في الينابيع نحن عراقيون

بهاء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 05:54
المحور: المجتمع المدني
    

توفر غرف المحادثة في البالتوك فرصا متنوعة لانشطة يختارها الرواد حسب قناعاتهم وهم احرارا في حجم ونوع المشاركة التي يرغبون فالبعض يفضل الاستماع فقط واخرين يشاركون بالحوار عالتكست وغيرهم وهم الاقل يتناوبون للكلام عبر المايك ليساهموا بما يعتقدون انه يستحق ان يقال امام مجموعة الاستماع التي اختارت هذه الغرفة او تلك لقضاء اوقات قصيرة او طويلة يحددها الرواد حسب امزجتهم,ورواد البالتوك هم نماذج حقيقية لكل مايتشكل منه النسيج العراقي بكل موزائيكه المتنوع ,
والغرف العراقية في البالتوك تتزايد باستمرار كعناوين تمثل قناعات المسؤولين عنها وتصطبغ بما هم
عليه من اتجاهات فكرية واهتمامات اخرى , وهي بذلك لاتختلف عن باقي الغرف غير العراقية التي
يزدحم بها البالتوك والمفتوحة منذ سنوات طويلة قبل ان يتدفق العراقيون على هذا الفضاء المفتوح بعد اسقاط منظومة القمع القذرة التي كانت مسلطة عليهم طوال سنوات الدكتاتورية البغيضة التي
لازال الكثير من ابواقها ومناصريها يصنفون في البالتوك ضمن المجاميع التي لاترى ابعد من انوفها وهي مصرة ان التاريخ سيعود الى الوراء بعد ان افلست كل طروحاتهم دفاعا عن تاريخهم الدموي الذي كلف العراقيين الكثير مما يصعب تعويضة .
وسط هذه الاجواء لايجد المرء صعوبة في اكتشاف اتجاهات الغرف وتصنيفاتها ان كان ذلك من اسمائها او من طبيعة ونوعية الموضوعات التي يتناولها المتحدثون فيها ,وعلى هذه التصنيفات يعتمد مستوى التواجد اليومي للرواد في الليالي الاعتيادية وتزدحم الغرفة التي يكون لامسية مميزة فيها
اهتماما خاصا لرواد البالتوك كاستضافة شخصية معروفة او اقامة نشاط خاص يرتبط بمناسبة مهمة.
وتمثل غرفة الانصار الشيوعيين واصدقائهم المسماة * ينابيع العراق * واحدة من اكثر غرف البالتوك العراقية تميزا بشهادة الجميع فهي الغرفة العراقية الوحيدة التي تقدم اماسيها وفق برنامج اسبوعي معلن على اكثر من موقع الكتروني منها مواقع ينابيع العراق والناس والاتحاد الديمقراطي ومواقع اخرى وهو يتضمن استضافة لمتخصصين في كل الانشطة يقدمون محاضرات مهمة بطريقة الحوار المفتوح للوصول الى مستوى مقبول من الفائدة والمتعة وحرصا من ادارة الغرفة على التواصل مع المبدعين العراقيين المتواجدين في الداخل ونتيجة لصعوبة تامين مشاركاتهم عبر الانترنت فقد اعتادت على تحقيق ذلك عبر الاتصال الهاتفي الذي وفر لرواد الينابيع فرص ثمينة لمحاورة اسماء عراقية معروفة من المحافظات وهي مستمرة على هذا النهج كلما دعت الضرورة اليه ,لقد قدمت الينابيع خلال سنوات ثلاث منذ افتتاحها في نهاية ايار عام2005 مئات الاماسي الفكرية والفنية والثقافية والمفتوحة واقيمت عبرها اماسي الاحتفاء والتابين للعديد من الشخصيات العراقية الوطنية المعروفة بتاريخها الناصع خدمة للوطن وللشعب وهي بذلك تقف في مقدمة المنابر الاعلامية المهمة
التي تنشط عبر العالم من اجل عراق جديد يتحمل النجباء من ابناءه مهمة بناء الحياة فيه بعيدا عن الدكتاتوريات والاقصاء والواحدية السياسية المدمرة .
ان الجهود الكبيرة التي تقدمها ادارة غرفة الينابيع بالتعاون مع روادها ساهمت بشكل ملموس في التطور المستمر لاداء الجميع وحسنا فعلت ادارة الينابيع حين التزمت ضمن برنامجها باقامة امسية تقويمية شهرية تحت عنوان الينابيع مالها وماعليها لاستعراض ماانجز والتعرف على الاخفاقات في اداء الجميع والتاكيد على المسؤولية المشتركة للجميع في استمرار التدفق الجميل لاماسي الينابيع ,هناك الكثير مما يمكن ان يقال بحق ورود الينابيع رواد وادارة سيدات وسادة رفاق واصدقاء فهم جميعا مساهمون في ادامة الزخم المتجدد للينابيع وتوسيع انشطتها لتكون عروس البالتوك العراقي بشهادة الجميع وهي جديرة بان تنافس منابر اعلامية كبيرة رغم امكاناتها البسيطة لكن سر النقاء العراقي فيها هو الركيزة التي تؤمن الديمومة المشرقة لها فنحن في الينابيع كلنا عراقيون لم تحرك فينا العناوين الثانوية اي هزة في القناعات ولا طربنا لايقاعاتها المتقاطعة نشازا مع هارمونيا الفكر والقلب العراقي الاصيل ,وزائر الينابيع يتزود العذب من مياهها التي تروي الظمأ الوطني في ظل هذا التدافع والتسابق المحموم باتجاه الخنادق الطائفية المملوءة بالاسن من الافكار .
لنقدم معا للينابيع وروادها باقات من الورد العراقي الجميل بمناسبة انتهاء عامها الثالث ولنعمل معا من اجل عام جديد للينابيع اكثر ابداعا وتواصل مع كل ماهو جديد ومفيد .
باقات ورد مميزة لرواد الينابيع من داخل الوطن .

#بهاء_هادي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات