أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - نحو التغيير الذي يعني حرية الناس















المزيد.....

نحو التغيير الذي يعني حرية الناس


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 11:10
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إننا نعيش واقعا فاسدا قاصرا حتى التخمة , هذا من زاوية الناس العاديين لا النخب المسيطرة أو المالكة , بل و يمكن التأكيد بكل بساطة أن أحدا ما لا يستطيع أن يعد و لا حتى بتوقف هذا التدهور في السنوات القادمة أو حتى بتخفيف حدته و تسارع انهياره و يصح هذا على كل المنخرطين في العمل السياسي الفوقي النخبوي دون استثناء , هذا الواقع الفاسد و قصوره يخلق جملة نقائض ممكنة من الإسلام الجهادي إلى التدخل الأمريكي و التبعية لنخب أو قيادات طائفية و دينية و مالية أو اقتصادية , إن تحدي ضحايا هذا الواقع لكل همجيته و فساده و ازدرائه بهم ما يزال قاصرا هو الآخر عن تحديد نقطة الارتكاز المناسبة لتحطيمه و الإطاحة به , خاصة نقطة ارتكاز واقعية على الأرض أي بين الناس..و كما جرى عبر التاريخ عادة فإن الرد على الطغيان أو سقوطه أو القضاء عليه ينتج طغيانا إما أكثر فجاجة و فظاعة أو أكثر نجاحا في تزوير حقيقته , إن اغتيال حلم الحرية لا يقل سوءا إن لم يكن أكثر همجية من حالة الاضطهاد الأولي , حتى أن خدم السلطان و الاستبداد يستخدمون هذه الحجة الخبيثة بشيء من إدعاء الذكاء دفاعا عن أيدي أسيادهم الملطخة بالدماء , هذا لا يعني أننا محاصرون بين القهر و القهر أو الاضطهاد و الاضطهاد لكنه يعني أن طريق الخلاص لا يوجد خارج الناس أو بعيدا عنهم في وصفات النخب , إن هذا الخلاص يقع في صميم حياتهم و وجودهم و هناك فقط بالتحديد..إن من يريد أن يقنعنا بتحويل قهرنا إلى عنوان لقهر جديد , ربما أكثر نفاقا أو وقاحة من السائد الراهن لا فرق , أن نبحث عن الخلاص عند جلادين جدد ربما أقوى أو أقل قبحا , إن هؤلاء هم مجموعة من محترفي النفاق أو أنهم أغبياء بامتياز أو من الذين يقدسون السلطة و نير العبودية على أنه الشكل الوحيد لحياة البشر , إن للخلاص مضمون واحد فقط , و للتغيير مضمون واحد , هو الحرية , و للحرية مضمون واحد هو حرية الناس , هنا خلافا لكل المزاعم عن المراحل الضرورية باتجاه الحرية , التي تحاول أن تعرض "الحرية" بعد أن يفرض عليها ارتداء الثوب الليبرالي الضيق أو ثوب "المقاومة" القومجي القائم على الاستبداد بل على الاستعباد على أنها حالة فوق الجماهير و خارج التاريخ تماما مثل الدولة البرجوازية و السوق الرأسمالي اللذين يصوران على أنهما فوق تاريخيان و فوق طبقيان و بالنتيجة فوق واقعيان ذا محتوى و توصيف صوفي بعيد تماما عن الواقع يخضع لوصفة مفروضة سلفا تقوم على هيمنة النخب الاجتماعية و رأس المال العالمي مع حيز ما يتسع لنخب طائفية و دينية , تماما كما يستخدم البعض مفهوم حرية الأوطان بنفس الطريقة المعزولة عن الناس و عن الواقع بل التي تقوم على قهر الناس و استلابهم و قهرهم و يضعونه فوق التاريخ و الطبقات و فوق الناس ليصبح مثل كل المفاهيم و القيم النخبوية الفوقية حالة خاصة بالنخبة الحاكمة هنا بشكل حصري , من السخيف محاولة استخدام المفهوم الماركسي الديالكتيكي عن الانتقال الكمي إلى نوعي لتبرير إما الخضوع لسيطرة رأس المال العالمي أو لأنظمة ديكتاتورية بيروقراطية و فاسدة أي باختصار لتبرير استعباد الناس في كل الأحوال..إن المقصود بمرحلية الطريق أو التطور باتجاه الحرية عندما يتحدث عنه كل هؤلاء هو اعتبار سيطرة هذه القوة أو تلك , هذه النخبة أو تلك , مدخلا "ضروريا" لا يمكن تجاوزه نحو "الحرية" , في حقيقة الأمر إن المرحلية في التطور هي حقيقة تاريخية إنسانية لكنها لا تعني المراوحة في المكان و لا تعني المراهنة على قوى الماضي و تكريسه و تأبيده , إن القوة الحقيقية التي يمكنها تحقيق مثل هذا الانتقال النوعي من زنازين الاستبداد و الاستلاب سواء على مستوى الأفراد أو المجموعات إلى فضاء الحرية هي الجماهير نفسها و هي وحدها , فقط نضالها من أجل حريتها و من أجل نظام اقتصادي اجتماعي يقوم على العدالة و ليس على سيادة النخب أو الديكتاتوريات أو رأس المال العالمي..إن بداية الطريق نحو الحرية , حرية الأوطان أو الشعوب أو الطوائف , أي حرية البشر في واقع الأمر , يتحقق فقط عندما يصبح الناس مسؤولين عن حياتهم , لا عندما يجري تكريس و تأبيد وضعيتهم كعبيد مهما كان اسم السيد أو دينه أو طائفته أو قوميته , و كل شيء تجري ممارسته على الطريق الموصل إلى هذه البداية هو فقط نضال الجماهير في سبيل عالمها لا استكانتها و استسلامها لهيمنة القوى التي تحتكر تحديد مصيرها و تسيطر على نتاج عملها و حياتها بأسرها..ليست القضية هنا هو إفحام أحد ما أو فشة خلق بل المقصود هنا هو إطلاق حراك سياسي ثقافي اجتماعي مختلف يقوم على وعي ليس بجديد لكنه مهمش و مغيب و مقموع و ملاحق عن ماهية الأنا و ال"نحن" , أن نعمل على إعادة صياغة مفهوم ال"نحن" عن التعريف الذي تقدمه أنظمة كأنظمة بشار الأسد أو أحمدي نجاد , أو أنظمة الاعتدال أو النخب و القيادات الطائفية و الدينية و الاجتماعية و المالية , أو المارينز أو المحافظين الجدد و الليبراليين الجدد , أي باختصار كأبعد ما يكون عن كوننا عبيدا لهذه النخبة أو تلك , هذه "الزعامة أو تلك" , أن نعيد اكتشاف أنفسنا كبشر مستحقين للحرية لا كبشر جديرين بالعبودية , هذا يعني أن "نكتشف" وضعيتنا كقوة وحيدة قادرة , و راغبة , بتحقيق الحرية , لا حاجة لنا هنا أن نستعيد أي مفكر ثوري أو إنساني غربي أو حتى معاصر , يكفينا هنا على سبيل المثال دعوة الشيخ الصوفي بدر الدين الذي كان ابنا لأحد قضاة و أمراء جنود الدولة العثمانية الصاعدة يومها , لقد دعا الشيخ بدر الدين إلى المساواة في الأموال و الأمتعة و الأديان , و كان لا يفرق بين المسلم و غير المسلم في العقيدة فالناس إخوة مهما اختلفت عقائدهم و أديانهم , هذا هو التعريف الذي قدمه هذا الشيخ الثائر ابن المدرسة الصوفية لل"نحن" في القرن الخامس عشر و الذي كان مضمون ثورته على الدولة العثمانية قبل أن يتمكن منه السلطان العثماني محمد الأول و يقوم بإعدامه ليعيد الهيمنة من جديد للمفهوم السلطوي النخبوي لل"نحن" من جديد , المفهوم الذي يموت من خلاله الفقراء في حروب سيطرة و هيمنة الآخرين عليهم هم بالذات...........

مازن كم الماز





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتاب الاقتصاد الأناركي : بديل عن عالم في أزمة
- ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد
- من منشورات الأممية الموقفية situational international
- بعد توافق النخب و السلام بين الديكتاتوريات : نحو حرب الناس م ...
- الأناركية بقلم دانييل غورين
- مانيفيستو كو - ريتوس , من منشورات الأممية الموقفية
- التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية لميخائيل باكونين
- من أجل إعلام بديل , من أجل فن بديل , شعبي , جماهيري , يومي , ...
- بين بيروت الحريري و نصر الله..لا مكان للفقراء!!
- المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين
- لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس
- مجموعات المقاومة في مكان العمل
- اتتوقف الحرب بين الفقراء السنة و الشيعة , و لتبدأ ضد مستغليه ...
- المجتمع المدني أو المجتمع التشاركي لأندريه غروباتشيك
- بيان شيوعي أناركي أممي , يوم الأول من ايار
- الفرص المتساوية في التعليم لميخائيل باكونين
- عن إعدام ثلاثة سوريين في السعودية...نداء من أجل إدانة و إيقا ...
- على النظام أن يتنحى أو أن تتم تنحيته من قبل الجماهير.....
- وثائق ثورة أيار مايو 1968 في فرنسا ( 2 )
- بين حق السلطة في نهبنا و قتلنا و بين حقوقنا كبشر


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - نحو التغيير الذي يعني حرية الناس