ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:34
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
صباح كل يوم يكرر التاريخ نفسه , بنفس الصور والمشاهد في هذا الشرق الموبوء بالجور والفساد , والمبتلى بأعتى نظم الاستبداد , يكرر نفسه في نسخ صور الطغاة وحفر معاناة الأحرار.
حالتنا اليوم فظيعة ومريعة , ليس لها مثيل في التاريخ , فنحن لسنا أمام مليك متهور يريد الخلاص من وزير اختلف معه في الرأي , مثلما فعل كسرى مع وزيره بزرجمهر , بل إننا أمام امرأة من عامة البشر , عند عروبتها الحرة تتكسر تيجان المجوس , كما تكسرت تيجان الروم عند أقدام جدتها زنوبيا .
عرفتم عمن نتحدث , عن فداء الأم والإنسانة الأسيرة بقفص شبيه بأقفاص نيرون وهولاكو , نتحدث عن امرأة تنتظر ساعة النطق بالحكم من فم قراقوش اللعين ... لقد أوهنتِ نفسية أمتنا المجيدة, لذلك قررنا نقلك من السجن الكبير إلى السجن الصغير.
لا تبالي, كلنا في السجن سواء, صغاراً أو كباراً, حقاً إن السجن مثل جبهة السجان, هواءه فاسد, كرائحة فم السجان النتنة, جدرانه ضيقة, كضيق صدر السجان.
نتحدث عن امرأة , نجحوا في أسرها - هذه انجازاتهم - وعجزوا عن صد طائرات بني إسرائيل , ربما كان بني إسرائيل أقل خطراً منك عليهم , ووعدوا بأنهم سيردوا في الزمان والمكان المناسب , فردوا عليكِ , عسى أن يجعلوا منك عبرة ودرساً , لكنهم ومن حيث لا يفقهون ولا يقرؤون إلا لماماً , جعلوا منك شمعة ونبراساً ينير وحشة ظلمتهم الداجية , ولا يعلمون أن ضعفك هذا وألمك هو الحد الفاصل بين
الظلمة والنور.
بماذا سيبادلونك , هل يبادلوك بأقلامنا ؟ هم أهل المبادلة ورعاتها , بادلوا الجولان , والخشية أن يبادلوك , فالأرض والعرض كالجسد الواحد , مَن يبادل أرضه
يبادل أهله .
نتحدث عن امرأة, خرجت عن صمت المقابر, ونهضت من ركام الهياكل, كالحسناء التي نزعت نقابها وسط جموع الرجال احتجاجاً على هوانهم, لأنها لم تر فيهم رجالاً. مرة أخرى , بماذا سيبادلونك ؟ يريدون مبادلتك بالصمت والموت , وكل ما من شأنه ضمان أمن قومهم وستر عورتهم , لن يفعلوا , إن فعلوا هذا , لن ينالوا إلا العار وخراب الدار .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟