أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالوهاب حميد رشيد - التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين














المزيد.....

التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الصمت الإعلامي بشأن العراقيين ممن شرَّدتهم الحرب لا يعني أنهم عادوا إلى ديارهم، ولا حتى قريبين من العودة. فالحقيقة التي لا زالت قائمة على الأرض هي أن خمسة ملايين عراقي شُرّدوا من ديارهم من أفراد وعائلات إلى مناطق أخرى داخل وخارج البلاد. ويعيش اللاجئون غربتهم يوماً بعد يوم في سوريا والأردن.
لا زال هناك آخرون تعوزهم الموارد أو المدخرات التي تمكنهم من العيش، حتى ولو بمستوى الكفاف، خارج البلاد، بخاصة وأن الدول المضيفة لا تسمح للاجئين بالعمل، وبذلك فهم يعتمدون على مدخراتهم القليلة والمساعدات المتواضعة التي تقدمها المنظمات الإنسانية. وهكذا فقد انتشروا في أطراف المدن الأكثر فقراً. يُضاف إلى العوامل التي أخذت تحد من الهجرة، اضطرار كل من سوريا والأردن إلى إغلاق حدودها في وجه المزيد من اللاجئين العراقيين نتيجة الضغوط الشديدة للموجات المهاجرة على النسيج الاجتماعي والبنى التحتية في كلا البلدين. بينما انخفضت الهجرة الداخلية بفعل التطهير الطائفي، رغم استمرار صمت وسائل الإعلام أيضاَ بشأن أوضاعهم.
إذا أراد المرء معرفة ماذا يجري عند الشباب وهم يحتشدون في معسكرات اللجوء فاقدين الأمل بأي شيء وهم يحاولون قضاء أيامهم المضجرة التي لا يرون نهاية لها في مثل هذه الظروف التي يتحملونها: غياب الأمل، الفقر والشعور بالمذلة، يحتاج عندئذ إلى إلقاء نظرة سريعة نحو الغرب ليرى الاضطراب الضخم الذي خلقه في أحول الفلسطينيين، وليلاحظ الأوضاع التي تدفع العديد من الشباب تفجير أنفسهم، ليعبروا عن درجة معاناتهم ضد هؤلاء ممن يرونهم أعداء لوطنهم. بكلمات أخرى: إن بوش وعصابته من مجرمي الحرب، حولوا العراقيين إلى وضع يماثل حال الفلسطينيين... قابعين تحت الاحتلال، محكومين مستعبدين، ومهانين من الدخلاء الأجانب وعملائهم، وعلى أرض وطنهم.
هل يمكن أن تعيش بسلام عندما يتم تشريد خمس سكان البلاد، بل وحتى نسبة أعلى ممن عاشوا ولا زالوا العنف الطائفي- وليد الاحتلال؟ كيف يمكن أن تعيش بسلام مع تصاعد الفرز الطائفي وتقسيم المجتمع إلى مجموعات طائفية تعيش داخل أسوار كونكريتية- الجيتو- لا يدخل أو يخرج منها المواطن إلا بالمرور على أعداد من نقاط التفتيش المسلحة؟ وكيف يمكن إعادة بناء الوطن عندما يواجه من ساهموا في بنائه من العلماء والخبراء والفنيين أما الموت أو الهروب من البلاد؟ قتل الأطباء وتشريدهم، وترك المستشفيات مهجورة من كوادرها. في حين يكافح النظام التعليمي في ظروف هروب الأساتذة والمدرسين أو تركهم للمهنة خوفاً من الاغتيال، وفي ظروف تدخل العناصر الطائفية المعممة الفاسدة في شئون التعليم؟
قبل سنتين، قيل الكثير عن استنزاف الأدمغة العراقية بسبب تهديدات الاختطاف والقتل، وحسب الواشنطن بوست في يناير 2006: "أساتذة واجهوا التهديدات. أطباء قُتلوا في أماكن عملهم. أصبح القتل ممارسة اعتيادية. وهناك من يرى أن هذه الممارسات متعمدة، بهدف إفراغ العراق من علمائه."
ذكر رئيس الأطباء العسكريين بعد هروبه إلى الأردن- الكبيسي Kubasi- أنه تسلم رسالة تهديد عن طريق سكرتيره، وذلك في أواخر إبريل، تمنحهم جميعاً فرصة على مدى الأيام 6-10 أيار لترك البلاد. قدَّم الرسالة إلى السلطات المسئولة، لكنها اعتبرنها مزيفة. ولغاية 8 أيار أصبح الطبيب في الأردن. كذلك أبناؤه الثلاثة وابنته، وهم جميعاً أطباء، لم يستطيعوا المخاطرة بالبقاء.
أضاف الكبيسي: "كل يوم نجلس هنا 10-12 من المهنيين الخبراء، لنناقش فقط الوضع... الجلوس هكذا قتلٌ للعقل. لكن حتى مرضاي ينصحونني بعدم العودة. حقيقة.. حقيقية، لا استطيع أن أدفع فدية للمختطفين. وفي هذه الحالة سأكون مقتولاً."
كما وعبَّر عن إحباطه وهو يراقب تمزق نظام التعليم والتدريب الطبي الذي ساهم في بنائه "أصبحت مجموعة العمل التعليمي، التدريب، والعناية الطبية ممزّقة، وربما لن يكون بالإمكان إعادة بنائها... كانت جامعاتنا والهيئات الطبية معروفة في أرجاء العالم العربي. وكان نظام تعليم الرعاية الطبية ممتازاً، يسير وفق النظام البريطاني. كنا نمارس دراساتنا الجامعية بنجاج في ظل النظام العراقي السابق، مع وفرة من الاختصاصيين في المجال الطبي. والآن يُفَرغون البلد من كل هذا.."
جيد.. المهمة اُنجزت..
إذا كانت المهمة هي في تحويل العراق كمثل حال فلسطين، تهجير واحد من كل خمسة عراقيين من ديارهم.. طرد الخبراء والطبقة الوسطى إلى ألـ diaspora (الديسبورة: اليهود المشتتون في أرجاء العالم بعد الأسر البابلي)، والتطهير الإثني- الطائفي، ومدن الجيتو (حارات اليهود المقفلة سابقاً)، يمكن القول عندئذ أن المهمة انتهت بالانتصار!
إن معضلة إذلال عامة الناس ممن أُجبروا على الهروب من منازلهم، وحُشروا خلف جدران طائفية ستظل تقبع في قلب أي مكاسب سياسية وأمنية محتملة في العراق. ولغاية التعامل الوطني مع هذه الكارثة الإنسانية، تبقى المكاسب المزعومة واجهة ورقية مآلها الزوال.. ويظهر لغايتة أن أزمة اللاجئين لم تؤخذ وفق نظرة وطنية، ولن تؤخذ مع وجود حكومة للاحتلال في بغداد.
مممممممممممممممممممممممممـ
Because everyone seems to have forgotten, I want to remind you that Iraq has a refugee crisisBlue Girl, ,uruknet.info, May 28, 2008.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب بوش على أطفال العراق.. أبشع جرائم الحرب!؟
- قذائف اليورانيوم المنضب الأمريكية أكثر قتلاً من القنابل الذر ...
- العراق: البائعون المتجولون الصغار.. الطفولة المنسية في ظل ال ...
- العراق: أزمة الغذاء تضرب الفلوجة
- الشرق الأوسط وأزمة الطاقة/ الغذاء العالمية
- حان الوقت للأمريكان مراعاة حقوق الآخرين
- العراق: الفساد يلتهم الحصص الغذائية الشهرية
- مسح ميداني يكشف عدم رغبة العراقيين في سوريا العودة إلى العرا ...
- العراق: الفقر يصيب الناجين (اللاجئين)
- مبعوث اللأمم المتحدة: أطفال العراق ضحايا صامتون للعنف المتوا ...
- المسيحيون العراقيون: استهدافنا من قبل المتطرفين يرتقي للإباد ...
- بوش، بتريوس، والحرب المستمرة
- البلد المُدَمَّر
- معارك الأيام السبعة في البصرة
- قاوم قطع الحصص الغذائية الشهرية عن شعب العراق
- حرب العراق تسحق الاقتصاد الأمريكي
- كيف تُدمّر بلداً دون أن تتحمل المسئولية!؟
- منطق أكلة لحوم البشر
- المزيد من الفساد في العراق
- العراق- معاهدة دائمية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالوهاب حميد رشيد - التذكير بأزمة اللاجئين العراقيين