متى يرزقنا الله بأفضلهم...؟ مفارقات صادمة .. وجلد الذات

مفيد ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 713 - 2004 / 1 / 14 - 03:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

1 ــ سأل قائد الحملة العسكرية الأمريكية المكلف باحتلال الفيلبين/1901/الضابط الذي كلفه بذلك لدى عودته :هل قضيت على المقاومة ؟ أجابه الضابط :قل سيدي هل بقي سكان ...!!!
2 ــقال وزير الخارجية الأمريكية السابق هنري كيسنجر أثر تهاوي مواقع جيش بلاده في فيتنام وتساقط جنوده ,وتحولهم إلى" الجثث الطائرة"عائدة  إلى أهلها ,والتي كانت السبب في إلهامه بوجود الله :" لقد رزقنا الله بأسوأ الفيتناميين ورزقهم(الشماليين الشيوعيين) بأفضلهم !!
ــ وعسى أن" يرزقهم في العراق بأسوئهم ويرزق المقاومة بأفضلهم.
منذ قرابة ثلاثة عقود انقسم الشيوعيون في سورية إلى شطرين ,ثم تتالت الانشطارات …
3 ــأمين عام" أقنع"أعضاء قيادته"المنتخبين"بضرورة الاشتراك في" الجبهة التقدمية"بشروطها الغير تقدمية ,الذي أدى إلى اجتثاث الحزب من جذوره من صفوف الشعب وتحوله إلى( نادي عجائز)مع احترامي الشديد لهؤلاء العجائز .
4 ــ أمين عام الشطر الثاني رفض المنصب الجبهوي ورفض احتكار السلطة للسياسة ,ومصادرة الحريات والحقوق ,
  ودفع ثمن موقفه النضالي/20 /عاما في السجن وبرفقة الكثير من المناضلين وتحولوا في عيون السوريين وذاكرتهم 
  إلى بيارق في زمن الهزائم 0
5 ــ أمينة عامة الشطر" الأم" زوجة الأمين السابق "الأب" التاريخي ,تعترض على طلب أحد رفاقها من السيد رئيس الجمهورية في أحد اجتماعات الجبهة بإطلاق رفيقهم السابق الأمين العام للشطر الآخر000 مذكرة هي السيد الرئيس
بسجين شاوشيسكو/18/عاما الذي قتله بعد استلامه المسؤولية الجديدة ,فابتسم الرئيس ساخرا, وبعد مدة أطلق سراح السجين السوري,وجن جنون" الأم"من رفيقها الذي سرب "أسرار اجتماعات الجبهة. رحمه الله .
6 ــ في مقابلة مع صحيفة تشرين /29/12/2003/  ومع التلفاز السوري بعد أسبوع يؤكد الأمين العام للشطر الثالث
أن الديمقراطية محققة في سورية بدليل العدد الضخم من الحضور ومن عدد الأحزاب الجبهوية في مؤتمر الجبهة
وأن السبب شبه الوحيد الذي يعانيه وأحزاب الجبهة هو عدم تقديم السلطة مقرات لفروع الجبهة في المحافظات لتشد الشعب السوري إلى السياسة ,وبعد إقراره بحجم المخاطر والتهديدات والتي أكدها وزير الخارجية ,ينظر الأمين العام
ويرى بأن المخرج الوحيد لمواجهة التهديدات الجدية والخطيرة هو بتكريس ما هو قائم ومزيد من اللحمة الوطنية حول الحزب القائد. متناسيا كل استحقاقات اللحمة الوطنية الفعلية ذات الجدوى.
7 ــ بتاريخ 10/12/2003/ العيد العالمي لحقوق الإنسان ,الذي لا يعني شيئا مهما البتة للسادة الأمناء العامان,إلا بما يفيد التكسب السياسي والدعاية والإعلان, لم يعني لهم حدثا مهما, حصل في نفس اليوم ,وفي مقر إقامتهم /دمشق/التظاهرة التي حصلت أمام مجلس الوزراء والذي ساهم بها ونظمها ووقعها /14/ جمعية وتنظيم سياسي, مطالبين بمذكرتهم التي تقدموا بها إلى رئيس المجلس "توفير مناخات الحرية والديمقراطية" ,التي يدعي الأمناء العامين الجبهويين أنها محققة,وعلى هذا لم يشاركوا هم أو تنظيماتهم بمثل هذا العمل الوطني .وربما لم تذكرها صحافتهم بالإيجاب ,هذا إذا ما تناولتها بالاتهام والتشهير .
8 ــ بنفس المدة تقريبا 22/12/2003/حدثت تظاهره في مدينة حلب أمام المحكمة العسكرية تضامنا مع /14 /محال إليها بجرم حضور محاضرة في منتدى ثقافي /سمير نشار/ وحضر ممثلين وأعضاء من الطيف الوطني الديمقراطي
 وما يقارب /100 /محام للدفاع ,باستثناء الرفاق الجبهويين .
ودخل أيضا قاعة المحكمة الأمين العام صاحب العشرين عاما في السجن ليشارك في الدفاع .
9 ــقال الأمين العام الصاعد الجديد مؤخرا كلمة حق يراد بها باطلا "بضرورة القضاء(سياسيا) على عقلية القيادات ,ويعني كشفها وفضحها" ولا يدري أميننا الجديد أن ضرورة القضاء هذه ستطال عقله وعقليته أيضا ,لأنه خرج بعد طول السنين من تحت وصاية "الأم" والحماية والمعلمة في نفس الوقت بنظرية "اللاموقف" من الحق ,ومن الباطل ,من المعارضة ومن السلطة,وبنظرية" اللا برنامج" وترك جلسات مؤتمر حزبه مفتوحة(على كل الاحتمالات وكل الموجات) أي وضع رجل هنا ورجل هناك,دون أن يعرف أن تجارته هذه خاسرة سلفا..
10 ــ رفاقنا الشيوعيون في مختلف الفصائل لا تنقصهم الشجاعة والشهامة الوطنية,مدعوون إلى توسيع زاوية الرؤيا ,والانفتاح على الآخر ولو كان مختلفا,على قاعدة الانتماء للشعب وليس للحزب وحده ,عندها إجراء المقارنات أيا كانت
ستكون ناجعة ,وكي لا تثير هذه المفارقات العصبيات إن وجدت, أنوه أن هذه الملاحظات هي من داخل العصبية وليس من خارجها ,انطلاقا من قاعدة جلد الذات وإن كانت أشد مضاضة, لكنها أهون من جلد الشعب والتاريخ.  
 
                                                                     

#مفيد_ديوب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات