|
لماذا الجولان الآن
أنس محمد أبو عرقوب
الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:43
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لماذا الجولان الآن nأنس محمد أبوعرقوب صحافي ومترجم مختص في الشؤون ألاسرائيلية nقد يبدو الموقف الاميركي الفاتر من المفاوضات الاسرائيلية السورية أمرا مثيرا للعجب ،لكن هذا العجب مرشح للبطلان إذا ألقينا نظرة عامة على الكيفية التي بدى فيه الاعلان عن المفاوضات مع سوريا في إٍسرائيل على المستوى الرسمي والشعبي والاعلامي بإعتبار أن للاعلام كلمة مسموعة في إسرائيل .بخلاف ماحدث عشية الانسحاب من لبنان أو قطاع فإن أغلبية الاسرائيلين لاترى مصلحة إسرائيلية في الانسحاب من الجولان هذا ما أكده إٍستطلاع للرأي أجري لصالح التفلزيون الاسرائيلي القناة الثانية أظهر أن 75% من الجمهور الاسرائيلي لا يرى مصلحة إسرائيل في "التنازل" عن الجولان في إطار عملية سلام مع سوريا , وأعرب 65% عن إعتقادهم أن إعلان رئيس الوزراء عن المفاوضات الجارية مع سوريا وعن إمكانية التنازل عن الجولان جاء من أجل التغطية على ملف الفساد الذي يلاحقه ، ويفسر نتائج هذا الاستطلاع القناعة الراسخة لدى الناس في إسرائيل أن الانسحاب من الجولان بمثابة دفع ثمن غير مبرر لبضاعة مملوكة لهم سلفا فالجولان على حد تعبير الكثيرين في اسرئيل أكثر بقعة آمنة في الشرق الاوسط,هذا على الصعيد الشعبي أما ما ورد في وسائل الاعلام في إسرائيل فأنه وإن كان أكثر عمقا في التعرض للقضية إلا أنه لم يجد بدا من الربط بين قضايا الفساد التي تلاحق أولمرت والاعلان عن إنطلاق المفاوضات مع سوريا ،فربطت معظم الصحف في إسرائيل بين توقيت رفع الحظر المتعلق بالمعلومات حول ملف أولمرت الجنائي وتزامن ذلك مع الاعلان الذي فاجأ الناس في إسرائيل عن المفاوضات مع سوريا التي لم تتعافى بعد من صولة سلاج الجو الاسرائيلي الاخيرة عليها .فعزت معظم هذه الصحف السبب الى رغبة أولمرت في لفت إنتباه الجمهور الاسرائيلي إلى قضية غير قضية الفساد التي تلاحقه وفي نفس الوقت أشارت الصحافة الاسرائيلية أن الجانت السوري يدرك تماما دوافع أولمرت الحقيقة لخوض هذه المفاوضات ،وأبرزت الصحافة الاسرائيلية القواسم المشتركة بين اطراف المفاوضات ، أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، هو أن ثلاثتهم يلاحقون بملفات "من شأنها أن أن تنهي حياتهم السياسية ".وتسألوا في إٍسرائيل عن الفرق بين الشبهات التي تحوم حول الأسد في قضية اغتيال رئيس حكومة لبنان الأسبق رفيق الحريري أو حتى مقابل الدعوى القضائية تنظر فيها المحكمة الدستورية في أنقرة ضد أردوغان بحجة أن حزب العدالة والتنمية يعمل نحو مناقض للدستور وينبغي حله ؟ ومما لا شك في فيه أن تحقيق أي إنفراج سياسي تاريخي بين إسرائيل وسوريا سيخفف الضغوط عن الثلاثة".nلكن المحلل السياسي في هآرتـس ألوف بن رغم يقينه بالطرح آنف الذكر الذي لم يشكك به بل أكد عليه لكنه نبه أيضا إلى حقيقة مهمة هو أن العامل الذي يجمع القادة الثلاثة بالاضافة للاعتبارات السابقة هو مصالح حيوية في غاية الاهمية تجعل من لقائهم أمرا ضروي لايمكن وصفة بالترفnلأنة إسرائيل قد تقرر خلال الشهور القادمة شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية وإجتياح قطاع غزة، وفي هذه الحالات من مصلحة إسرائيل أن تلوذ سوريا على بالحياد و أن لاتكون سوريا ضمن هذه المعادلة . ويعتقدون أيضا في إسرائيل أن المفاوضات مع سوريا سينجم عنها تغيير في خيارات حماس وخصوصا في يتعلق بنشاطها العسكري. وعندها سيغدو أمرا متاحا لأولمرت الانقضاض على إيران،هذا في إطار ما يمكن وصفه بمصالح إسرائيل الحيوية أما فيما يتعلق بالمصالح سوريا الحيوية يمكن الاشارة إلى تطلع سوريا إلى إستعادة دوررها التاريخي في لبنان عبر إستثمار الانطباع السلبي السائد عن شخص الرئيس الاميركي في الشرق الاوسط و ضمان عدم تدخل إسرائيل للانقاذ حكومة السنيورة والحيلولة دون التدخل العسكري الاميركي المباشر في لبنان بغية إعادة الامور ألى نصابها في لبنان ،لكن كل هذا على أهميته للطرفيين السوري والاسرائيلي لا يرقى لإن يكون سببا في إنجاز سلام حقيقي بل من الممكن أن يكون سببا مهما لبدايه المفاوضات بين الطرفين، هذا ما خلص إليه المحلل السياسي في هآرتس ألوف بن.nومن ناحية أخرى نوه بعض الكتاب في إسرائيل الى المواصفات التي ينبغي أن تحوزها أي حكومة تفكر في الاقدام على خطوة جذرية مثل الانسحاب من الجولان من بين هذه المواصفات نظافة اليد والتماسك والشجاعة وألارادة ، والعلاقة بين هذه المواصفات و بين حكومة أولمرت هي أن هذه المواصفات ببساطة هي نواقص حكومة أولمرت.nتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل يتطلب تخطي الكثير من العقبات التي لاتقل كل واحدة منها تعقيدا عن التي تليها ، وجهد المعلق السياسي في هآرتس عكيفا إلدار بتقديم تصور أولي لهذه العقبات التي لخصها في :n1- البون الشاسع بين المطالب السورية المتمثلة بإنسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من حزيران,وبين الإستعداد الاسرائيلي بالإنسحاب فقط إلى الحدود الدوليه، رغم أن الخلاف يدور في هذه الحالة حول بضع مئات من الامتار، لكن إسرائيل ترى بذلك سيطرة سوريا على الخطوط الشمالية لمياه بحيرة طبريا.n2-معضلة المياه التي تؤرق سوريا ،حيث أبدت سوريا إلتزمها لاسرائيل عبر الرئيس الاميركي كارتر بعد إستخدام سوريا لمياه بحير طبريا مقابل ، تقديم المساعدة لسوريا في إقامة محطات تحلية لمياه البحر وتعهد تركي بترويد سوريا بالمياه .n3-إخلاء المستوطنات حيث عرضت إسرائيل 15عام كسقف زمني لاخلاء المستوطنات في الجولان ،في ذات الوقت الذي عرضت فيه سوريا مدة 5 أعوام ، ويسود الاعتقاد في إسرائيل أن سوريا مستعدة في نهاية الامر الى القبول بسقف عشر أعوام لعملية الانسحاب.n4-علاقات سوريا بإيران وحزب الله ومنظمات الرفض الفلسطينية وخصوصا حماس . وتشدد إسرائيل على ضرروة قطع هذه العلاقات كشرط لبدء المفاوضات ،في ذات الوقت الذي تصر فيه سوريا على عدم قبولها بوجود أي شروط مسبقة لبداية المفاوضات.n5-تطالب سوريا بدور أميركي في أي مفاوضات في محاولة منها لتكوين إنطباع أنها ليست ضمن محور الشر الذي عرفه الرئيس الاميركي بوش.n6-مطالبة اسرائيل بجعل المنطقة السورية التي تقع شرقي الحدود مع إسرائيل منطقه منزوعة السلاح في المقابل فإن سوريا تطالب أن يكون ذلك بشكل متبادل على الجانبين.وهذا كان محل رفض مطلق من جانب إسرائيل.n7- التطبيع، تسعى إسرائيل إلى تطبيع العلاقات مع سوريا بمجرد إبرام اتفاق سلام مع سوريا لكن سوريا تظهر حتي الآن تمسكها بقرار الجامعة العربية الصادر 2002 الذي يرهن التطبيع مع إسرائيل بالانسحاب من كل الاراضي المحتلة عام 1967.n8- قانون هضبة الجولان الذي أقره الكنيست الاسرائيلي في العام 1981 و تم بموجبه تطبيق القانون الإسرائيلي على الجولان، الامر الذي يحيل الحصول على موافقة أغلبية الكتل البرلمانية في الكنيست الاسرائيلي على الانسحاب من الجولان وإخلاء مستوطنات إلى مهمة مستحيلةعلى الاقل في الظروف الحالية . nوفي الختام لايمكن إغفال حيقيقة مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند بحث مسألة السلام بين سوريا وإسرائيل هي قوى المعارضة البرلمانية في إسرائيل التي بدأت بحشد طاقاتها لإجهاض أي مسعى لحكومة إيهود أولمرت "للتخلي" عن هضبة الجولان ضمن اتفاق مع سوريا . إذ جمع النائب في الكنيست الاسرائيلي إلياهو غباي تواقيع سبعة وخمسين نائباً من كتل مختلفة دعماً لمشروع قانون يعتزم طرحه حول تكريس قانون السيادة الإسرائيلية في الجولان. وتبعاً لمشروع هذا القانون لن يتسنى الانسحاب من الجولان إلا بموافقة ثلثَي نواب الكنيست الاسرائيلي .
#أنس_محمد_أبو_عرقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هبة نصر الله لإسرائيل
-
قيدماك يشتري الكنيست الإسرائيلي
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|