أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - الانتداب يعود لفلسطين














المزيد.....

الانتداب يعود لفلسطين


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 135 - 2002 / 5 / 19 - 08:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    





بعد خراب غير مسبوق، انتهى العدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية بصفقة لتحرير الرئيس عرفات من الحصار. لم يطعم عرفات الشهادة كما تمنى، بل بقي حياً كما اراد له شارون. ولكن ثمن تحرير الرئيس لم يدفعه اعضاء الجبهة الشعبية وحدهم، فهؤلاء سيبقون في الاسر الفلسطيني لان اسرائيل ليست بحاجة لهم. من اذن سيدفع الثمن الاكبر؟ ولماذا وافق شارون على تحرير عرفات بعد ان توعد بطرده والقاء القبض على قاتلي الوزير زئيفي؟

الصفقة هي جزء من الرؤية السياسية الاسرائيلية التي تتقاطع في اكثر من نقطة مع المبادرة السعودية. ومن يقول ان شارون يفتقد الافق السياسي يكذب على نفسه قبل ان يكذب على الشعب. شارون يعمل حسب رؤية سياسية استراتيجية، وقد جاء عدوانه لفرض هذه الرؤية على الطرف الفلسطيني. ويبدو ان الطرف الفلسطيني بدأ يفهم المطلوب منه.

لقد افرغ شارون السلطة من مضمونها بعد ان دمر جهازها المدني والامني، واليوم يعمل على ادخال طرف ثالث، قوات دولية، لتحمل المسؤولية الامنية والادارية عن الضفة الغربية بدل السلطة الفلسطينية التي من المحتمل ان تكون شريكة في العملية، دون ان تكون المرجعية الاولى للحكم. حسب المعادلة الجديدة، سيكون عرفات حرا في التنقل اينما اراد، ولكن اذا اراد ان يحكم فعليه ان يستقر في غزة التي استثنيت عمدا من العدوان، ولم يتم المس بنفوذ السلطة الفلسطينية الامني والسياسي فيها.

ان ادخال قوات بريطانية وامريكية لمراقبة تنفيذ الحكم الصادر بحق خلية الجبهة الشعبية، هو عبارة عن ادخال موطئ قدم للقوات الدولية. اشارات اخرى على التحضير لاخضاع المناطق الفلسطينية للوصاية الاجنبية، واضحة في الحضور المكثف للامم المتحدة التي تبدي اهتمامها هذه الايام بما حدث في مخيم جنين، وفي وصول منظمات غير حكومية اجنبية تحت مراقبة البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، بهدف اعادة اعمار البنية التحتية.

وتأتي المبادرة السعودية لتسهيل هذه المهمة، ليس انقاذا للفلسطينيين من الاحتلال بل انقاذا للسياسة الامريكية التي دخلت الى مأزق وقلبت عليها الشعوب العربية من المحيط الى الخليج. من يريد ان يفهم المضمون الحقيقي لهذه المبادرة التي تبينت كمؤامرة، ان يدقق فيما قاله وزير الخارجية السعودية لصحيفة "الشرق الاوسط" (28/4) اثناء زيارة ولي العهد السعودي لامريكا: "نحن الآن نريد قوات دولية لحماية الفلسطينيين وتثبيت الامن على غرار ما حدث في البلقان".

اذن، فقد اتفقت كل الاطراف، الامريكية والاوروبية والعربية والامم المتحدة، مع شارون على عقد مؤتمر مدريد 2 الذي سيبت في الموضوع ويشكل المرجعية الاولى لفرض الوصاية الاجنبية على الضفة الغربية.

ما ينتظر الشعب الفلسطيني بعد كل التضحيات التي قدمها، ليس الاستقلال والعودة والقدس كما وعدته سلطته، بل احتلال اجنبي سيفرض عليه تحت غطاء الحماية الدولية، على مثال ما حدث في كوسوفو.

في الوضع الجديد سيخضع الشعب الفلسطيني الى ثلاثة انواع من الاحتلال: الحياة المدنية ستديرها السلطة الفلسطينية بنفس النهج الفاسد والقمعي الذي لا تعرف سواه؛ اسرائيل ستحافظ على قواتها في مناطق عازلة لحماية المستوطنات، وتواصل بذلك الحصار على المناطق الفلسطينية؛ اما المسؤولية الامنية فستتولاها قوات دولية، بعد ان فشلت السلطة ليس في حماية الامن الفلسطيني بل الاسرائيلي. رؤية شارون لحل طويل الامد بدأت شيئا فشيئا تتحقق وتحصل على شرعية دولية. اما تصريحات بوش بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية فليس سوى تمويه على المخطط الحقيقي، وهو اعادة الانتداب لفلسطين.

الانتداب الذي كان المفروض ان ينتهي عام 1948 بقرار التقسيم الذي منح اليهود دولة في قسم من فلسطين، يعود اليوم بعد ان حققت الصهيونية مآربها بالتفوق الاستراتيجي، وابتلعت كامل فلسطين التاريخية، وأبقت الشعب الفلسطيني دون حل، مشتتا ومحتلا. وليس المطلوب من الانتداب الجديد تطبيق قرار التقسيم الذي يقر باقامة الدولة الفلسطينية، بل دوره ان يمنع تطبيق هذا القرار ويؤجله لاجل غير مسمى.

لقد اخطأ الشعب الفلسطيني عندما ايّد اتفاق اوسلو، واخطأ عندما وافق على التعايش مع هذه القيادة الفاسدة المتآمرة، واخطأ مرة ثالثة عندما خاض المعركة الانتحارية الراهنة دون ان يكون له سند عربي ودولي حقيقي. الانتداب الجديد ليس سوى ثمرة كل هذه الاخطاء.

يقيننا ان تحقيق الحرية لشعبنا سيتطلب اولا استخلاص عبر الماضي ومراجعة النهج السياسي والاسلوب الكفاحي. دون اجراء مراجعة شاملة، واعادة بناء حقيقية للبرنامج والقيادة، وتبني رأي اممي شامل بدل الانغلاق القومي والديني، فلن يكون ممكنا خوض معركة حقيقية ومتواصلة لدحر الاحتلال. من يعد الشعب بالاستقلال والقدس وهزيمة اسرائيل القريبة، دون ان يقوم بهذه المهمة الملحّة، فانه يضلل نفسه قبل ان يخدع شعبه.


Al sabar 152 May 2002



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - الانتداب يعود لفلسطين