أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بهاء هادي - مقابر الغرباء














المزيد.....


مقابر الغرباء


بهاء هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 00:17
المحور: المجتمع المدني
    


يتوحد العراقيون خارج الوطن رغم كل اختلافاتهم في هاجس غير معلن هو الوداع الاخير بعيدا عن الاحبة والارض التي يعشقون,وقد تزايدت اعداد المغادرين في السنوات الاخيرة ارتباطا باعداد العراقيين المغتربين في بقاع العالم المضطرين للعيش خارج الوطن بعد سلسلة المأسي التي المت بهم خلال عقود الدكتاتورية البغيضة وبعدها سنوات الاحتراب الطائفي والنشاط الارهابي والفوضى بكل اشكالها منذ سقوط الصنم الى الان رغم كل مايعلن من تحسن للاوضاع وانخفاض في مستويات الافعال الخارجة على القانون وبدايات التحول نحو البناء واعادة الحياة الى طبيعتها وتعويض سنوات الجمر التي طالت وترسبت عنها مناسيب من عدم الثقة واهتزاز التفاؤل بمستقبل يعيد للقلوب ماكانت تعتمر به من الفة ومشاركة وجدانية تميز بها شعبنا على مر تاريخة.
ان هاجس الموت في الغربة يسيطر على الجميع بغض النظر عن اعمارهم ومديات البعد والقرب التي تحددها البلدان التي يعيشون فيها خاصة بعد انتشار قبور العراقيين في كل البلدان التي يعيشون فيها ليس لانهم راغبون في توسد تراب غير التراب العراقي الذي لم تفارقهم رائحته منذ ولاداتهم
ولكن لصعوبة ان تتحقق اخر امانيهم في ان يناموا نومتهم الابدية في احضان ذلك التراب الذي يعشقون ,وذلك لارتفاع تكاليف اعادة الجثمان الى العراق التي لايستطيع ان يتحملها غالبية العراقيين الذين يعيشون في الغربة مهما كانت ظروفهم الاقتصادية وهي في الاعم لاتكون بمستويات جيدة الا لنسبة قليلة وهذا معروف للجميع وهو ليس بسر نفضحه او نموه علية فالغربة وظروفها لايعرفها الا المغتربون ومايتداول في الداخل من حكايات واساطير عن اوضاع العراقيين في الخارج لاتمثل الا جزء من الحقيقة اما الحقيقة كاملة فانها صفحات متنوعة بكل مفردات الحياة التي يتعرض لها الانسان وهو يعيش في مجتمع مختلف يتطلب لانسجامه مع مدياته الكثير من الخسارات والضغوط النفسية والتقاطعات التي ليست بالضرورة هي في صالحه , بل قد تكون من الاسباب الحقيقية لوداع مبكر للحياة التي اعتقد للوهلة الاولى انها الاجمل.
ان العراق بكل مايختزن من امكانيات على جميع الاصعدة لقادر على ان يحقق لابناءه على الاقل اخر امانيهم في ان يعودوا الى احضانه باجسادهم بعد ان افنوا ارواحهم بالعمل من اجله وهذا ليس كثيرا
على اي عراقي حرم من وطنه واجبر على ان ينتظر الموت خارجه , وكم من مغادر دفن جسده في ارض باردة في بلدان الشتات وهو ابن الشمس ودفء الارض العراقية الحنون.
لقد جرت مناشدات لشخصيات سياسية كرئيس الجمهورية او رئيس الوزراء لاعادة جثامين ادباء او فنانون او شخصيات سياسية معروفة وقد تم ذلك بمبادرات فردية من هؤلاء الساسة وهم مشكورين عليها , ومع اعتزازنا واحترامنا لكل العناوين فهم عراقيون وهذا اقل مايمكن ان يقدم لهم وهم يودعون الحياة في الغربة , لكنني هنا اطالب بحملة عراقية وطنية شاملة في الداخل والخارج يشارك فيها كل العراقيين افرادا ومنظمات وجمعيات واحزاب لتنظيم قانون عراقي ملزم بتحمل الدولةتكاليف اعادة جثامين العراقيين الى بلدهم وحسب رغبة ذويهم او رغبتهم قبل وفاتهم , ,وادعو القانونيين الى صياغة مواد هذا القانون والطلب من البرلمان العراقي مناقشته والتصويت علية في جلسات علنية ,
لكي يكون نافذا باقرب وقت ويكون شاملا للعراقيين المتوفين في السنوات الماضية ان رغب ذويهم بنقل رفاتهم من بلدان الشتات لكي يتوقف اتساع مقابرنا في الغربة ويقدم الوطن لابناءه لمسة حنان انتظروها في حياتهم ولظروف معروفة لم يحصلوا عليها فجائتهم متاخرة لكنها مطلوبة وضرورية وهي
تقدم درسا مهما لصناع الحياة الجديدة في العراق.
اخيرا ادعو ادارة موقع الحوار المتمدن الى المشاركة الفاعلة في الحملة الوطنية الخاصة بتكريم شهداء الغربة العراقية القاتلة من خلال تنظيم نداء عراقي عبر هذا الموقع الرصين والمتميز ومتابعة مضمون هذه الدعوة من خلال مشاركة كل الاقلام الوطنية الصادقة في اغناء هذا الموضوع واستمرار تفاعلاته ورصد ردود الافعال عليه لما له من تاثير وفاعل على العراقيين في الداخل والخارج .



#بهاء_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعيات الدينية واستفتاء العصر
- المفتاح في جيب المستشار
- حكومة الطوابع ومأساة حلبجة
- احتفالات العراقيين بيوم المراة العالمي في العام 2018
- في الثامن من اذار دعونا نعرف ام فاضل
- الرزنامة العراقية الفريدة
- ليلة القبض على ظالم
- ينابيع العراق تروي الشهداء
- درس جديد في الوطنية


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بهاء هادي - مقابر الغرباء