أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - قنبلة طلخا... الموقوتة














المزيد.....


قنبلة طلخا... الموقوتة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مصنع الدلتا للأسمدة الكيماوية له حكاية.. فمكانه الاصلى كان بالمنطقة الصناعية بالقرب من مدينة السويس، وبعد حرب الخامس من يونيو 1967 تم تفكيكه ونقله كى يكون بعيداً عن مرمى النيران بعد أن احتلت إسرائيل سيناء بالكامل وأصبح مجرى قناة السويس هو خط المواجهة الجديد بيننا وبين الدولة اليهودية.
وفك المصنع ونقله امر مبرر من هذه الوجهة.
لكن غير المبرر هو اختيار منطقة فى مركز طلخا بمحافظة الدقهلية وسط الكتلة السكانية كى يعاد تركيب هذا المصنع بها.
بيد أن ظروف هزيمة يونيو 1967 ومتطلبات خوض حرب الاستنزاف، ثم حرب السادس من أكتوبر ، غطت على صرخات الخوف على البيئة والآثار الضارة لنقل هذا المصنع الى تلك البقعة بالذات.
ولأنه "لا صوت يعلو على صوت المعركة" فقد خفتت أصوات الاحتجاج والرفض لوجود هذا المصنع الملوث للبيئة فى هذه المنطقة، فضلاً عن أن الاحتجاج الشعبى لم يكن مسموحاً به أساساً.
زد على ذلك أن الوعى البيئى كان فى آخر سلم الاولويات ولم يكن قد اخذ حجمه الذى يستحقه فى تلك الأوقات.
وكان من الطبيعى أن يعاد فتح ملفات هذا المصنع بعد ان تغيرت الظروف وصمتت المدافع ، وظهرت الآثار المدمرة لعوادم هذا المصنع على البيئة والبشر.
وبعد "انتفاضة" شعبية قصيرة العمر، شارك فيها أساتذة جامعة المنصورة وباقى أفرع النخبة الدقهلاوية، تم إغلاق الملفات اثر "فرمان" بيروقراطى من محافظ الدقهلية فى ذلك الوقت بان "كل الأمور تمام"!
لكن ثبت أن الأمور ليست تمام على الإطلاق، وزاد الإحساس بان وجود هذا المصنع فى تلك المنطقة يمثل كارثة حقيقية، بعد الحملة الشعبية التى نظمها اهالى دمياط رفضا لإقامة مصنع "اجريوم" للامونيا واليوريا على ارض جزيرة رأس البر رغم ما تقوله الجهات المسئولة فى "اجريوم" عن إجراءات تقنية غير مسبوقة لجعل هذا المصنع "صديقا للبيئة"!
هذه الحملة الدمياطية اصابت شعب الدقهلية، المتاخم لحدود محافظة دمياط، بالغيرة والحسد.. وربما ايضا بالحسرة.
ثم تكفلت الأحداث بما هو أكثر من مشاعر الغيرة والحسد والحسرة حيث اندلعت سلسلة من الانفجارات المتكررة بمصنع "طلخا"، اضطرت إدارته لإغلاقه مؤقتا بعد انفجار ضاغط لإنتاج غاز الميثانول، وسط مخاوف جدية من ان ينفجر المصنع بالكامل. الأمر الذى سيشكل خطراً مروعاً على العاملين بالمصنع وعلى السكان القاطنين فى المنطقة المحيطة به وعلى البيئة بأسرها.
ولا يكفى إلقاء اللوم على التقصير فى أعمال الصيانة لأجهزة وآلات هذا المصنع وعدم القيام بعمليات الإحلال والتجديد اللازمة، الأمر الذى جعل المصنع أشبه بالقنبلة التى يمكن ان تنفجر فى اى لحظة.
المسألة اكبر من المطالبة بإجراء هذه الصيانة والقيام بعمليات الأمن الصناعى الضرورية .
فالمطلوب هو نقل هذا المصنع من تلك المنطقة المأهولة بالسكان. وليس سراً أن جامعة المنصورة سبق وان حذرت من وجود المصنع فى هذه المنطقة .
فلماذا الاستمرار فى تجاهل رأى المؤسسات الأكاديمية ورأى العلم والعلماء وتعريض ارواح الناس والبيئة لأخطار يمكن – ويجب- تجنبها؟!
لعل محافظ الدقهلية الجديد أن يجد حلاً لهذه الكارثة، وان يجد فى تجربة محافظة دمياط المجاورة له، إدارة واهالى، ما يستحق التأمل والاستلهام.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة
- هوامش على دفتر النكبة (2)
- دمياط تتحدى دافوس !
- هوامش على دفتر النكبة
- الفوضى -الهدامة-
- علاوة الأسعار (2)
- علاوة الاسعار !
- من جزارين إلي رشيد نقطة نظام
- هذا السونامى القادم .. يا حفيظ (2)
- ديموقراطية جديدة لمجتمع المعلومات (1)
- هذا السونامى القادم ... يا حفيظ!
- سيناء: ثنائية التحرير والتعمير
- محافظ دمياط... تعظيم سلام!


المزيد.....




- قناة السويس: مؤشرات على عودة الاستقرار للبحر الأحمر
- سوريا تلجأ لوسطاء لاستيراد النفط
- مركز قطر للمال سجل أعلى نمو بعدد الشركات في 2024
- كندا والمكسيك على موعد مع تعريفات ترامب غدا
- سعر الغاز في أوروبا يتجاوز الـ 570 دولارا لكل ألف متر مكعب ل ...
- تعزيز التعاون الاقتصادي بين سوريا وتركيا: من المستفيد؟
- مسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية يترك منصبه بعد خلاف مع حلفا ...
- الأردن.. الحكومة ترفع أسعار المحروقات
- مصر تعلن عن فرص عمل لمواطنيها في الإمارات
- هل ينجح ترامب بتحويل ولايته إلى -عصر ذهبي-؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - قنبلة طلخا... الموقوتة