أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - الكرد والآخر: دعوة لإعادة قراءة العلاقة بغرض التفاعل الإيجابي المتبادل














المزيد.....

الكرد والآخر: دعوة لإعادة قراءة العلاقة بغرض التفاعل الإيجابي المتبادل


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 713 - 2004 / 1 / 14 - 03:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 "لو وضعنا اصبعنا المغموسة بالعسل في أفواه الآخرين لقالوا: كم هو مرُّ!!" (مثل كردي)

أجزم أنه من حق الكردي، وهو يضع خطواته الأولى كغيره من ابناء المعمورة على عتبة الألفية الثالثة، أن يراجع حساباته، بخصوص علاقته مع الآخر، ما الذي قدمه، ويقدمه لهذا الآخر.. وكيف ينظر إليه الآخر أيضاً؟

وحقاً، لو أن حكم الكردي على صنوه الآخر بدأ من هذه النقطة، تحديداً، وجعلها مقياساً لتعامله مع من حوله لأعاد النظر في كثير من القضايا، لئلا ينظر إليه بعد الآن كمحض "كبش فداء" لا أكثر ..

لست مضطراً لألجأ إلى الكثير من الأدلة الساطعة في التاريخ للتأكيد أن الكرد أحد الشعوب النادرة عبر التاريخ التي أعطت لغيرها أكثر مما أعطته لنفسها، بل انها تجاهلت نفسها كرمى لغيرها، حيث أشيدت أمجاد حضارات تُطوَّب الآن باسم شعوب أخرى، وكان لها القسط الكافي في رفع دعاماتها من دمها، وحياتها، بل وعلى حساب ملامحها، كما فعل الكرد تماماً في حمأة الانبهار بالدين الاسلامي من أجل سواهم، ذلك لأن الامثلة أكثر من أن تذكر، إن لم أقل إن وجود الكرد ضمن معادلة الاسلام والعلاقة بالآخر، هو نفسه المثال الساطع بهذا الصدد .. المثل الساطع في التماهي مع الآخر، والمجازفة بخصوصية الذات تماماً.

ولا أدري حقيقة لِم يجحد الآخر حقوق هذا الإنسان، على هذا النحو، إذ أننا نجد - الآخر - الذي يبكي قضيته، ويستقتل من أجلها - وهو محق في ذلك تماماً - يحرّم على الكردي، وينكر عليه التفكير بقضيته هو الآخر، وليت مثل هذه الموقف قد بدر من شوفينيين، فحسب، لكن الأمر يدعو إلى الذهول عندما يبدر الأمر من أناس يدعون الى العلمانية، ويدّعون التقدمية، والدفاع عن حقوق الانسان، ولعلي قد رددت ذات مرة على أحدهم من هذا الضرب ممن قال ما معناه - على صفحات إحدى المجلات المحلية - "إن أصل الأكراد عربي .."!! وكان في رأيه نفسه ردٌّ - فاحمٌ - عليه.

وحقاً، يضطر أحدنا في بعض الأحيان لمراجعة بعض مواقفه، فأنا على سبيل المثال كتبت جزءاً لا بأس به من - نتاجي - عن انتفاضتي فلسطين: الأولى والثانية من خلال واجب إنساني، أُممي .. وأنا الكرديّ، بيد أنني بعد أن رثيت أحد شهداء الانتفاضة، ذهُلت حقاً حين علمت أن اسم شقيقه: صدام!!؛ تيمناً ببطل قادسية العرب وأم المعارك، .. وشطحت بي الذاكرة ذات يومٍ وأنا أراقب عبر وسائل الإعلام كغيري من الكرد وابناء الشعوب الحرة ما يجري من بطش وحصار صهيوني جائر للأهل في الأرض المحتلة، بل وقصف - مقر عرفات - وقتل حرسه الشخصي بأبشع صورة تقشعر لها الأبدان، وارتكاب المجزرة اللاإنسانية تلو الأخرى بحق الفلسطينيين، الأمر الذي أوخز ضميرنا، فلم تهدأ لأحدنا حال أمام هول ما جرى، لدرجة أنني شخصياً أسهمت في الإشراف على جمع 3200 توقيع لمثقفين جزريين أكثرهم أكراد. أجل، لقد قارنت ما جرى لي ولغيري من الكرد، بما فعله أخوتنا الفلسطينيون أثناء محنة الكرد في حلبجة، إذ لم يرف لأحد منهم جفن بل إن قائده عرفات بالذات - والذي يعرف تماماً منذ صلاح الدين وإلى جنين - كم كردياً استشهد من أجل تراب فلسطين. إن هذا القائد الفذّ نفسه كرّم الطاغية وأسبغ عليه النعوت الزائفة، منطلقاً بذلك من مصلحة آنية، موقوتة .. تبين له - ولغيره - خطأها، بكل أسف ..!!، وهذا ما جعلني أسترسل أمام تصريح - الشيخ أحمد ياسين - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - الذي شبه كردستان العراق بإسرائيل ثانية، كبعض غلاة الشوفينيين العرب .. تماماً!!

عندما أقول مثل هذا الكلام، فانني أنطلق من أنني كنت وما أزال واحداً من الكرد الذين عادَوا التطبيع مع العدو الصهيوني، وكرّسوا جزءاً من نتاجهم ضد التطبيع بأشكاله مع هذا العدو، ناهيك عن تفاصيل أخرى لا مجال لذكرها هنا، كلها تؤكد ما أسميه: "الوفاء أو الاخوة" من طرفٍ واحد ..! بيد أن مثل موقفي هذا، وموقف سواي من الكرد، ليفرض على - الآخر - بدوره أن يعيد هو الآخر النظر في سلوكيته، ورؤاه، ويتخلص من قدسية الذات، وتأليهها، لا سيما من قبل هؤلاء الذين يناقشون، ويحللون أي قضية انطلاقاً من فهم علماني متقدم، ولا أريد ان أعمم حكمي هنا، لأنني أستطيع في الوقت نفسه الاستشهاد بأسماء تنتمي الى هذا - الآخر - لكنها تنظر إلى الأمر بما يرضي الضمير وبما يفرضه عليها الواجب الانساني وما اسم إسماعيل بيشكجي - الكاتب التركي المعروف - إلا واحد من هؤلاء.

ما دعاني للكتابة بهذه الطريقة - عبر هذه الوقفة - هو ما قرأته للسيد عبد الرزاق عيد والسيدة ناديا خوست من آراء تدعو إلى الأسف في ما يخص موقفهما من الكرد، وسأفرد للحديث عن كل منهما مقالاً خاصاً، أو أكثر، يحدوني إلى ذلك دافع إنقاذ أقلام لها "خصوصيتها" من مزالق وأوحال الشوفينية، والجحود، والتنكر للآخر .. ومحاورتهما، بغرض تمييز الخيط الأبيض من الأسود، وفضح الزيف والاستعلاء. ولنا عودة ..



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الإبداع
- فلسفة الخطأ
- نوستالجيا إسلامية بسبب الموقف من القضية الكردية
- نصوص - قصص طويلة جداً
- المثقف والسلطة ثنائية الوئام والتناحر - الاستعلاء علي المثقف ...
- أزمة العقل العربي -دلالة الموقف من الدكتاتور أنموذجا
- خاطرة بين المسافات - دليل العاثر إلي برج الناشر
- مدائح البياض
- غيوم ابو للينير بين نهر السين ونهر الحب - شاعر فرنسي..المرأة ...
- أضواء - استرخاص الألقاب
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة المنسي - غواية المدن في اصطياد شاع ...
- ثقافة الفرد لا تتناسخ مع الثقافة العامة - المثقف والسلطة.. ث ...
- مئوية الشاعر الكردي جكرخوين - تجول في الفيافي مع الرعاة ليكت ...
- بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسي- 2/2
- في ذكرى رحيله : بلند الحيدري رائد الحداثة الشعرية المنسى 12
- لصوص قانونيون في دوائرنا ومؤسساتنا باسم : لجان المشتريات! نه ...
- هيمنة الانترنت تطفئ جذوة الايحاء ومنظمة اليونسكو تقرع الأجرا ...
- استنطاق الحيوان كشكل للدلالة علي تازم العلاقة بين المثقف وال ...
- الحوار المتمدن دعوة جادة إلى حوار جاد


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم اليوسف - الكرد والآخر: دعوة لإعادة قراءة العلاقة بغرض التفاعل الإيجابي المتبادل