|
نيجيرفان البارزاني والعمة(بوره مه نيج)
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 00:23
المحور:
سيرة ذاتية
كالعادة عندما اعود اسلٍم على جارتنا العجوزة الوحيدة (بوره مه نيج)، اليوم و على غير عادتها نادتني ، وتمنيت ان تطلب مني اي شيء لاساعدها فتعرجت اليها انا لاتكلم معها لهينة و اسير في دربي،و لكن عندما تكلمنا و سالتني عن هموم الناس و الوضع العام فجلست بجانبها و انا انظر الى تجاعيد وجهها التعبان من مشاكل الحياة و ما عانتها و ضحت من اجل هذه البقعة من الارض، كوردستان العراق،و فدت بابناءها الشهداء في هذا الطريق و انا اعلم كيف عيَشتهم و قدمتهم فداءا للوطن و الحرية و لازالت وجهها منورا بشوشا محبا للجميع نظيفة الداخل و حنونة ، وانت تحب ان تتكلم معها باستمرار ، و الغريب انها لا تقبل الاعانة من احد و تعتبرها الشفقة التي تكرهها و تردد مع نفسها دائما من كان اما لهولاء الابطال لا تقبل الشفقة من احد. وتعيش لحد اليوم على نشاطها و عملها الدائم من دون ان تنتظر من احد ان يمنَ عليها ، قدمت لي عصيرا ،احسست انه اعذب ما شربته في حياتي و طالت الجلسة.استسمحتني و قالت يا ابني هل لي ان اسالك بالله عليك ان تجاوبني بكل صراحة ما يشاع هذه الايام من اقوال القادة وتصريحاتهم، فقات مثل ماذا يا عمتي الحبيبة (بوره مه نيج) ،قالت سمعت ان رئيس الوزراء نيجيرفان البارزاني نعتنا نحن الشعب الكوردي بالكسالى و قال الآخر لبعضنا و خاصة انتم اصحاب الاقلام، الكلاب. فتنهدت و تربعت في مكاني و قلت لها يا العزيزة النشطة المتعبة في حياتك لا يمكن ان اكذب معك ، انا سمعت الكثير و لكن اود ان اشرح لك ماذا يعنون هؤلاء القادة بهذه التصريحات، و كل تفكيري ان ابرر لها ما صرحت به رئيس وزراء الاقليم باعالي صوته ، لكي لا تندب حظها و تتياس من حالها و وضعها و ما قدمتها للبقعة التي يتراسها من ينعت شعبها بالكلام البذيء الذي لا يمكن ان يغتفر، فقلت ان القادة لا يعنون ما يتكلمون امثالك المضحية النشطة المعتمدة على نفسها،انت ملائكة الله على الارض و رغم سنك فها انت لحد اليوم نشطة شغولة، تعيشين بعرق جبينك لا تعتمدين الا على نفسك الطاهرة، انما ما قصدهم السيد رئيس وزراء اقليم كوردستان هو العاملين و المسؤلين و القادة امثاله هو، لانه وصل الى ما هو عليه اليوم و هو بعمر ابنك الشهيد الصغير منهم بدماء ابناءك و امثالهم، وهو يعيش ومن معه في بذخ و ابهة لا يعرفها الا الله و زبانيته، فابتسمت (بوره مه نيج) و كأن الروح عادت الى جسدي انا ، وسالت ثانية وهل صحيح ما يقال على لسلن رئيس جمهورية العراق عنكم انتم(الي تكتبون كلام جرايد)بانكم تنبحون كالكلاب في ليل قمري، فقلت آه يا عمة لا تهتمي بما يقال عنا فنحن لنا اليد و القلم فنجيب ، واهم شيء هو ان يحترمون انتم المضحين و يخدمون انتم في هذه الحياة و ما وصلت اليها كوردستان العراق ذات الثروات الهائلة التي تدرُ على السلطة و المتنفذين اموال طائلة و لو استخدمت بعدالة و شفافية و بعيدا عن الفساد الستشري الذي نحن فيه الآن، لعاش الجميع و خاصة من امثالكم المسنين و المضحين ما تبقى من سنين عمركم برفاه و انتم تستحقون ذلك. فصفًنت و كانها تذكرت شيئا ، ثم بادرت الى السؤال اخبرني يا ابني بالله عليك هل صحيح اننا نصدٍر النفط الاسود بالشاحنات و الصهاريج الى ايران و يباع اليهم بثمن بخس ، ولا يعلم احد الى اين تذهب وارداتها ، وهل صحيح ان ميزانية حكومة الاقليم كما يتكلم العالم بهذه الضخامة، ولكن على الرغم من ذلك تغدر بنا حكومة بغداد في حقنا من هذه الواردات ، ويتكلم مسؤولونا عن اسعار النفط الخيالية في اسواق العالم ولكن الفساد في بغداد واقليم كوردستان يبلع الكل ، اجبني يا ابني فليساعدك الله و فهمني عما يجري، و توقفت عن الكلام ومن ثم بعد التأفف و التنهيد قالت؛ لو احد ابنائي لم يستشهد لكان اليوم مسؤولا كهؤلاء الذين ينعتوننا بالكسالى و الكلاب و لكن رحمة الله عليهم كانوا شهما و أوفياء و مناضلين و فدوا بانفسهم و ارواحهم من اجل هذا الوطن و الشعب،و ادرك قائلا اقول لك يا ايني هؤلاء المسؤولين كانوا ايضا يحملون نفس الصفات الحسنة و لكن اليوم تغيروا و الحق يقال معيشة المدن ليست كما كنا في الجبال ، ثم قالت اتعبتك يا ابني بكلامي و عتابي و ارجو الا يكون ما اسمعه من الناس صحيحا عما يتفوه به القادة الكبار و ما يشاع عن حياتهم و تصرفاتهم و املاكهم التي لا يقدًر بثمن على حساب هذا الشعب المسكين، ولكن بالله عليك يا ابني ، سمعت انت تكتب ، فاكتب عما تراه فنحن لسنا كسالى و لا كلاب ، وانت تشاهدني بام عينيك انا العجوز كيف اعيش و اجتهد على الرغم ما ضحيت و افديت بابنائي فداءا لهذا الوطن العزيز و وصلت الى هذه الحال و انا اعتمد على نفسي و لا انتظر منة من احد، فوعدتها و كتبت ما تحاورنا و وفيت بوعدي.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما الحل الجذري للمسالة العراقية؟
-
اقليم كوردستان العراق....الى اين؟
-
هل حرية العراق تنتج قيادة مسؤولة؟
-
الراي العام في كردستان العراق
-
العمل الطليعي المطلوب في العراق
-
المواقف السياسية المتناقضة في العراق
-
هل التغيرات الحاصلة من مصلحة الشعب
-
الحرية وعلاقتها بمسؤولية الفرد في المجتمع العراقي
-
الإتحاد يفرض الارادة
-
ماذا بعد،في كردستان العراق
-
اقليم كردستان العراق والمجتمع المدني
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|