أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين - مجلس الحكم العراقي بين قرار صائب وآخر خاطئ














المزيد.....

مجلس الحكم العراقي بين قرار صائب وآخر خاطئ


عدنان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 714 - 2004 / 1 / 15 - 15:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما كاد يعترينا، مرة جديدة، الشعور بالفخر والاعتزاز حيال موقف لمجلس الحكم العراقي ظهر فيه انه مؤسسة وطنية مسؤولة، على رغم نواقصه غير القليلة، حتى فاجأنا في اليوم التالي بموقف خاطئ جملة وتفصيلا. بل ما كان له ان يقرره لانه ليس من اختصاصه ولا يدخل في صلاحياته باعتباره هيئة مؤقتة غير منتخبة تطوع اعضاؤها لادارة البلاد في ظروف استثنائية للغاية.. صعبة للغاية، تسبب فيها ويتحمل مسؤوليتها الكاملة شخص واحد هو صدام حسين وحزب واحد هو حزب البعث.
باعلانه ان الوقت غير ملائم الآن لانتخاب برلمان انتقالي انتخابا عاما مباشرا تنبثق عنه حكومة تتولى قيادة البلاد في الفترة الانتقالية، انما اتخذ مجلس الحكم القرار الصائب الذي يضع في الاعتبار الأوضاع الصعبة غير المستقرة للبلاد واولويات سكان البلاد الراهنة المتعلقة بالأمن والأحوال المعيشية والخدمات العامة.
لكي تحقق الانتخابات الهدف المبتغى منها، وهو اختيار الممثلين الحقيقيين للشعب العراقي، لا بد من توفير شروطها اللازمة، واولها الأمن والاستقرار، وثانيها الاحصاء السكاني، وثالثها الجهاز الاداري النزيه ورابعها.. وخامسها... وتاسعها ادراك الناس جميعا لهدف الانتخابات، وعاشرها معرفة الجميع ايضا المعرفة الكاملة بسجايا المرشحين وخصالهم وشعاراتهم وافكارهم.. وهذا كله غير متوفر الآن ولن يتوفر في غضون خمسة اشهر او حتى سنة كاملة من الآن.
قرار مجلس الحكم حقق ايضا هدفا عرضيا غير قليل الأهمية، واظن ان اغلبية العراقيين ترغب فيه، وهو التصدي لسعي المؤسسات الدينية للتدخل في شؤون السياسة وادارة البلاد. ومع كامل التقدير والاحترام لها فان المؤسسات والشخصيات الدينية يتعين ان تمتنع، في العراق الجديد الديمقراطي، عن التدخل في السياسية مثلما يتعين على السياسيين عدم التدخل بأي شكل في الشؤون الدينية وعلى الدولة ان تحترم الأديان وتضمن ممارسة الشعائر والطقوس الدينية بحرية كاملة، وهو ما كان منعدما في عهد صدام وعانى منه الناس، وبالأخص رجال الدين والمؤسسات الدينية، أقسى المعاناة.
الاجراء الصحيح الذي يلزم ان يشرع فيه مجلس الحكم الآن لتسلم السلطة من التحالف وانهاء الاحتلال بحلول الأول من يوليو (تموز) المقبل، هو توسيع التحالف السياسي ـ الاجتماعي الذي يمثله الآن والانفتاح على كل القوى والشخصيات ذات النفوذ ـ من خارجه ـ التي ترغب ايضا في اقامة النظام الديمقراطي وازالة التركة الثقيلة من الخراب والتخلف للحقبة البعثية الطويلة، وكذلك تشكيل حكومة جديدة واعادة تشكيل ادارات الدولة على اسس الكفاءة الادارية والمهنية والنزاهة وليس على الأسس الطائفية والحزبية والولاءات الشخصية كما هو جار الآن.
اما قرار مجلس الحكم الخاطئ في جملته وتفصيله وعلى نحو صارخ فهو المتعلق بتشريع قانون جديد للأحوال الشخصية (بدأت نساء العراق اول من امس حركة احتجاجية ضده) يرتد بحال المرأة العراقية الى عصر الحريم وعهود العبودية ويسلب منها حقوقا ـ هي ناقصة في الأساس ـ انتزعتها بالدماء والدموع والمعارك الضارية وكافحت من اجلها، ومعها المثقفون والقوى السياسية المتحضرة لما يزيد عن قرن من الزمان.
مجلس الحكم ليس منتخبا، وهو بالتالي ليس مخولا البت في القضايا الكبرى، وقضية الاحوال الشخصية واحدة منها. انه هيئة مؤقتة لتصريف الأعمال، واجبها الأساسي حفظ الأمن والنظام وتحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات العامة وتأمين انهاء فترة الاحتلال ثم الفترة الانتقالية في اقرب فرصة ممكنة والتهيئة لانتخاب مجلس تأسيسي في الوقت المناسب. وما عدا هذا، ومنه قضية الاحوال الشخصية، فليس من اختصاصاته بأي حال. وحتى في القضايا التي تدخل في اختصاصه فليس من حقه اتخاذ قرارات من دون استشارة الوزراء والمختصين وهيئات المجتمع المدني، كما ليس من حق رؤساء المجلس اتخاذ قرارات من وراء ظهر الاعضاء الاخرين، كما حدث مع قرار الاحوال الشخصية هذا.



#عدنان_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام صريح إلى مقتدى الصدر
- محامو الشيطان
- إيران.. بداية النهاية
- الفطيسة العراقية
- أوهام تبددت.. مع طالبان


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان حسين - مجلس الحكم العراقي بين قرار صائب وآخر خاطئ