|
قطاع المواطنة
ايمان بيبرس
الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:21
المحور:
المجتمع المدني
نسمع كثيرا هذه الأيام عن مفهوم المواطنة، ودور المجتمع المدني في تعميق هذا المفهوم وما يترتب عليه من أسس. ولأن المواطنة هي العلاقة بين الدولة والأفراد بما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق. فإنني في هذا المقال أتناول دور المجتمع المدني وعلاقته بالمواطنة وخاصة دور الجمعيات الأهلية في تحقيق هذا المفهوم. وفي هذا الإطار يجب أن نوضح أولا الفرق بين المجتمع المدني بوجه عام والجمعيات الأهلية كجزء من هذا المجتمع. ويتكون المجتمع المدني في مصر من أنواع مختلفة من الهيئات غير الحكومية يصل عددها حاليا إلى حوالي 25 ألف جمعية أو هيئة. من هذه الهيئات، يوجد الجمعيات الأهلية والجمعيات التعاونية ومراكز الشباب والغرف التجارية والصناعية والنقابات المهنية والتجارية والأحزاب السياسية. وتمثل الجمعيات الأهلية الجزء الأكبر من المجتمع المدني في مصر حيث بلغ عددها 18 ألف جمعية في عام 2004. ويضم المجتمع المدني نقابات وأحزاب، وهي في معظمها لها أهداف وأغراض سياسية، قد يكون منها الوصول للسلطة، أما الجمعيات الأهلية فهدفها تنموي بالدرجة الأولى وبالتالي فإنها متعلقة بتوفير حقوق المواطن ودعمه لأداء واجباته تجاه هذا الوطن. والجمعيات الأهلية أو ما يطلق عليها المنظمات غير الحكومية هي كيانات مؤسسية مستقلة عن أي تشكيل حكومي أو رسمي أو دولي، ولها استقلالها المادي والمعنوي، وهي غالبا ما تكون ثقافية أو اجتماعية أو بيئية أو غير ذلك من الأنشطة، ولا تهدف نهائيا إلى الربح، كما أن توجهاتها السياسية غير مباشرة. ولا تمثل المنظمات غير الحكومية مصالح الحكومات بل تمثل الأفراد والشرائح الاجتماعية وتسعى لتمثيل الفئات المهمشة في المجتمع. والحقيقة أن إطلاق تسمية " المنظمات غير الحكومية" على الجمعيات الأهلية يوحي بأنها تقف في جانب والحكومة في جانب آخر، وهو الأمر المنافي تماما للواقع، فهناك منظومة عمل تتعاون فيها كافة القطاعات سواء القطاع الخاص أو العام أو الجمعيات والهدف في النهاية هو تحقيق التنمية الشاملة. ومن هذا المنطلق، فإنني أقترح أن يتغير مسمى المنظمات غير الحكومية إلى بحيث يصبح " قطاع المواطنة ". وقطاع المواطنة يعتمد على الأفراد، بحيث يكون لكل فرد في المجتمع دور ومسئولية تجاه المجتمع والمكان الذي يعيش فيه، وهذا ما يميزه عن المجتمع المدني والذي يعتمد بصورة أكبر على المؤسسات. ويجعل مفهوم المواطنة كل فرد منا مسئول عن تطوير ونهوض مجتمعه، ويلغي فكرة التواكل والكسل، وإلقاء اللوم على الآخرين، كما أنه يضعنا جميعاً أمام أنفسنا كجمعيات أهلية وأفراد ومواطنين. ولهذا فإن تسميته بقطاع المواطنة هي أقرب إلى الواقع، مما لا يدع مجالا للخلط أو اللبس بينها وبين الهيئات والمؤسسات الأخرى المنبثقة عن المجتمع المدني. إننا كجمعيات أهلية هدفنا الأساسي هو التنمية بكافة أشكالها، وليست لنا أهداف سياسية، كما أننا لا نعمل في المجال السياسي، ولكننا في الوقت نفسه، نشجع المواطنين على المشاركة، ونقوم بتوعيتهم بحقوقهم السياسية. وتتمثل هذه الحقوق بحق الانتخابات في السلطة التشريعية والسلطات المحلية والبلديات والترشيح، وحق كل مواطن بالعضوية في الأحزاب وتنظيم جمعيات ومحاولة التأثير على القرار السياسي وشكل اتخاذه من خلال الحصول على المعلومات ضمن القانون. وأخيرا أؤكد أن الجمعيات الأهلية تتفرد بأهدافها التنموية، لذا فليس من الإنصاف أن نخلط بينها وبين المنظمات والمؤسسات الأخرى، ولهذا فإن تسميتها بقطاع المواطنة يحدد من شخصيتها وكيانها، بحيث يدرك الجميع خصائصها وتأثيرها في المجتمع، وهو الأمر الذي يساعد في نهاية الأمر على تفهم دورها.
#ايمان_بيبرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25
...
-
الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج
...
-
اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
-
تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
-
قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا
...
-
قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم
...
-
ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي
...
-
الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن
...
-
بعد محادثات إيجابية.. أمريكا تلغي مكافأة الـ10 ملايين دولار
...
-
السعودية ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارا بشأن إسرائيل
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|