أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - صفحات من الذاكرة














المزيد.....

صفحات من الذاكرة


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:24
المحور: المجتمع المدني
    


الصفحة الأولى
كان لى صديق طبيب يعمل بالسعودية لمدة سنة واحدة ثم رجع لمصر وفى إحدى لقاءاتى به حكى لى الحكاية التالية ( بعد إعادة صياغتها) :

كنت أسير فى أحد شوارع مدينة القصيم ( بريدة ) بالسعودية لشراء بعض حاجياتى بعد الدوام الصباحى الذى ينتهى الثانية عشرة ظهراً , وكانت معى زوجتى وبسبب قرب المحل من المكان الذى نقطنه لم نركب تاكسى أو غيره ومشينا على الأقدام , وكنا نتبادل أطراف الحديث ونحلم بقرب نهاية العام لكى نعود إلى مصر للقاء الأهل والأحبة , وكم تعلمنا الغربة دائما أن مصر الحبيبة هى أمنا وأم الدنيا .

شعرت بأقدام تقترب منا ثم بيد قوية تمسك بكتفى وتهزه بقوة ساحقة فالتفتت بسرعة سائلاً :

من أنت وماذا تريد ؟ وعندما رأيته ورأيت طول لحيته وشكل جلبابه والسيارة التى نزل منها عرفت أنها سيارة هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما يسمونها هناك ,

فقلت متعجباً : وما شأنك بى ؟

قال : أنا هنا الذى يسأل وأنت تجيب فقط أين تذهب ؟

فقلت أللهم اخزيك يا شيطان - فى نفسى- وقلت أنا ذاهب مع زوجتى لشراء بعض حاجياتنا ..

فقال : وكيف تسمح لزوجتك بالخروج سافرة ؟ الا تعرف أنك تخالف الشريعة بهذا السلوك ؟

فقلت له لا لا أعرف كل ما أعرفه أننى شخص مصرى مسلم طبيعى ولم تغطى زوجتى وجهها طوال حياتها ..

قال آه نعم هذا هناك فى مصر ولكن هنا يوجد إلتزام ولا نسمح بمثل هذا العبث ..

فقلت : عن أى عبث تتحدث .. إننى أعيش هنا منذ عام كامل ولم أتعرض لمثل هذا الأمر من قبل .

قال متهكماً : ولكنك وقعت هذه المرة

فلم أتحمل وقلت له بصوت عال جداً : نعم ماذا تقول ؟ وقعت ؟ لماذا هل وجدت معى زجاجة خمرة أم قطعة حشيش ؟ هل وجدتنى أمارس فعلاً فاضحاً فى طريق عام ؟ ماذا تقول يا رجل ؟

فأمسك بجاكت البدلة التى ألبسها بطريقة خشنة وتدعو للقرف والإشمئزاز فأمسكت بيده بعنف شديد وعصرتها فى يدى فنظر لى نظرة حقد كأننى ارتكبت جريمة أو قتلت قتيلاً وقال بلهجة متعجرفة ستدفع ثمن ذلك غالياً ,

فقلت له تأدب يا هذا واحترم نفسك , أنا لم أخطىء فى حق أى أحد ولم أرتكب جرماً فى هذا البلد لكى أعامل بهذه الطريقة البربرية ,

فاندفع قائلاً : تقول بربرية ؟ كل ذلك محسوب عليك ....من يريد العمل هنا يجب أن يحترم قوانين المملكة وأن ينصاع لها ولا يفعل أى شىء يخالف هذه القوانين

فقلت : واين هى هذه المخالفة ؟ نحن نمشى فى حالنا وفى أمان الله ولم نعتد على أحد ولم نسرق أو ننهب أو نقطع الطريق فماذا فعلنا ؟

فقال : هنا إلتزام بنقاب المرأة وزوجتك لا تغطى وجهها وهذا يخالف قوانين الهيئة .. ومن لا يريد الإلتزام لا يحضر هنا .

قلت بعد إذنك أريد الإنصراف فضحك باستهزاء شديد قائلاً : تريد الإنصراف ؟ بعد التحقيقات إن شاءالله

فقلت له : أى تحقيقات ؟

فقال تحقيقات خروج زوجتك سافرة بدون نقاب وتعديك على رجال الهيئة بألفاظ غير لا ئقة .

فطلبت منهم أن أقوم بتوصيل زوجتى للمسكن فسمحوا لى بذلك وذهب معى أحدهم بسيارة الهيئة وانتظرنى حتى أدخلت زوجتى شقتنا وخرجت له .

لن أحكى لكم عن حالة زوجتى النفسية والعصبية وكيف انهارت فى بكاء شديد وكرهت المكان وتمنت الموت وطلبت منى مغادرة البلد فوراً والعودة لبلدنا وأهلنا وأحبابنا .

وحملونى معهم فى السيارة وهناك طلبوا منى أن أتوضأ وأصلى ركعتين ثم جلسوا يوجهون لى العديد من النصائح والتهديدات لو تكرر ذلك مرة أخرى وكأننى قد ارتكبت جريمة أو فاحشة من الكبائر ثم صرفونى من مبنى الهيئة بعد عدة ساعات وبعد أن وعدتهم بأن ترتدى زوجتى النقاب وألا أسير فى الشوارع أثناء الآذان والصلاة , ولكننى عندما رجعت لشقتى قررت مع زوجتى الرحيل وعدم العودة .



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألفترة البرزخية و24 ساعة موت
- الطيب والخبيث
- لون حقيقى فى لوحة مزيفة ( قصة قصيرة )
- إستنباط معنى كلمة ( فتنة ) من القرآن الكريم
- كفى صراخاً فى وجوه الناس أيها الوعاظ
- لغز أنا الإنسان
- لكل زمان علماؤه ومفكروه
- مجتهدون .. نعم .. مالكون للحقيقة .. لا
- ربيع القلوب
- وداعاً زمن الثقافة
- عربدى يا إسرائيل
- حبيبتى أفلاطونية
- أنين الغربة (شعر)
- ألقرآن فوق الزمان والمكان
- العقل ...... وسنينه
- حكاية رجل ميت
- وعلى الإنترنت السلام
- بل كان فرعون موسى مصرياً
- الولى والمريد - قصة قصيرة
- جنون


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - صفحات من الذاكرة