أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد حسنين الحسنية - دوحة ترحيل المشاكل للغد














المزيد.....

دوحة ترحيل المشاكل للغد


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إذا كنت كمصري ، ليس لي الحق في التعليق على الشأن اللبناني الداخلي ، و لكن لي الحق كمواطن يعيش في هذا العالم ، على إستخدام المثال اللبناني الداخلي لشرح وجهة نظر معينة ، تحتاجها مصر .
الملاحظ إن هناك إرتياح - شبه عام - أقليمي ، و لبناني داخلي ، لإنتخاب مشيال سليمان رئيس للجمهورية ، و شخصياً ليس لي أي تعليق على شخص الرئيس اللبناني ، فخطابه الأول كان مثال للخطاب المتوازن الموزون بعناية فائقة ، و لكن تعليقي هو على الظروف التي إنتخب فيها .
ما أراه إن ديجول اللبناني ، أو سعد زغلول اللبناني ، لم يتول الحكم بعد ، أو على الاقل هكذا يبدو الأمر ، فالرئيس الجديد جاء بناء على توافق بين أطراف لبنانية ، كلها لها ارتباطات خارجية قوية ، غير منكرة ، و أهدافها و سياساتها - الداخلية و الخارجية - بالتالي مرتبطة بالقوى التي ترتبط بها ، و حكم ذلك التوافق صيغة لا غالب و لا مغلوب ، و هي صغية كانت وليدة غياب الصوت اللبناني الحقيقي ، و أعني لبنان الذي لا يقبل أن يكون ساحة خلفية لأحد .
لقد كان بإمكان ميشال عون أن يكون هو ديجول لبنان المعاصر ، ففيه توافرت - في الماضي - كافة الشروط المطلوبة في زعامة لبنانية أصيلة ، و لكنه آثر أن ينحى منحى الأخرين ، متعجلاً الوصول لسدة الرئاسة ، و التي أفلتت منه ، و التي كان بالإمكان أن يكون هو شاغلها اليوم لو كان آثر الوقوف مع عموم الشعب اللبناني ، وفضل الصبر على التسرع ، و الحيادية و الإستقلالية على التحالفات الطائفية و الحزبية ، التي لها إرتباطات بخارج لبنان .
لبنان إذاً لم ينضج بعد سياسيا ، مثله في ذلك مثل أغلب دول المنطقة ، رغم ما يبدو عليه من حداثة و عصرنة ، فصيغة لا غالب و لا مغلوب ، التي خرج لنا بها عمرو موسى ، ليست إلا عرض أخر لأحد الأمراض التي أبتليت به منطقتنا ، و أعني مرض عدم الحسم ، و دفع كل مشكلة ، للأمام ، مع سابقتها من المشاكل ، فهكذا الحال في المشكلة الفلسطينية المزمنة ، و في كل المشاكل الإقليمية ، و معظم المشاكل المحلية ، بكل بلاد المنطقة الناطقة بالعربية .
لقد كان بإمكان لبنان أن يخرج من تلك الحلقة المفرغة المزمنة و المؤلمة ، و يحسم أمره ، و للأبد ، بدلاً من أن يجلس فوق فوهة بركان ، لا يعلم متى ينفجر ثانية ، لو إنه توافرت لديه القيادة القوية ، و التي تنبع قوتها ، ليس بتوافر السلاح و جهوزية المقاتلين ، و لا بتوافر البترودولارات بلا حساب ، و لا بدعم البوارج و الأساطيل الخارجية ، و لا بإتصالات السفراء و وزراء الخارجية و مديري المخابرات المختلفة ، بل بالدعم الشعبي القوي ، كالذي توافر لزعامات عزلاء من أمثال غاندي ، و سعد زغلول ، ذلك الدعم الذي يكون محصلة لما يلمسه المواطن في زعامته من إحساس وطني قوي حار ، و شعور مرهف لزعامته بالعدالة ، و شخصية قوية ، و يترجم هذا في برنامج ينال دعم المواطنون ، يمكن تلك الزعامة من تحدي المعارضين لها ، و فرض إرادتها ، التي هي في حقيقة الأمر إرادة الشعب .
على كل حال ، و بما أن صيغة لا غالب و لا مغلوب قد إنتصرت ، و إنتصرت معها السياسة القديمة ، سياسة ترحيل المشاكل للمستقبل ، و توريثها للأبناء ، و أثبت الشعب اللبناني إنه لم ينجب بعد رجل الحسم و الحل الدائم ، إلا أن الأمل لا يجب أن ينطفىء ضوءه ، و علينا أن نأمل للبنان أن يكون الرئيس الحالي ، من القوة و التصميم ، ليعيد سيادة الدولة على كافة ربوع لبنان ، و أن يمنع سقوط لبنان ليصبح مجرد ساحة نزاع بين قوى عالمية و إقليمية ، أو مجرد كرت من كروت اللعب ، في يد أي قوة إقليمية أو عالمية .
إننا يجب أن نأمل للبنان رئيس بوصلته تتجه بإتجاه لبنان ، و لبنان فقط ، لا إلى أي عاصمة إقليمية أو عالمية ، و إذا كانت الظروف اللبنانية و الإقليمية و العالمية غير مناسبة لذلك ، إلا أن الشعب اللبناني يريد ذلك ، إنه يريد إستعادة لبنان من يد الخارج ، و هذا هو الأهم ، و هذا ما سيمكن الرئيس اللبناني ، لو شاء - و أمتلك الشجاعة و التصميم ، و تخلص من سيطرة فكر الضعف ، فكر الحلول التوافقية ، و الصيغ التوفيقية - من تحقيق إستقلالية و حياد لبنان ، و بناء دولة لبنانية حديثة في بنيانها السياسي ، بدلاً من الدولة الطائفية الحالية ، المبنية على صيغة الخوري - الصلح التوافقية ، و إتفاق الطائف لحفظ سلطة الطوائف ، و دوحة ترحيل المشاكل للغد .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساركوزية هي أقرب للبونابرتية و ليست بأي حال ديجولية
- حتى تعود مصر لمكانتها ، الحلقة الأولى
- فوتوغرافية هذه الحقبة
- فأغرقناه و من معه جميعاً ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
- فأغرقناه و من معه جميعاُ ، لا للعفو عن الرتب الصغرى
- أمريكا على طريق روما ، طريق إلى حرب باردة ثانية
- لماذا لا تنضم غزة إلى مصر ؟
- إنهم الخوالف و الأعراب في ساعة العسرة
- إنها ثورة الشعب المصري ، لا حزب العمل
- ليبيا مصرية
- إخلع محراثك اليوم ، فقد آن أوان الثورة ، آن أوان الحرية
- إنها كنعان و ليست فلسطين ، و هم الكنعانيون ، و ليسوا فلسطيني ...
- لنحبط معاً إقامة مؤتمر ويكيبيديا بالأسكندرية
- روسيا تحتاجين إلى حلفاء ، فالردع النووي لا يكفي
- إنتصار ماراثون ، إنتصار لكل الإنسانية
- لنقيم جنازات شعبية رمزية لشهداء السادس من إبريل
- تحية إلى محلة الثورة ، و تحية إلى كل أبطال ثورة 2008
- التغيير سيكون مصرياً ، لا إخوانياً
- معاً من أجل يوم و نصب المعتقل المجهول
- لنجعل من السادس من إبريل علامة تحول ، و بداية عهد ، و عيداً ...


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أحمد حسنين الحسنية - دوحة ترحيل المشاكل للغد