أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حميد الهاشمي - خطورة التدخين وخطورة دور وسائل الإعلام














المزيد.....

خطورة التدخين وخطورة دور وسائل الإعلام


حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)


الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 11:11
المحور: الطب , والعلوم
    


يصادف يوم 31 أيار- مايو من كل عام ما أطلق عليه "اليوم العالمي لمكافحة التدخين". وهذا تقليد جرت عليه منظمات حكومية وأهلية ومؤسسات علمية وأفراد في مختلف بلدان العالم، وبمواضيع مختلفة الغرض منها لفت النظر من أجل محاربة هذه الظاهرة أو تشجيع تلك. ومن الظواهر الإجتماعية التي أصبحت مشكلة كبيرة تهدد صحة الفرد والمجتمع بشكل كبير هو تدخين التبغ.
والتبغ يصنف الآن ضمن المواد المخدرة التي يؤدي تعاطيها إلى الإدمان عليها. فهو يقتل حوالي 4-5 ملايين شخص سنويا، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 ملايين سنويا في عام 2020 وهو ما يفوق ضحايا مرض الأيدز. ويصل عدد المدخنين في السعودية مثلا إلى ستة ملايين مدخن، يتوفى منهم 20 ألفا سنويا، وفي منطقة الخليج مجتمعة يصل العدد إلى 30 ألف. أما في ألمانيا فقد بلغ عدد ضحايا التدخين عام 2006 فقط 42348 شخصا. وهو عدد كبير لا شك علما أن عدد سكان ألمانيا يفوق سكان السعودية بأكثر من الضعف بقليل، ولكن قد لا يتم إثبات الوفاة بطرق الكشف الصحية التي تنسبه إلى أضرار التدخين في المملكة، كما هو الحال في ألمانيا.
ولا حاجة إذن لتعداد أضرار التدخين الصحية مفصلا سواء على متعاطيها بصورة مباشرة، أو ذلك الذي يتعاطاها بالإكراه نتيجة تأثره بدخان المتعاطي بصورة مباشرة. أما أضراها الإقتصادية على ميزانية الفرد أو الأسرة أو المجتمع بأكمله فهي باهضة جدا. فقد وصل حجم الإنفاق الحكومي السعودي على علاج المدخنين ومرضى السرطان الناتج عن التدخين إلى 30 مليار ريالً خلال الأعوام العشرة الماضية. هذا على صعيد دولة على سبيل المثال، أما على صعيد الفرد، فلو افترضنا أن مدخنا يحرق علبة سكائر بعدد عشرين سيكارة في اليوم وهو معدل معظم المدمنين عليه، وأن سعر العلبة يساوي 3 دولارات كمعدل معقول أيضا في العالم، فإنه سينفق 90 دولارا في الشهر، وما يصل إلى 1095 دولارا سنويا، من ميزانيته أو ميزانية أسرته، فضلا عما ينفقه على صحته وعلاجه عن أضرارها، وما سيلحقه من ضرر على أسرته وعلى المجتمع.
إن مسؤولية محاربة التدخين تقع على عاتق جميع المؤسسات الحكومية والمدنية، ومنها بصورة خاصة وسائل الإعلام. ومسؤولية هذه الأخيرة قد تكون الأخطر، ذلك لأنها يمكن أن تنقل صورة جذابة للسكائر من خلال الترويج لها بإعلانات مدفوعة الثمن، أو من خلال عرض الأعمال الفنية التي تظهر بعض نجوم المجتمع ومشاهيره مثل نجوم السينما والتلفزيون وهم يتعاطون التبغ في بعض الأعمال الفنية أو في مشاهد إخبارية عنهم. الأمر الذي يجذب الشباب إلى تقليدهم.
ونفس الدور ينطبق على باقي وسائل الإعلام من صحف مطبوعة ومواقع انترنت ومحطات إذاعية التي يمكن أن تروج بصورة مباشرة أو غير مباشرة له.
يتم الآن في معظم دول العالم الصناعية، حظرا للتدخين في الأماكن العامة من شركات ومكاتب ودوائر رسمية وغير رسمية، ومحطات النقل العام والخاص ووسائلها. إلى سنوات قريبة كانت هناك أماكن وأجنحة مخصصة للمدخنين في القطارات والمطاعم وغيرها، في سياسة للعزل بين المدخنين وسواهم، وفي خطوة لحصر أضرار التبغ، لكن الأمر الآن قد تطور ليصل إلى حظره في كل هذه الأماكن. ومن أنواع الحظر الأخرى هي منع بيعه (الكحول أيضا) لمن هم في سن دون 18 سنة.
وهذه الحملات ساهمت في زيادة الوعي لدى العامة من الناس، بحيث وصل الأمر إلى أن نشاهد العديد من الحالات التي يقف فيها شخص بباب بيته أو باب العمارة التي تقع فيها شقته ليدخن سيكاره خارج البناية مهما كانت طبيعة الطقس.
كان الأمر الشائع أن التدخين حق شخصي، ولكن رفض التدخين أيضا أمر شخصي، وحق يجب أن يكفله القانون. أي من حقي أن لا أدخن بالإكراه من خلال استنشاق دخان غيري. والمؤسف أن البعض من الجهلة في مجتمعاتنا لازال يكره أفراد أسرته بمن فيهم الأطفال الرضع على استنشاق دخان سيكاره من خلال التدخين في فضاء المسكن الذي يلمهم.
فكم نحن بحاجة إلى حملات وحملات للتوعية بمخاطر وأضرار التدخين؟؟ !!
وإن على وسائل الإعلام كافة أن لم تساهم بهذه الحملات، أن تكف عن الترويج للدخان وأهله.
نتطلع إلى تشريعات قانونية أشد من أجل حصر التدخين وأضراره تصل حتى إلى حذف المشاهد التي يظهر فيها الممثل يدخن، مالم يكن غرض المشهد هذا محاربة التدخين، فضلا عن محاسبة وسائل الإعلام التي تروج بطريقة وأخرى.

د. حميد الهاشمي
رئيس تحرير مجلة علوم إنسانية WWW.ULUM.NL



#حميد_الهاشمي (هاشتاغ)       Hamied_Hashimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور الترجمة الانكليزية لكتاب عالم الاجتماع علي الوردي -دراس ...
- بين الصورة النمطية والوقائع التاريخية: المرأة مخترعا
- عن المحافظ الذي خلع العمامة من أجل السلطة: علاقة الدين بالسي ...
- على هامش تحركاته السياسية الأخيرة: اياد علاوي في الميزان
- تداول المقاومة في العراق: ما مفهوم المقاومة الشريفة؟
- نظرية بناء الأمة وقابلية تطبيقها في المجتمعات غير الغربية
- مؤسساتنا وثقافة مواقع الانترنت: الجامعات نموذجا
- جريدة الزوراء أم جورنال عراق: نحو تصحيح كتابة تاريخ الصحافة ...
- المثقف العراقي وموقعه من المأزق الراهن لبلده
- المرأة والظلم الاجتماعي في مجتمعاتنا
- المجاهدون وأخلاقيات الحرامية
- الآثار والهوية الاجتماعية -1
- حول استهداف العلماء والتعليم في العراق: العراق يمرض ولا يموت
- حين يكون النسب العشائري معيارا للمواطنة
- خطة أمنية لكل مواطن
- الآخرون وتسخين المشهد العراقي
- العراق: مشاهدات وانطباعات مغترب زائر
- أنا أتكلم لغتك فلماذا لا تتكلم لغتي ؟ مدخل لحوار الأثنيات في ...
- أسوء احتجاج سمعته في حياتي: المثقف ينبغي أن يكون فاعلا لا من ...
- الغرابة في غلق مكتب قناة العربية في العراق


المزيد.....




- لو عندك إمساك.. هذا الطعام اللذيذ يخلصك من المشكلة
- روشتة صحية من 7 خطوات للوقاية من النوبة القلبية
- الصحة العالمية تؤكد أن جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ ص ...
- باكستان تعلق خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة في بعض مناطق ا ...
- حصاد الطب 2024.. جراحة جديدة لمرضى ألزهايمر تظهر -نتائج واعد ...
- النبّاشة: كيف تحول التلوث البيئي إلى وسيلة للكسبوسبب للموت ف ...
- تزايد ملحوظ في إصابات السرطان في كردستان والحكومة تبعث رسالة ...
- 5 مشروبات طبيعية تزيد نسبة الحديد وتحميك من فقر الدم
- الاضطرابات العصبية عند الأطفال.. خلى بالك واطمن على ابنك
- هجوم -غوست تاب-.. كيف يستغل القراصنة خدمات آبل باي وغوغل باي ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حميد الهاشمي - خطورة التدخين وخطورة دور وسائل الإعلام