لاشك انه امر مؤسف للغاية ذلك الموقف الذى اتخذه اتحاد الكتاب العرب في لقاء الجزائر اتجاه الادباء العراقيين ، وهذا الموقف يثبت بالتاكيد ان المجاميع التى التقت هناك لا تمثل الا حكوماتهم وانهم لايمثلون ضمائر الادباء والكتاب المترفعين عن مثل ذلك التمثيل ، فهم اختارو الحكام بلا شك واختاروا السير الذليل في ممرات قصورهم والعيش على فتات موائدهم والانحناء بين اياديهم وقبولهم بما لايقبله عرف أو قانون.
ولا شك ايضاً انهم خائفين من عودة الاديب والكاتب العراقي الى الساحة الادبية والاعلامية لكي يقدم عصارة فكره المستمدة من معاناة مقارعة نظام مستبد كان يجلد ظهور المفكرين العراقيين بيد ويمنح باليد الاخرى لجوقات التطبيل والتمجيد والهتاف من حثالات الكتاب العرب الذين كانوا يتوافدون على بغداد طلباً في ارضاء الطاغية المجنون بحب التمجيد.اليسوا هم الذين كتبوا له رواياته البائسة التى تلفق وتمسخ تاريخ العراق وشعبه.
انهم بالتحديد لايريدون الوقوف بجانب العراق وشعبه ، بل يريدون ان تبقى ابواب العراق مفتوحة لهم كما اعتادوا سابقا فيكفى رسالة من كاتب مغمور او صحفى نكرة الى قائده الهمام او مقابلة لملحق ثقافي عراقي في بلده كافية للحصول على استضافة في بغداد من مال الشعب العراقي االمسروق، فكيف تريدونهم ان يبطلوا ما اعتادوا عليه فجأة ، ويعودون الى صحوة ضمائرهم الميتة ؟؟
لقد اشترى النظام الصدامي المقبور الكثير من الاسماء التى كنا نعرفها منذ منتصف السبعينات وكانوا رؤوساء تحرير مجلات تم تمويلهم لاصدار مجلاتهم والدفع المجزي للادباء الذين ينشرون مواضيع التمجيد الشخصى لقائدهم القومي المهزوم ، صحيح ان النظام ايضا استخدم الاساليب الملتوية مع بعضهم لاستدراجهم وتغير قناعاتهم وتقديم الاغراءات لهم ، وقد انتبه االبعض منهم الى ابعاد اللعبة مبكرا وتراجع في الوقت المناسب قبل المضى في درب المذلة ولا اريد ذكر اسماء هنا كان من طبعى ان اوثق العديد من كتاباتها للاستدلال بها يوما ما.
يقينا سيبقى الادباء العراقيين على اختلاف توجهاتهم وخلفياتهم السياسة سيبقون ضمير الشعب العراقي الحي وهم الذين عاشوا محنته تحت قوى الارهاب والديكتاتورية سواء في داخل العراق او في المنافي التى آثروا الترحال اليها مغتربين بديلا عن بيع الكلمة الشريفة لمن لايستحقها الا القلة منهم التى صار الشعب العراقي يعرفها وسيعرف حتما كيفية التعامل معها ، اسالوا الاخوة المندائيين عن عضو ناديهم "نادي التعارف" الذى اشتهر بسوء اخلاقه هو وعائلته وكيف لا يرتمي مثله في احضان الطاغية ؟ واسالوا عن اسرة شاعر اخر لايحمل الا شهادة الابتدائية تولى منصب مدير عام في مجلس قيادة الثورة بفضل هواتف السيدة والدته!!