هل هي عودة الى الصفحة الاولى من الجريمة؟

عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 714 - 2004 / 1 / 15 - 06:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في 8 شباط عام 1963 هذا اليوم المشؤوم في تاريخ العراقيين والصفحة الاولى من الجريمة والمحنة الوطنية لبلاد الرافدين، كان أول ما أقدم عليه الانقلابيون الى جانب مجازرهم هو الغاء قانون الاحوال الشخصية. إن قانون الاحوال الشخصية المذكور صدر في عهد الشهيد عبد الكريم قاسم وهدف الى وضع ضوابط للعائلة العراقية وتحرريها من الظلم على اساس احترام حقوق المرأة. ولم يكن القانون من حيث الجوهر يتعارض مع جوهر الاديان في تحرير المرأة من الظلم الإجتماعي وهو ما دعى اليه الاسلام في الغاء جريمة وأد البنات، هذا النظام القبلي البدائي العفن. صدور هذا القانون أثار حفيظة بعض رجال الدين وأوساط رجعية لا يهمها ما يصدر من قوانين في ذلك الوقت سوى تكويم الححج للإنقضاض على الحكم الوطني الذي أفرزته ثورة تموز. إن البعض ممن عارض هذا القانون لا يعرف ولم يطلع حتى على متن ونصوص هذا القانون الذي يحد من بطش بعض الرجال وأنتهاكهم لحقوق زوجاتهم وامهاتهم واخواتهم.

ويبدو أن هناك مازال من يحن الى هذا الترث البغيض حيث صدر قانون جديد من مجلس الحكم وبصورة سرية ولم يعلن، على شاكلة الحرامية في بغداد، ليلغي جميع القوانين الخاصة بالاحوال الشخصية خلال العهود السابقة. اهكذا يعامل نصف المجتمع ويصدر بحقه قانوناً " بالبوكه" في ظل غياب الكثير من اعضاء مجلس الحكم ودون اعلان هذا الاجراء؟ أهكذا سنبني حكم الشعب واقامة الديمقراطية؟ وأية ديمقراطية؟ هل نحن امام محنة كتلك التي حدثت في شباط عام 1963 او في الصفحة الاخرى من الجريمة بعد إنقلاب  تموز عام 1968؟ أسئلة يطرحها العراقيون وهم ينتظرون السير نحو تدوين القانون الاساسي وممارسة الديمقراطية في بلاد شهدت استباحة لا نظير لها في تاريخ الانسانية.

يجب طرد من اصدر هذا القانون بالخفاء من مجلس الحكم لتخطيه وتجاهله الارادة الشعبية واحتقاره لنصف اعضاء المجتمع. فمثل هؤلاء الشخاص لا يلقون الاحترام في المجتمع ولا يحق لهم البقاء في هذا المنصب خاصة وانهم مرروا نزعاتهم "بالبوكه"، تماماً كما كان يفعل هدام حسين. على هؤلاء ان يقدموا اعتذارهم للعراقيين وللمرأة العراقية...أم الشهيد وزوجة المغيب واخت الشهيدات والشهداء وامهات واخوات ضحايا الحروب والنزوات الشيطاينية لمن عادى المرأة واضطهدها.

كفى العراقيين عذاباً واضطهاداً وتغييباً وديكتاتورية.

#عادل_حبه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات