسسات الحكومية يحصلون على التقاعد أحيانا في سن مبكرة بينما الأعضاء العاملون في مؤسسات المجتمع المدني يبدأ عمل غالبيتهم بعد سن التقاعد.
فمعظم المدراء والمهتمون بخدمة المجتمع المحلي يقومون بأداء عمل إضافي لعملهم الأصلي الوظيفي وهنالك فئات تقوم بأداء عملها بعد سن التقاعد تاركين وراءهم حياتهم الخاصة ومتع الدنيا وبهذا فالعمل في مؤسسات المجتمع المدني بحاجة لموهبة خلاقة لديها طاقات إبداعية لا تنظر للربح كوسيلة ولا تهدف لتحقيق أرباح مادية .
وهذا كله لأن العمل في مؤسسات المجتمع المدني هو عمل تطوعي ومعظم أفراده أصحاب مواهب أدبية وسياسية وثقافية .

فالموهوبون وحدهم هم الذين يصلحون لقيادة مؤسسات المجتمع المدني. .
كل هذا الذي ذكرته يعد عملا نبيلا لصاحبه ولكنه في نفس الوقت هو السبب في ضعف أداء مؤسسات المجتمع المدني .
وانا شخصيا عملت في بداية شبابي وأنا في أول العشرينيات من عمري في الأحزاب السياسية وفي الملتقيات الثقافية وكان العمل التطوعي يتعبني جدا لدرجة أنني وزملائي كنا نتعب أكثر من عملنا في وظائفنا الأصلية وكنا ندفع نقودا من جيوبنا ونحن مفلسون .
وكنا نستدين على رواتبنا الشهرية لكي نتمكن من عمل أمسية شعرية أو ندوة ثقافية وكانت وزارة الثقافة تقوم بدعمنا غير أن الدعم لم يكن يكفي لدفع أجرة المقر المستأجر في وسط البلد.

لذلك وبما أن عملنا غير مأجورفقد كنا في أغلب الأحيان نقصر جدا جدا جدا بسبب شح المصادر وقلة الإمكانيات.
ومع هذا كان وما زال إصرارنا على الثقافة جميعا إصرار عجيب جدا جدا .
والمهم أن العمل في مؤسسات المجتمع المدني هو عمل غير ربحي وغير مدفوع الثمن أو الأجر ولكن هنالك مؤسسات مجتمع مدنيه تكسب جدا من عملها وهي المؤسسات الرياضية والأندية .
ما عدى مؤسسات المجتمع المدني الثقافية وحجة الحكومات العربية هو أن هذه المؤسسات غير ربحية ونحن نقول لهم أيضا إن المؤسسات الرياضية تربح أرباحا فادحة وتتلقى دعما بكميات هائلة ويلقى أعضاؤها دعما من التجار والشركات بعكس المثقفين الذين لا يجدون من التجار والمؤسسات دعما ماليا .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشقي للجمال في الحوار المتمدن
- القوانين العراقية أرست قواعد الديانات التوحيدية .
- خذوا حذركم عند كل عربي
- الخليفة المعتصم المثمن
- شكرا أمريكيا وإسرائيل
- الجريمة تدل على نوعية المجرم
- العقاب
- تطور الإنسان
- الشيطان مخلوق جميل
- الخوارج أول جمهورية إسلامية
- الإسلام السياسي واليهودية السياسية لا يستنبط منهما مجتمعات م ...
- عبادة الفرج
- اليهود شعب الله المظلوم
- الثقافة والإعلام في الدول العربية
- ثوري على عصر الذكور
- الثقافة والتطور
- تصحيح التاريخ العربي والعبري 2
- تصحيح التاريخ العربي والعبري1
- قلبي
- من سيحتفل بعيد العمال؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...
- معاناة النازحين في غزة تتفاقم مع قسوة الطقس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - المثقفون ملح الأرض