أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - لا لعودة سوريا للصف العربي














المزيد.....

لا لعودة سوريا للصف العربي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


شكل التفاهم الإيراني- السوري، والتقاء المصالح المشتركة فيما بينهما، وتطابق الرؤى الإقليمية الذي أفضى إلى درجة عالية من التنسيق حيال ملفات الإقليم الساخنة ذات الاهتمام المشترك ، وبعيداً عن أية تأويلات إيديولوجية أخرى كون "حماس" أيضاً هي من ضمن وأحد أهم مرتكزات هذا التنسيق والتفاهم (يعتبر الرئيس مبارك حماس مجرد استطالة إيرانية)، نقول شكل ذلك، وبقدر ما هو بروز لقوّى إقليمية ناشئة تعيد شيئاً إلى الخلل الكبير في موازين القوى، معضلة حقيقة ومؤرقة لقوى عالمية وإقليمية متطابقة الرؤى والأهداف هي الأخرى. وكان ذلك التفاهم أحد أهم أسباب إعاقة تقدم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي اكتسب قوة دفع وزخماً عاليين في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق 2003.

ويعتبر الآن، بالمقابل، تفكيك هذا التفاهم أحد أهم أولويات سياسات تلك القوى. ألم تربط تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية بين أي انسحاب إسرائيلي من الجولان بفك عرى ما يسمى بالتحالف السوري الإيراني؟ فيما اعتبر نتنياهو أن انسحاب إسرائيل من الجولان يحوله إلى قاعدة متقدمة لإيران تهدد إسرائيل. وجوهر التجاذب القائم اليوم في المنطقة والسعي الدبلوماسي الحثيث يرتكز على ما يسمى بنزع سوريا من الحضن الإيراني هذا إذا سلمنا بوجود الحالة أصلاً، وبصوابية هذا الطرح من الأساس. وقد يكون السلوك الإسرائيلي الجديد، ومن ورائه الأمريكي، بالتفاوض مع سوريا، ليس سوى مجرد طعم في محاولة لإحداث خلخلة في جدار العلاقة السورية الإيرانية ومناورة تكتيكية في ذات السياق والاتجاه جوبهت برد سوري مفحم وواضح ومن أعلى المستويات.

لقد اتسمت السياسات الرسمية العربية التقليدية فيما مضى بمحاولة إظهار قدر من التناغم في العلاقات والمواقف العربية حيال كافة القضايا والملفات المطروحة على الساحة. وكانت قرارات القمم العربية توافقية وشكلية بروتوكولية، بشكل عام، وبدون أية فاعلية أو تأثير، وتصاغ لترضي جميع الأطراف ودون أن تسبب أي حساسية وإزعاج لأحد بما فيهم أمريكا وإسرائيل، وبقدر واضح من عدم الرغبة في حدوث أدنى استفزاز للجانب الأمريكي بالذات.

نعم لقد لعبها السوريون بمهارة وحنكة واقتدار. وما قدموه من طول بال وأناة وأداء سياسي بارع، حتى الآن، ليس سوى رأس جبل الجليد الظاهر مما يعتقد أن لديهم من أوراق يصرّون على عدم إظهارها للعيان. وما زال في الجعبة السورية، على ما يخمـّن، الكثير من المفاجآت. ولقد تحقق لسوريا اليوم من خلال ذلك، وضعاً إقليمياً باعتقادنا، أقوى من أي وقت مضى. وكان الإقرار الإسرائيلي، والأمريكي من ورائه طبعاً، للعودة إلى طاولة المفاوضات إحدى ثمرات ذاك الأداء. وأما هذا الاستقطاب والوضوح الحالي في العلاقات العربية العربية فهو برأينا ضروري جداً، ولا يمكن أن نراه صداماً مع قوى عربية أخرى، بقدر ما هو إعادة رسم وتحديد ضروري لشكل العلاقات العربية العربية مستقبلاً والذي يجب أن تكون قائمة على الوضوح والمكاشفة والمصارحة واحترام الخيارات الذاتية، طالما أن الاتفاق والعمل العربي المشترك ممنوع حتى إشعار آخر وعلى كف العفريت الأمريكي. وإن تحديد العلاقات العربية العربية اليوم على هذه المبادئ والأسس الجديدة فيه خير ودفع للعمل العربي المشترك أكثر مما سبق بكثير، ومما كان قائماً برمته على إخفاء التناقضات والتباينات والاختلافات والتعتيم والمداراة والابتسام أمام الكاميرات.

ولم يسبق أن تحقق لسوريا ولشعوب المنطقة في تاريخها المعاصر، وخلال كامل حقبة ما يسمى بالتنسيق والتضامن العربي، هذا الكم الملموس من القوة والإنجازات الإستراتيجية الهامة والقدرة على التحكم بالقرار الوطني. واستطاعت أن تحقق لنفسها اليوم، وضعاً إقليمياً ووطنياً منيعاً نسف معه كل محاولات الخارج المتعددة لتقويضه واختراقه وإحداث أي نوع من الضعف والاختراق فيه.

تتسم المواقف العربية اليوم عموماً بالضعف والتفكك والتراجع والاتكالية والتبعية لعواصم القرار الكبرى. والقرار العربي الرسمي اليوم لا يعكس مصلحة عربية بقدر ما يجسد مصالح قوى كبرى تريد الهيمنة على المنطقة والاستئثار بها واستمرار عمليات النهب المبرمج لثرواتها وتجيير كافة قدراتها لمصالح تلك القوى. وقد أدى هذا الواقع إلى الإضرار بالمصالح العربية العليا وظهور الوضع العربي على ما هو عليه من رداءة ورثاثة وضعف وشلل وإحباط. ولا نعتقد إن أي عودة لسوريا لأي نوع من التنسيق وفق شروط النظام العربي القديم الذي كان مسؤولاً بالكامل عن إنتاج نفس تلك الشروط، سيعود عليها بأي نفع كان، بل سيعني، حتماً، عودتها للمربع الأول وتخليها عن الكثير من المكاسب والإنجازات ومعها موقع استراتيجي متميز وهام، لتكافأ عليه ثمن بخس وهو مجرد أن تلحق فقط بركب التبعية، والاتكالية والانهزام، والانضمام لجوقة المنتظرين لاستجداء بركات ورضا العم سام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برقية تعزية ومواساة
- همجية الوهّابية
- فرسان رفعت الأسد
- نَسْفُ الثقافةِ العربية
- خبر عاجل: اختفاء معارض سوري
- صدِقَ البعثيّون ولو كذبوا
- نكبة الأديان
- خدام: والمشي في جنازة القتيل
- احذروا آل سعود
- الأقليات العربية في دول الخليج الفارسي
- متى يكف رفعت الأسد عن إهانة السوريين؟
- هل هي حقاً نكبة، أم نعمة على العرب والمسلمين؟
- هل أعرض الناس عن المعارضين؟
- رسالة إلى المرشد العام للإخوان السوريين
- رفعت الأسد والإخوان: غرام ووصال
- قطع الرؤوس باسم الله: من يرسم الصورالدانماركية؟
- قطع الرقاب السورية: شراكة المعارضة في الجريمة الوهابية
- نداء استغاثة: إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ...
- رد على قومي عربي
- المملكة الوهابية: قطع الرقاب باسم الله


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - لا لعودة سوريا للصف العربي