|
هل اثمر طرح طرح منهج القراءه الجديد في الصف الاول الابتدائي ؟؟؟؟؟
ازهار علي حسين
الحوار المتمدن-العدد: 2298 - 2008 / 5 / 31 - 07:35
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
انطلاقا من حرصنا واهتمامنا بمستوى تعليم عالي لتلاميذ العراق ، وايمانا منا بأن المرحله الابتدائية الاولى ، هي اللبنة الاساس في تكوين وتحديد المستوى الدراسي المستقبلي للتلميذ ، لما لها من اهمية حقيقيه في اكسابه مهارات القراءة والكتابه ،والتي هي المدخل الحقيقي والحي للعلوم الاخرى ، تلك التي سوف يدرسها التلميذ في المراحل القادمه . ان مثلث التعليم المعروف ، (المعلم ، التلميذ ، المنهج) ، انما يشكل العمود الفقري للعمليه النتاجيه ، التعلم ، وما هو معروف ان اي خلل في هذا المثلث من الممكن ان يهد العمليه التعليميه من اساسها ، وذلك ما نلاحظه هذا العام ومن خلال تجربتنا الحيه ، وممارستنا الفعليه ، في تدريس مادة القراءة للصف الاول الابتدائي ، اضافة الى ما وعيناه من خلال تجارب المعلمين من حولنا . طرحت وزارة التربيه لهذا العام منهجا جديدا لمادة القراءه للصف الاول الابتدائي ، مع طريقة جديده لم تمارس فعليا في التدريس سابقا الا ما ندر ، ومن خلال تجارب منفرده ، الا وهي الطريقه التوليفيه ، ونستطيع ان نوضحها وبشرح بسيط الا وهو طرح الكل ثم العروج على الجزء ، وبمعنى ، قراءة الكلمه تامة ، ثم ارجاعها الى مكوناها الاساس (الحروف) ، وهي طريقه بالطبع يدرسها طلاب معهد المعلمين ، في مادة طرق التدريس ، فهم بذلك على دراية بعيوبها وميزاتها ، التي سنعرضها مع طرح نقاط النقد التي سنجملها هنا ، عسى ان تنظر الجهات المعنيه فيها ، لنقول (فذكر ان نفعت الذكرى) وهذه النقاط هي : 1. ان الطريقه التوليفيه التي اقرت لهذا العام ، انما هي طريقه لا تتناسب مع المنهج المطروح ولعدة اسباب هي : أ . ان هذه الطريقه التي على المعلم فيها ان يعطي الكلمة مجمله ، ويعود ليفصلها ، الى اولياتها (الحروف ، المقاطع) انما هي طريقه لا يستوعبها التلاميذ بسرعه ، وتضع على عاتق المعلم جهدا جهيدا ، نظرا لانها تحتاج منه وقتا اطول وايضا وسائل لا متوفره في اغلب المدارس ، فالتلاميذ من مستويات ذكائيه متفاوته (عالي ، متوسط ، ضعيف) فإن ما نلاحظه ان اغلب التجارب التي طرحت مشكلتها لهذا العام ، تؤيد ان المستوى الاول (العالي) هو فقط من يستطيع مواكبة هذه الطريقه نظرا لصعوبة استيعابها من قبل الطفل ، وايضا صعوبة تدريسها على المعلم . ب . تتوضح ايضا لا مناسبة الطريقة والمنهج ، في عدد الدروس المطروحه ، والتي يتجاوز عددها الخمسين ، سوى الاناشيد والمحفوظات ، وهنا نعود لنكرر ان هذه الطريقه تحتاج الى جهد اكبر ووقت اطول لتأدية نتائجها المرجوه ، ومع كثرة الدروس ، ومحاصرة الوقت للمعلم حين يشرع في ترتيب خطته السنويه فيجد نفسه مضطرا للتنازل عن ذلك الترتيب لحساب حاجة التلاميذ التي يحسها ، او يبقى على ذات الخطه لتكون النتيجه ليست لصالح التلاميذ . ج . وذات اللاتناسب يظهر لنا في طول الدروس وكثرة كلماتها ، وحين يتحتم على المعلم ان يسرع في مادته ، لذات السبب في النقطه (ب) فالمعلم محدد بوقت (45د) ، او وفي مدارس ثلاثية الدوام اقل من ذلك ، لن يستطيع طرح الدرس والاحاطه بكافة جوانبه ، في حصة واحده بسبب كثرة الكلمات ، ووجوب ارجاعها الى اولياتها كما ذكرنا سابقا . د. وايضا ذات اللاتناسبيه نستطيع رصدها في بناء الكلمات ، التي هي في اغلبها كلمات صعبة ، وطويله ، تحتاج ايضا لوقت طويل في محاولة ترسيخا في اذهان التلاميذ ، والصعوبه في الحقيقه لا تكمن في مبنى الكلمة وحده بل وايضا في معنى الكلمه ، التي لا يتقبلها الطفل بسهوله . 2 . من العيوب الواضحه ايضا في المنهج ، تكرار ممل لبعض الكلمات ، مثل كلمات (بابا ، ماما ، دادا) التي تكرر في ذات المكان مرتين فحين يقرأها المعلم ترسخ في ذهن الطفل مكررة حتى مع ورودها مفرده في موضع اخر . 3 . ان الدروس في المنهج الجديد هي عبارة عن جمل جافه المعنى ، غير مترابطه ، ولا تحوي لحنيه محببه للاسماع ، او جذب يقربها من انفس التلاميذ وبأي طريقه ، فجملة (بابا يدري مثلا) هي جملة غير متكاملة المعنى ، ، ومثلها جملة (قردي يدور) او (قلنا يانبيل) ، ومن هذه الجمل الكثير سواها ، مما يسلب التلاميذ حب مادتهم المقروءه ، والتي هي حقيقه واضحه تسفر لهم من خلال لا ايمان معلمهم بها ، لانها وكما اسلفنا جمل لامترابطه . 4 . واخيرا فان منهج القراءه للصف الاول الابتدائي هذا الذي بين ايدينا الان ، انما هو وفي مواقع كثيره يضرب الاصول النحويه والبلاغيه للغة العربيه ، والتي وضع اصلا لتعليمها ، ونحن رغم اننا نتعامل مع مرحلة ابتدائيه اولى فإن علينا ان لا ننسى ، اننا ابناء العرب اللذين كانوا ينشؤؤن اولادهم على صحيح القول ونبذ فاسده منذ نعومة اظفارهم ، من خلال تعليمهم قواعد الفصاحة والبلاغة ، لا من خلال كلمات فارغة المعنى .. ومن خلال هذ الطرح نستطيع ان نقول ان عنصري العملية التربوية الحيويين (المعلم ، التلميذ) قد اضحيا منهكين بالعنصر الثالث الجامد (الكتاب) والذي لاحظنا سلبياته في عموم القطر وكمشلة عامه في كل مدارسه ، وان ما رجته الوزاره من اقرار للطريقه التوليفيه ، بطلب ميزاتها من سرعة مهارات القراءة لدى التلميذ ، لم يتم بسبب المنهج اللامتوازن واللامتناسب معها .
#ازهار_علي_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبث تحت الشمس
-
فوانيس ليلة مطفئه
-
شبابيك لاتفتحها السماء
-
رائحة الحزن العتيق
-
حاشية احلام الدمى
-
الريشه
-
انا...على رقعة الشطرنج
-
مواسم الحصاد
-
هواجس الرحيل
-
لزمن اطول00
-
زوايا مهرجان الصمت
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|