أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - منهم رجال لايستحون !!















المزيد.....

منهم رجال لايستحون !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعض من علماء الدين تجدهم أصحاب سمت وصفات نبل وكرم وشجاعة يتحلون بها بين طلابهم وأهليهم ويكون لهم دور رائد في مجتمعاتهم التي يريدوا أن يعبروا بها من شاطئ التخلف إلي شاطئ العلم , ومن بر الظلام إلي بر النور , تراهم وكأنهم قادة وليسوا مقادين , تراهم زعماء سباقين في خدمة المجتمع والبحث عن سعادته , لايتمايزون بزي علي الجسد أو الرأس , فهم ليسوا بلابسين عمامة ولاطربوش , ولامتزيين بزي الجبة والقفطان , ولا خانقي الرأس بعقال أو حاسريه بشال أو عمامة , يلبسوا مايلبس الناس ويأكلوا مما يأكل الناس ومساكنهم ليست بمساكن تخالف سكن البسطاء في الفرش والغطاء والأثاث , يهتموا بأزمة رغيف الخبز , ويتألموا مع الناس لإنقطاع مياه الشرب , ويحزنوا لتلوث كوب الماء , ويتأففوا من المشهد المبكي لرغيف الخبز , وتحزنهم أشد الحزن حالات الفقر والمرض , فلا هم يتقعروا في الكلام ولايتفيهقوا في الحديث , ولاهم دائمي البحث عن آية , ولامفتشين في الذاكرة عن حديث يسعفهم ليسكتوا المجتمع , ولاهم للحاكم منافقين , ولا لأهل السلطة مداهنين , ولاتجدهم غائبين حيث يكون حاضر نص القانون , ولاحاضرين حيث تفتقد مشروعية الدستور والقانون , وليس همهم غطاء الرأس للمرأة , ولاتمويه لعقل الرجل , فلاهم ضربوا سلطة علي الجسد ولاهم فرضوا سلطة علي العقل , ولاهم بالذين إحتكروا الدين والأخلاق في قراءة متفردة متطرفة تنفي باقي القراءات الأخري , وكأن لسان حالهم يقول نحن مع الإنسان أياً كان الإنسان , نحن مع متطلباته الحياتية والضروية الإنسانية , لانبتغي إلا سعادة الإنسان في دنياه وتحقيق سعادته ورفاهيته فيها وشأن آخرته موكول إلي ربه وخالقه , إنهم لم يتقربوا لحاكم , ولم يتزلفوا إلي من هم في السلطة , ولم يتحصلوا علي أموال بالباطل شيدوا بها القصور والفلل والشاليهات , فهم إذا وجدتهم بين الناس لاتستطيع أن تفرقهم , فهم لم يضربوا علي وجوههم اللحي ولم يشدوا علي روؤسهم العمم , ولم يعرفوا لمايسمي بالشال طريقاً , فليس لهم زي يخالف الناس , ولاتجدهم يحملون مسابح ولايحرقون بخوراً في مباخر الحكام والملوك والأمراء والسلاطين , ولم يدعوا لحاكم علي منابرهم , ولم يدعوا علي من خالفه في سياساته , ولم يطلبوا جلده ورجمه !!
لم يذهبوا إلي صناديق الإستفتاءات المزورة للإدلاء بشهادة هي ضد المجتمع ولصالح الحاكم , ولم يدعوا الناس لذلك .
ولكن هناك علماء بالدين أرادوا لأنفسهم أن يكونوا رجاله وأن يكون الدين مطية لهم يمتطوها حيثما شاؤا وأينما أرادوا , حتي أصبح الدين حرفة من لاحرفة له , وعلم من لاعلم له , وصنعة لمن أرادوا لأنفسهم الراحة والدعة علي حساب الناس , فكان الدين سبباً من أسباب المغانم , وتجارة رابحة تدوم بلا إنقطاع وتصب خيراتها في حجور من جعلوا من أنفسهم رجاله .
وإذا كان هذا هو الحال مع الأفراد , فهاهو نفس الحال مع الأنظمة والحكومات , فجعلت الحكومات له وزارات تتبعها هيئات ومؤسسات , وكأن الإيمان لابد له من رقباء ويتحتم علي صيانته وجود الأوصياء , وكأن الناس في فهم الإيمان مازالوا قاصرين , وعن تفهمهم له مازالوا معتوهين أو سفهاء , ومن يخالف دين الدولة يصبح من المجانين , فكانت القاعدة الأزلية أن الناس علي دين ملوكهم وأمرائهم , أوسلاطينهم و رؤسائهم , ومن خالفهم في الدين توجبت عليه اللعنة , وفرضت عليه القتلة , فكان إما أن يعيش ذليلاً مهاناً كسيراً , أو يموت مكبوتاً محسوراً , فلا ينطق بما يعتقد من إيمان لأن إيمانه يخالف إيمان الحاكم ومحكوميه , ولايمكن أن تكون له عادات أو تقاليد ظاهرة , لأن ظاهرها باانسبة له يكون كالعار والشنار , فإما أن يدين بدين الملك أو الرئيس أو السلطان أو الأمير , وإما أن يكون من المخالفين الخارجين عن الإيمان , ويصبح من الهالكين الذين هم في نهاية الأمر من الكافرين .
ولما تعددت الأديان فكان أن تعدد معها ألوان التكفير , وتعددت أسباب التلعين وتناكر أتباع الإيمان بالأديان , وتكاثرت أشكال التمايز والإختلاف بداية من المعرفة بالخالق ونهاية بالزي والشكل والسمت فكانت أماكن العبادة مختلفة , وزي رجال الدين مختلف , وأتباع كل دين لهم شارات وعلامات , حتي وصلت مظاهر التدين إلي المنازل والبيوتات , وأماكن العمل ووسائل المواصلات , وياليت الأمر يقف عند أمر الأديان والإيمان المتعلق بها , وإنما تعلق الأمر بأتباع الدين الواحد , فأصبح الدين الواحد ينقسم إلي عدة أديان موزعة بين الإيمان الذي عرفه رجال دين الفرق والمذاهب والملل والنحل داخل كل دين , حتي أصبح هناك رجال دين لكل مذهب وطريقة فكان أن تزايد الإختلاف وتكاثر التنافر وتعددت الإيمانات , وكأن الدين الواحد أصبح يحتوي عدة أديان بداخله , وتحول الأمر الديني والإيماني إلي فوضي دينية وفوضي إيمانية , وهذا تلحظه في الفضائيات والإذاعات والصحف والجرائد والمجلات , حيث يوجد رجال دين لهم آراء وأفكار وتصورات تخالف الآخرين ليس من أتباع الدين الآخر , ولكن من داخل أنصار وأتباع الدين الواحد , ولما لا ؟!!
فالدين أصبح له مدارس ومعاهد عليا وجامعات تدرس فرقه ومذاهبه , بل وتدرس مقارنة الأديان وتجري صراعاً بين محاسن دين في مسألة ومساوئه في مسائل أخري علي أسس من إمتلاك الحقيقة المطلقة , وأدوات الإجابات الجاهزة لكل المسائل التي تطرح والتي سيتم طرحها في المستقبل , وتم التزاوج بين الدين والعلم , والدين والطب , والدين والكيمياء , والدين والفيزياء , والدين والفلك , بل والدين والحضارة بكافة معانيها , تمهيداً للوصول إلي الدين والسياسة , حيث يكون الوصول إلي الدولة الدينية أمراً ميسوراً ليتم تشكيل الحكومة الدينية , وتنبني جميع الأمور علي قاعدة الوصاية الدينية في الحلال والحرام , وتسهيل طرائق الجنة , وتصعيب طرائق النار في المراقبة لقلوب الناس والتفتيش في ضمائرهم والبحث في نواياهم حتي يستكمل المصلحة السياسية والدنيوية حلقاتها وتسقط دائماً أشجار التفاح ثمارها في حجور أصحاب المصلحة الذين هم في الغالب الأعم رجال السلطة المحتمين بتفسيرات وتبريرات رجال الدين في التأسيس للحرام والحلال والجنة والنار وإستبعادهم لمصالح الناس المسلوبة أو المؤجلة للآخرة حيث يكون يوم الحساب !!
ومع ذلك تستمر الوصايات إنتظاراً ليوم الحساب , وتبقي في النهاية سلطة مرفوعة علي رقاب الناس تبدأ بالأمر بإتباع الحلال وتنتهي بالإمتناع عن المحرمات , وتنتهي بقتل المخالف للأمر والنهي وتتكرر المأساة , أو كما قال فولتير : إن الذى يقول لك اليوم لا تفعل هذا وإلاَّ لعنك الله ، سوف يقول لك غداً لا تفعل هذا وإلا قتلتك !!
والقتل دائماً ليس بسبب مخالفة الدين , ولكن بسبب تنازع المصلحة , وفي هذه الحالة لايختلف القتل , سواء كان من رجال الدين أو من رجال السلطة المحتمين بتفسيرات وأراء وتصورات رجال الدين !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف المآذن .. مرآة عالمنا العربي ... شهادة
- 25 مايو : ذكري الأربعاء الأسود
- 4 مايو: تحية للمضربين : ولكن من هم ؟!!
- 1مايو
- بين جاهلية الإخوان وقبلية المعارضة السياسية واستبداد النظام ...
- التمييز الديني
- علي خلفية الإعتقالات والمحاكمات : الإنفجار قادم
- حماس ومحاكمات الإخوان
- جورج إسحاق
- نقابة الصحافيين : هل هي حصن الحريات ؟!!
- فهميدا ميرزا
- حصار غزة : دراسة في المسألة
- كفاية : إلي أحمد الجار الله : ماشأنك بمصر الشعب ؟
- قرار البرلمان الأوروبي : هل هو ضد الشعب المصري ؟
- إختطاف الكرامة : مصر لن تموت !!
- اللامنتمي هو الوطن : والإنتماء للكرامة !!
- والقتل جزاء التبرج : والمرأة ليست بهيمة !!
- إيهود أولمرت , وإيهود باراك : كرامة مصر أم كرامة النظام ؟!!
- عام جديد
- رجال الدين : إفعلوا ولاحرج !!


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - منهم رجال لايستحون !!