أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش















المزيد.....

همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في أقل من أسبوعين عاشت الساحة الجامعية بمراكش نضالات جماهيرية نوعية من حيث المطالب ومن حيث أساليب التعبئة الجماهيرية ومن حيث وسائل المواجهة والمقاومة لكل الترسانة القمعية المجندة خدمة للرأسمال والرأسمالية وخدامها الأوفياء.
فأمام الأزمة الخانقة التي يعيشها النظام القائم في المغرب والتي لا تنفصل ولا تتميز عن الأزمة الخانقة التي يعيشها النظام الرأسمالي العالمي ككل، بحكم الارتباط البنيوي والهيكلي بين الاثنين، والتي لم يجد نظام الاستغلال والاستبداد القائم أمامها سوى تسليط آلياته القمعية ضد جميع الاحتجاجات الجماهيرية المطالبة بتحسين أوضاعها وشروط عيشها.
وبالرغم من الاختلال الواضح في موازين القوى، بالرغم من بساطة آليات المقاومة التي تتوفر عليها الجماهير الكادحة فقد استطاعت الجماهير المناضلة اختراق جدار الصمت والتردد والانتظارية معتمدة على قوتها وشبابها وطلائعها في التأطير والتنظيم للعديد من النضالات والاحتجاجات والعصيانات والانتفاضات في شتى المدن والقرى والأحياء الهامشية والمهمشة..الخ
استطاع شباب الحركة الطلابية والتلاميذية، شباب حركة المعطلين ـ جمعية ومجموعات الشهادات العليا.. ـ شباب الأحياء الشعبية بالمدن والقرى المناهضين للغلاء أو المطالبين بالماء والسكن والتطبيب والتعليم.. أن ينخرطوا في حرب طبقية لا سابق لها من حيث الاتساع ومن حيث تنوع الملفات والقضايا والمطالب وكذلك من حيث القيادات الشابة الجديدة التي انفلتت من عقال جميع الحسابات السياسية الانتظارية أو المندهشة أمام قوة وجبروت القمع والاستبداد.
وإذا كانت الحركة الطلابية قد ارتبطت تاريخيا بجميع المعارك الطبقية التي خاضتها الجماهير الكادحة ضد النظام القائم على الاستغلال الرأسمالي وعلى العمالة للإمبريالية، فما زالت نواتها التقدمية مرتبطة أشد الارتباط بمشروع التغيير جنبا إلى جنب جميع الطبقات الشعبية الكادحة، ومقتنعة أشد الاقتناع بالرسالة التاريخية للطبقة العاملة من اجل قيادة جميع الطبقات الكادحة من اجل التحرير والتحرر عبر القضاء على نظام المِلكية الفردية والخاصة المتعفن وإقامة الاشتراكية كبديل لا مندوحة عنه.
في هذا الإطار استطاعت قيادات الحركة القاعدية أن تنخرط بدون هوادة وبدون شروط مسبقة في تعبئة الجماهير الطلابية ضد كل ما يحيط بها وما يستهدفها في الحال وفي المستقبل، من حصار وتضييقات، استطاعت أن تنبه أبناء الكادحين لما تنتظرها حقوقها ومكتسباتها، استطاعت أن تحذرها من المتربصين بها والذين حاولوا بكل ما أوتوا به من قوة انتزاع شوكتها، دون أن يفلحوا في ذلك شيئا.
والآن وبعد فرار الجميع من ساحة الفعل والميدان وبعد صفقات التطبيع اللبرالية والظلامية، انتصبت من جديد وبدون منازع القيادات القاعدية بمعية متعاطفيها وقواعدها وجماهيرها متحدية جحافل القمع وآلياته، متحدية الظروف المعيشية القاهرة، متحدية الشروط الدراسية القاهرة والمفتقرة للحد الأدنى من شروط الدراسة الجامعية.. لتدخل "معركة نكون أو لا نكون" متقدمة ببرامج وملفات مطلبية في المستوى الذي لا يترك الباب للتجني أو النيل من مصداقية معاركها فبالرغم من بعض المنزلقات هنا وهناك فلا يمكن لأي مناضل تقدمي ديمقراطي إلاٌ أن يساند ويدعم كل النضالات التي تخوضها الجماهير الطلابية بالجامعة دفاعا عن حقوقها وصيانة لمكتسباتها بما فيها حرية النضال النقابي وحرمة الجامعة..
لا يمكن كذلك إلاٌ أن ندين هذه الهجمات القمعية المسعورة المسلطة ضد نضالات الحركة الطلابية التقدمية وجماهيرها بما يصاحبها من هجمات إعلامية وسياسة ضد فصائل الحركة القاعدية المنتصبة في الميدان كمدافعة شرسة عن مجانية التعليم وعن مطلب تعميمه.
فما نشاهده اليوم في بعض المواقع الجامعية (أكادير، مراكش، مكناس، فاس، تازة، وجدة، طنجة..) من نضالات قوية ومن تضحيات جسيمة (جرحى، معوقين، معتقلون، شهداء..الخ) ليس سوى مظهر من مظاهر استرجاع الحركة الطلابية لجزء من مكانتها التاريخية ومن جبروتها في ميدان الصراع الطبقي جنبا إلى جنب مجموع الطبقات الشعبية الكادحة.. مكانة ستتقدم وستتطور لا محالة باسترجاع الإطار التاريخي المنظم للجماهير الطلابية ولحركتها ألا وهو الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فكل الظروف والشروط ملائمة لتطوير التنسيق الطلابي بين نضالات جميع المواقع، ولتمتين التنسيق النضالي بين مختلف فصائل الحركة القاعدية وكذا الإشراك لجميع الطاقات الطلابية المناضلة بما فيها فصائل الحركة التقدمية غير القاعدية الملتزمة بمطالب الطلبة وتطلعاتهم في إطار حد أدنى نلخصه في الدفاع عن مجانية التعليم وعن مطلب تعميمه والدفاع عن الحريات الديمقراطية بالجامعة بما فيها حرمتها وبما فيها إعادة هيكلة إوطم بكل حرية على أرضية مبادئه الأربعة وعلى أساس قانونه الأساسي التاريخي.
وعلى هامش النضالات الأخيرة بمراكش وما تلاها بأكادير في نفس السياق، فما لاحظناه، من حيث المتابعة الإعلامية وتقديم المعطيات، لا يعكس بالمرة حجم ومستوى التضحيات فالتكالبات قائمة من كل حدب وصوب، والتربصات واقتناص الأخطاء والمنزلقات.. مسلكيات ثابتة لمحترفيها من المشككين والانتهازيين والظلاميين سواء بسواء.. فلا بد وأن تتوحد الجهود بالرغم من جميع الخلافات التي تنخر جسم الحركة الطلابية التقدمية بما فيها جسم الحركة القاعدية، لا بد وان تمد يد العون والدعم والمساندة لجميع النضالات التي تخوضها الجماهير الطلابية بغض النظر عن الفصيل القاعدي الذي يقودها، لا بد من تشكيل لجن إعلامية قاعدية في المستوى ولجن لدعم المعتقلين الطلبة بغض النظر عن الانتماء أو التعاطف، لا بد من إقامة مهرجانات التضامن والدعم داخل وخارج الجامعة ليحضرها جميع المناضلين والمناضلات من جميع فصائل الحركة التقدمية، لا بد أن تخترق ملفات ومطالب الحركة الطلابية جميع الملتقيات والمنتديات التي تقيمها الحركة التقدمية، لا بد أن تفك جميع فصائل النضال القاعدي عزلتها وأن ترتبط بجميع مجالات النضال الجماهيري تطويرا لحركيتها ودفاعا عن مطالبها وبرامجها.
هذه بعض من آرائنا، وهي مفتوحة للنقاش، آراء أولية ونسبية مطلوب إبداء الرأي فيها من جميع الرفاق والرفيقات بمن فيهم أقرب المناضلين لدينا من "التوجه القاعدي" ومن العديد من مجموعات "البرنامج المرحلي"، وأملنا قوي في ما تبقى من المجموعات التي ما زالت متخلفة عن الركب وأعني بها "أنصار وثيقة الشجعان" بأن ترفع عنها غشاوة الارتباط الأعمى بأسماء أعلنت انبطاحها صراحة واتخذت لنفسها مهنة الزحف على البطون والتبرير الأعمى "لإستراتيجية النضال الحقوقي" كمنحى للاختباء والتنصل من أي عمل جذري طبقي يضع الرسالة التاريخية للطبقة العاملة كبوصلة موجهة لجميع آرائه وتحركاته وتطلعاته.
فأمام هذا العدد الهائل من المعتقلين بمراكش وأكادير، أمام هول وشراسة الهجومات التي تعرضت لها الطالبات والطلبة، أمام هذه الجماجم والعظام المكسرة، أمام هذه الهمجية التي لا تتوانى عن إلقاء الطلبة من الطوابق والسطوح وضربهم بالرصاص المطاطي والهراوات بمختلف أحجامها وقوتها.. لا يمكن لأي مناضل يدعي القاعدية أو التقدمية أن يختلف عن المساندة والدعم.. لا يمكنه في هذه الظروف إلا أن يعيد النظر ويقدم النقد الذاتي عن بعض الممارسات السابقة التي لا عهد للقاعديين بها وأن يعيد الاعتبار لقيم التضامن والوحدة النضالية الميدانية لجميع الفصائل القاعدية التي ما زالت موجهة رماحها ضد نظام القمع والاستبداد والاستغلال، نظام الرأسمالية التبعية والعمالة للإمبريالية القائم بالمغرب.

انتهى



#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة من اجل مناهضة الغلاء في مواجهة التقييمات الانتهازية
- على هامش المعركة الطلابية الأخيرة بمراكش
- إلى صاحب ربطة العنق الحمراء
- الطبقة العاملة المغربية تخلد يومها الأممي للنضال ضد الرأسمال
- توضيح خاص للأوساط اليسارية التقدمية المغربي
- الحركة المناهضة للغلاء بالمغرب
- ضرورة الإضراب الوطني بين الحق والمزايدة السياسية
- حتى لا نعارض -التسيس الفج والاعتباطي- بالسياسة الانتهازية ال ...
- -ندوة وطنية- أم ملتقى ثالث ونصف لتنسيقيات الحركة المناهضة لل ...
- وجهة نظر في تجربة التنسيقيات المناهضة للغلاء
- تجربة حركة مناهضة الغلاء بين القتل المفضوح والقتل الرحيم
- محاولات خسيسة لإجهاض عمل التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء بط ...
- فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة غياب أم غيبوبة!!
- نجاح المسيرة الوطنية ضد الغلاء و لكن..
- موقفنا من الانتخابات الماركسيون المغاربة يدعون الجماهير الك ...
- فقهاء -النهج الديمقراطي- وعلاقتهم بالماركسية من التبشير إلى ...
- شكاية ضد الجلاد -لعنيكري- أم مطالبة -بالحماية الحقوقية-ا
- التروتسكيون -المغاربة- و اطاك التروتسكية
- قضية الصحراء الغربية و مبادرة -النهج الديمقراطي- للوساطة
- الملتقى الثالث لتنسيقيات مناهضة الغلاء ملتقى فاشل بكل المقاي ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش