أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - محاصصة مبتكرة














المزيد.....

محاصصة مبتكرة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد سنوات من النقد الحاد الموجه الى المحاصصة الطائفية، طرح عدد من النواب مقترحا لتقسيم كركوك الى أربع مناطق إنتخابية على أساس التكوين القومي حيث تتوزع مقاعد مجلس المحافظة بنسبة 32% للعرب ومثلها للكرد ونسبة مماثلة للتركمان و4% للكلدوآشوريين واللافت إن عددا كبيرا من المشاركين في المقترح كانوا على مدى السنوات الماضية من الفرسان المغيرين عبر الفضائيات على كل ما يمت الى المحاصصة بصلة، وتتذرع التنظيمات التي ينتمون لها برفض المحاصصة كتسويغ لمواقفها المعارضة.
في حالات الاحتقان والازمات تلجأ القوى السياسية الى التغاضي عن جزء من الاستحقاق الانتخابي بهدف تحقيق أكبر قدر من الشراكة الوطنية في الادارة والسلطة ولا تنجح مثل هكذا شراكة بسهولة لأنها غالبا ما تجمع بين قوى متنافرة ومختلفة قد تتحالف لتحقيق مطلب أو إستحقاق آني وقد شهد العراق هذا النمط من الشراكة وواجهته الصعوبات المعروفة في مجالات السياسة والادارة والخدمات والامن، واذا كان من الممكن للقوى السياسية أن تتوافق فيما بينها على توزيع المناصب فمن المؤكد إنه ليس من حقها مصادرة حق الناخب من خلال إلزامه بالتصويت لمرشح ينتمي لفئة معينة كما إن هذه القوى لا تملك حق منع المواطن من ترشيح نفسه لعضوية مجلس المحافظة في منطقة ما لأنه ينتمي لمكون معين وكلا الممارستين تمثلان اعتداء واضحا على الديمقراطية.
إن خطورة توزيع المناطق وحق الترشيح والتصويت على أسس قومية يتمثل في تحويل المدن التي تتعايش فيها مكونات متعددة الى مجموعة من الكانتونات السياسية المغلقة التي يسيطر عليها عدد محدود من الزعماء الحزبيين أو الوجهاء كما إن هذا التقسيم سيحول مجالس المحافظات الى ساحات للصراع القومي والطائفي بما يؤدي الى شلل المؤسسات الادارية والخدمية ويعرض التعايش في تلك المحافظات للخطر.
كان بإمكان الحريصين على تمثيل جميع المكونات في مجالس المحافظات (كركوك واحدة منها وليست الوحيدة) أن يتقدموا بمقترح يلزم القوائم المترشحة بأن تضم جميع المكونات بنسب عادلة تمثل الواقع الديمغرافي ودون إغفال لأي مكون وسيكون ذلك المقترح بمثابة توسع في تطبيق مفهوم (الكوتة) الذي إلتزم به مجلس النواب فيما يخص تمثيل المرأة.
وبعيدا عن مضمون المقترح فإن القفز بين المواقف المتناقضة الذي يمارسه بعض الساسة يعبر عن الانتقائية في صنع القرار أو المقترح بطريقة تلغي أية مصداقية للخطاب السياسي، فعندما يتحول منتقدو المحاصصة الى مبتكرين لأنماط جديدة من المحاصصة فذلك لا يشكك في دوافعهم في المرات التي هاجموا فيها المحاصصة وإنما أيضا سيترك أثره السيء على كل ما سيقترحونه أو يتبنونه من آراء مستقبلا.
قد يبدو المقترح للوهلة الاولى جزءا من السعي لتمثيل جميع المكونات لكنه في النهاية سوف يؤدي الى الى سيطرة بعض القيادات الاجتماعية والحزبية على مفاصل الحياة ومن ثم تعريض الاداء الرسمي لكل الصعوبات الناجمة عن الاحتقانات فيما بين المكونات.
يجب أن لا تكون صيغة (توزيع الكعكة) هي الصيغة الاقرب الى اليد لحل كل مشكلة تواجهها المؤسسات العامة، صحيح إنها الاسهل لكنها الأكثر إيذاء لبناء الدولة، كما إنها ترسخ لدى المشاركين السياسيين إسلوب الاعتماد على إنتماءاتهم في الوصول الى ما يطمحون.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمكانية ترميم الحكومة
- المقامة اللبنانية عراقيا
- هل إقتربت الحرب؟
- وقود رخيص جدا
- الانشقاقات والابواب المغلقة
- قبل الإنتخابات
- جولات المصالحة العراقية
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - محاصصة مبتكرة