أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - أسعار النفط !!














المزيد.....

أسعار النفط !!


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2297 - 2008 / 5 / 30 - 10:40
المحور: المجتمع المدني
    


كنت في قاعة امتحانية قبل أيام أراقب طلبتي المنهمكين في الإجابة حين رفع أحدهم عينيه عن دفتره ونظر إلى المروحة السقفية، صينية الصنع، التي لا تحرّك إلا القليل من الهواء في حر آيار الخانق.. الهواء الذي لا يصل منه شيء إلى الوجوه المبللة بالعرق.. هذا الطالب نقل عينيه من المروحة وحدق بي وراح يمسح عرقه بردن قميصه.. وسأل فجأة؛ أستاذ، كم صار سعر برميل النفط؟. ألا نستحق في كل صف جهاز مكيف، لسنا دولة فقيرة؟!.
كانت السلطة أو القوة، في العهود القديمة، تتمثل في القدرات العسكرية، وبعد الثورة الصناعية انتقلت السلطة إلى جهة الاقتصاد، وغدت الدول التي تمتلك الثروات الكبيرة هي التي تتحكم بمسار حركة العالم، غير أن المسألة كما يرى كثر من المختصين، ومنهم آلفين توفلر، قد تغيرت اليوم حيث صارت السلطة أو القوة تتجسد في المعرفة. ومَنْ تحت تصرفه المعلومات ووسائل الاتصال والإعلام بات هو الأسرع والأقوى. ولكن في الحالات كلها لا يمكن أن نتكلم عن قوة أو سلطة أو قدرة على التحكم من غير توفر الثروة الاقتصادية. فالبنية الاقتصادية القوية هي التي تضمن قوة العسكر وتفتح قنوات لا تحصى لتدفق المعلومات وخلق مجتمع المعرفة. ومناسبة هذا الكلام هو الزيادات غير المسبوقة في أسعار النفط التي قد تصل مع نهاية العام، أو تتجاوز عتبة الـ 150 دولاراً للبرميل الواحد، ومن المحتمل أن تصل إلى 200 دولار في غضون سنة. وها هو الكاتب الأميركي توماس فريدمان يحذر، في مقال له منشور في صحيفة الشرق الأوسط، من انتقال مراكز القوة إلى الدول المنتجة والمصدرة للنفط، قائلا أن القوة سوف تتبع الثروة، ويأتي بمثال هو شهادة خبير الطاقة ( غال لوفت ) أمام الكونغرس إذ يقول؛ "مع وصول أسعار النفط إلى 200 دولار فإنه يمكن لدول أوبك شراء بنك أميركا بعائدات شهر واحد، وشراء شركة آبل للكومبيوتر بعائدات أسبوع واحد، وشراء شركة جنرال موتورز بعائدات ثلاثة أيام". وما يتعلق بالعراق الذي يمتلك ثاني احتياطي للبترول في العالم فثمة تصريحات رسمية تشير إلى رقم مائة مليار دولار أو أكثر كدخل قومي متوقع للعام الحالي وهذه ثروة كبيرة لاشك، لا يمكن أن تتحول إلى قوة اقتصادية حقيقية منتجة على الأرض وحالة ازدهار ورفاهية إلا باتباع سياسات اقتصادية فعالة واستثمار عقلاني لمواردنا كافة، البشرية منها والمادية والمعرفية.
الأرقام المجردة على صفحات الجرائد، وفي نشرات الأخبار في الإذاعات وعلى القنوات الفضائية، وتصريحات المسؤولين الملتهبة لا تهم الإنسان البسيط ، وأحياناً لا يصدقها ويشكك بالوعود البراقة التي تخبره أن حالته المعاشية ستتغير قريباً.. ما يهمه حقاً هو ما يراه بأم عينيه ويلمسه بأصابعه.. وما يرغب فيه بقوة هو الحصول على عمل شريف ذي أجر مجز ليلبي حاجاته وحاجات عائلته ويعوّض عن سنوات الفاقة والجوع والحرمان الطويلة.. ما يفكر به هو أن يحظى بكهرباء مستمرة ومياه كافية صالحة للشرب وشوارع نظيفة مضاءة ليلاً وخدمات اتصالات وصحة وتربية وتعليم وإعلام وثقافة تشعره أنه يعيش في القرن الواحد والعشرين وليس في القرن التاسع عشر. والآن لدينا فرصة قد لا تتكرر لنبني عراقاً جديداً على أرض الواقع وليس في الخيال. عراقاً نفتخر بعلمه وثقافته وإبداعه ومؤسساته وإنتاجه في الصناعة والزراعة، ونتجول في مدنه العامرة من غير خوف أو تردد.
أظن أن الدولة القوية التي يمكنها أن تتبوأ مكانتها بين الدول وتستمر هي التي ترضي مواطنيها، وتضمن لهم حياة كريمة ومستقرة. وأظن أن من سيفوزون بثقة الشعب العراقي في نهاية المطاف هم أولئك الذين يمتلكون برامج واقعية وطموحة وتدخل حيز التطبيق وتحقق تحوّلاً عميقاً في وضعنا الحالي الذي لا يسر. ويقدرون على الإجابة المقنعة والعملية عن أسئلة المواطنين الاعتياديين، من أمثال ذلك الطالب الذي يمتحن في قاعة ساخنة، في دولة نفطية غنية مجازاً، ويعبّر عن حاجته في صيغة سؤال مشروع..



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الصورة.. ثقافة المشاهدة
- المثقفون وفوبيا الحرية
- صورة المثقف مخذولاً وضحية
- إذا ما غابت الثقة
- ماركس الحالم.. ماركس العالم
- فتاة في المطر
- حواف الإيدز، أو؛ خالد في الصحراء
- ماريو بارغاس يوسا في؛ ( رسائل إلى روائي شاب )
- شبح ماركس
- أخلاقيات الحوار
- حواف الإيدز؛ أو خالد في الصحراء
- الإعلام القاتل
- ضد ماركس
- كلام في الحب
- هنتنغتون وفوكوياما ومسار التاريخ
- المثقف ومعادلة السلطة المعرفة
- فقدان حس الحاضر
- موضوعة -السأم- في الأدب الروائي
- أفواه الزمن؛ هذا الكتاب الساحر
- شتائم ملوّنة


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - أسعار النفط !!