(( في العراق الجديد يقتل المحتلون المتظاهرين الجياع بينما يكنس الوزراء الشوارع ))
تابعت في الفترة الأخيرة، ما يدور بين الأستاذ الشاعر سعدي يوسف وسادة يحاجوه على موقع (الحوار المتمدن) وطالعت بتمعن آخرها وهو رد للأستاذ نجم خطاوي* على مقال سابق لسعدي بعنوان: (( جنة الكناسين )).
ولقد قرأت مرة أن مما أخذه أحدهم (وأظنه الأستاذ محسن صابط جيلاوي) على سعدي يوسف أن موقع ( الكادر ) نشر له. وهذا كما يفهم مأخذ كبير على سعدي حيث لا يجوز له أو لا يجب أن يناصره أناس من قبيل جماعة الكادر.
وبإعتباري صاحب امتياز موقع ( الكادر ) والمتحدث بإسم الحرب الشيوعي العراقي – الكادر، أذكر هنا: أن الأستاذ سعدي لم يرسل إلينا مقالا، وإنما أنا أنتزعت مقاله من (الحوار المتمدن) وأرسلته إلى محرر (الكادر) فارتأى نشره. وبالتالي فلا جريرة(!) على سعدي وإنما علينا نحن الذين اعتبرنا نتاجه عراقيا يجوز تعميمه.
فما هي خلفيات ما بين سعدي وغرمائه؟!
لنتابع ما كتبه الأستاذ نجم خطاوي! وأستميح القارئ عذرا لو أطلت وفصّلت!
يستهل الأستاذ نجم مقاله منوها: (( قبل أيام عبرت لصديق أديب عن مشاعري حول ما يكتبه سعدي يوسف وقلت بأن هذه المواقف ستحبط الناس وتخيب ظن الكثيرين الذين كانوا في انتظار الشاعر سعدي ورموز الثقافة العراقية الآخرين بعد زوال طغمة البطش واندحار الدكتاتورية. كان الوسط الثقافي ينتظرهم في أن يتقدموا الصفوف ويشيعوا أجواء العافية والحياة في رحاب الثقافة العراقية، خصوصا وأن سعدي، ورغم اختلافنا أو اتفاقنا معه، يبقى قامة ورمزا من رموز ثقافتنا العراقية ))
والأستاذ سعدي بدأ حقا يتقدم الصفوف ويكتب ومنذ 9 نيسان، فلم يخب ظن الوسط الثقافي إذن. وقد ذكرت تاريخ 9 نيسان مجردا، احتراما لمن لازال في شك ( أهو تاريخ سقوط نظام أم سقوط بغداد ). جردته، للتوكيد على حقيقة دخول سعدي معترك الكتابة عن هموم وطنه. أما أن يراد بهذا الدخول فقط لأجل إشاعة أجواء العافية والحياة، فهذه إذن مشروطية أقل ما يقال عنها أنها تعليب وانغلاق على مفهوم واحد، لا سعدي ولا أي مثقف عراقي سيقبله. ثم إن سعدي لم يمدح النظام السابق ولا مجد دكتاتوريته، حتى أيام كان التمجيد واجبا حزبيا ضمن الهيكل التنظيمي للحزب الشيوعي العراقي ومشروطية لقبول العضوية أيضا. وأيامها (السبعينات) ولأنهم أنتقدوا (الجبهة) حرم بعض المترشحين حقهم الشرعي بعضوية الحزب أومددت فترات ترشيحهم لإعادة التربية أو التثقيف بأسس ذلك الحلف المتين وموقع الخندق الواحد بين الشيوعيين والدكتاتورية.
ويواصل الأستاذ نجم قائلا: (( كما عبرت عن انطباعاتي بكتابات سعدي الأخيرة، وكونها لا تثير سوى الضجر وعدم التفاعل بالنسبة لي، أنا الذي عشت المأساة كما عاشها غيري بكاملها وبكل تفاصيلها، في انتظار زوال الغول الكبير. وبعد أن ولت الغمة، كنت أخمن في أن شعرا وكتابات أدبية ستغزو المشهد الثقافي العراقي والعربي، لهول المصيبة التي عاشها العراق لأكثر من خمسة وثلاثين عاما، لا أجد اليوم سوى قصائد عن نادلة الحانة ومنظف الشبابيك ودرجه والقطار الإنكليزي وعرباته والشراب المصفى المصطفى ))
وعلاج الضجر بسيط جدا! وهو أن لا يقرأ المرء ما يضجره. أما أن تجبره قوة نفسية خفية لمطالعة مواضيع بعينها وبتفصيل، فالحديث عن الضجر إذن، مجانبة وادعاء تأنف، أو محاولة بائسة للتسقيط. لكن ليس هذا محل المؤاخذة على الأستاذ نجم. وإنما الجهل في حساب الأرقام! وأعني بها الأرقام بمدلولات الشيوعية التي يمثلها وزير الثقافة المزعول لأجله - الأستاذ مفيد الجزائري. ففي مدلولات هذه الشيوعية فالنظام الدكتاتوري جلس على كاهلنا ليس 35 عاما وإنما 23 عاما فقط.
نعم! 23 عاما،،، إذا ما تذكرنا أن الموعد الرسمي لإنتهاء التحالف الشيوعي – الدكتاتوري هو عام 1980.
إضافة، فإنقلاب 1968 كان يوم 17 تموز، ويوم 28 تموز 1968 اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وقررت إلغاء فقرة إستلام السلطة من برنامجها، مثلما قررت إمكانية التعامل مع البعث، ثم غازلته ثلاث سنين لم يوقفها اغتيال خيرة كوادر الحزب، لتتوج بإعلان التحالف المشؤوم ذاك. ولو كان ذلك التحالف مجرد علاقة بينية تخص الشيوعيين – الدكتاتورية فقط، هان الأمر. لكنه تحالف مكين، تماما كذلك الذي بين قيادة حميد مجيد الآن والأمريكان. تحالف مرة تعاون فيه الحزب على محاربة الشيعة، ومرة كونا قوة مشتركة شيوعية - دكتاتورية ضربت الشعب الكردي. والحديث هنا ليس عن أهلية القيادة الكردية، إنما عن الحقائق المجردة وحسب. كما تعاون الحلف الشيوعي – الدكتاتوري ضد إنقلاب ناظم كزار وغيره الكثير من حالات التعاون فائقة الخطورة والتأثير على التاريخ العراقي.
ولا ندري إن كان ما خفي أعظم، فالواقع الماثل وقتها أن الحزب الشيوعي العراقي كان صادقا في تحالفه مع الدكتاتورية.
ومرة أتيت على ذكر هذا التحالف في معرض تناولي لكتاب للأستاذ باقر إبراهيم، وكتاب (أوكار الهزيمة) للفكيكي، فأحجمت كل من (رسالة العراق) و (طريق الشعب) و(الثقافة الجديدة) عن نشر المقال ما لم احذف منه القسم المخصص للتحالف الشيوعي – الدكتاتوري. بمبرر علاقة طيبة (وقتها) مع المرحوم الفكيكي،،الخ. والجواب خطي ومن الدكتور عجينة ولازلت احتفظ به.
ثم يقول الأستاذ نجم: (( أردت في قناعتي أن يبتعد الشاعر سعدي يوسف عن الخوض في المواقف السياسية وأن لا يشغل باله في همومها لأنها تدخله في درابين ومتاهات تؤثر دون أن يدري على جهده الشعري وعلى توقد وحماسة روحه ))
إذن فالمطلوب من سعدي يوسف أن يلبي ما كان الوسط الثقافي ينتظره منه، شريطة أن لا يتدخل في السياسة! وهذه مشروطية أخرى أسوأ من التي قبلها، إن من جانب أن في جوهر الثقافة موقفا سياسيا، أو من جانب أن تعليب الثقافة محال. وقد حاول النظام تعليب الثقافة وفشل. وعناصره، أو التي تعاونت معه عبر التحالف، هذه العناصر هي الآن حصرا أشد المنقلبين عليه. وليجرب أحدنا ويأخذ نصا لهؤلاء المنقلبين، ويضع بدل إسم الممدوح (الرفيق النائب) أسم أبوسعود، أبوداود، أبوناجي، بريمر، وولفريتز أو بوش،، ليبدل بين هذه الأسماء وليحاول أن يجد فرقا.
ولن يجد لأنها ثقافة الطومية. ومن يربي للثقافة الطوطمية سيكون أول الخاسرين. فالمتطوطم، لا يفهم سوى أن يتخذ صنما يسجد له. والصنم هو موقع الرفيق الأعلى، وأي شخص يحتله سيكون طوطما.
على أية حال. لنعد للأستاذ نجم الذي يقول: (( وحول الكناسة والمكانس والوزير الذي بادر بدعوة الناس للذهاب نحو نصب جواد سليم لتنظيف الساحة المحيطة به وشتل الأشجار في حديقة الأمة المحيطة بالنصب. أقول: بأني لم أجد ما يدعو للسخرية من الوزير ومن دعوته هذه، فجواد سليم رمز من رموزنا الثقافية الشامخة، وهذا لا يحتاج بالتأكيد لتذكير سعدي يوسف، الذي كان المنتظر منه أن يناصر دعوة وزارة الثقافة ووزيرها لتكريم هذا الفنان، خصوصا وأن سنوات من القحط الثقافي قد برقعت الوطن، وكثر الجهل والتجهيل ))
ويا لخسرانك يا سعدي يوسف حين لم تناصر مبادرة حلوة وذات مغزى عظيم كهذه التي دعا إليها وزير ثقافة بدرجة عضو مكتب سياسي! وسيأتي يوم يا سعدي وتحتاج إلى تكريم، ولن تجد لك ناصرا مبادرا،، ما بالك (( وهذا التكريم هو جزء من برنامج الوزارة لتكريم الكثير من القامات الثقافية العراقية الشامخة )) كما يؤكد الأستاذ نجم ويضيف: (( والعبرة من قولي هذا، ليس الخوض في السياسة والجدل مع شاعر أريده قريبا من الشعر بعيدا عن السياسة بل التذكير ببعض الحقائق ،، أن سعدي يوسف حر في وجهة نظره وفي ما يقول وما يعبر ولكننا ليس بالضرورة سوف نحتفي بكل ما يقول ويعبر لمجرد كونه شاعرا أو لمجرد تاريخه الشعري ومواقفه الوطنية، فقول الشعر قضية والموقف السياسي قضية أخرى )) .
فما الذي أجبرك يا أستاذ نجم على الإحتفاء والإهتمام بما يقوله الغِر الحدِث سعدي يوسف؟!
ويواصل الأستاذ نجم خطاوي الحديث عن مآثر حزب الوزير ويكيل ويطنب. ولن نجادله، فعلاقة هذا الحزب مع الحليفة أمريكا معروفة منذ علاج أهم رمز فيه لبواسيره في مستفى البنتاجون عام 1991 ومنذ تصريحه الشهير الذي طالب عبره أمريكا بتشديد الحصار على الشعب العراقي. ومذ تلك اللحظة التي كشفها للعالم السياسي الكردي محمود عثمان، ومنذ تنويه (طريق الشعب) عن زيارات القنصل الأمريكي في سوريا لمقر الحزب في دمشق لتبادل(!) الرأي معه عن أوضاع العراق، ومنذ ما نشرته (مناضل الحزب - حزيران 2002) عن طريقة إرسال الكوادر إلى العراق خلال الأيام الأولى لما سمته (الأحداث القادمة) وعن احتفال بيشمركة الحزب بذكرى 31 آذار على خطوط الجبهات مع العدو (الجيش العراقي) وعن دخول السكرتير الأول و40 معه بلوريات الجيش الأمريكي وعلى أية طائفة تم تمثيل الحزب في مجلس ما يسمى بالحكم،،الخ. لن نناقشها لأنها أمور مكشوفة وموثقة، ولا تجادل مع العامة، ولا يحاور عليها حوار طرشان. ولا تنفيها من ذاكرة الشعب العراقي تزويقات ولا خيالات.
بالمناسبة، فنحن الشيوعيين سبق ونابزنا البعثيين، أنهم في انقلاب 1963 جاؤوا بقطار أمريكي. ولو سألنا لماذا اختفت هذه الشتيمة من أدبياتنا، فماذا سيكون الرد؟! إننا تعففنا عن الشتم، أم سامحنا البعث على جريرته، أم لأن اللوري الأمريكي أشرف من القطار الأمريكي، وبشهادة 9 نيسان 2003 ؟؟؟
أما قول الأستاذ نجم: (( أنني في تموز هذا العام في الوطن وكنت قريبا من حوارات الشيوعيين ومن هواجس أصدقاء الحزب ومناصريه وكانت هناك دعوات كثيرة وملحة لا بل حتى ضغوطا كثيرة بأن لا يعزل الحزب نفسه وأن يكون مساهما فعالا مع باقي الأحزاب الوطنية للشروع في إعادة الوطن لطريق الحرية والديمقراطية وتخليصه من الاحتلال بأسرع ما يمكن ونيل استقلاله. وكانت فرحة كبيرة للشيوعيين والتقدميين وللناس التي تنتظر الكثير من الحزب الشيوعي العراقي يوم أعلن اسم الحزب ضمن تشكيلة مجلس الحكم )) هذا القول يفهم منه أن الحزب بدخوله إلى مجلس الحكم ضمن القائمة الشيعية، هو تخليص للعراق من الإحتلال! وعندها سنتساءل عن الحكمة من مشاركة بيشمركة الحزب، وعلى قلة عددها، لقوات الغزو في العمليات العسكرية ضد الجيش العراقي؟! أم أنها المصداقية!
المصداقية في هذه، وفي التي تليها حيث قال الأستاذ نجم: (( أي موقف تطالب الناس أن تقفه يا سعدي! هل القتال ضد المحتلين والتعاضد مع الغرباء القادمين ورجالات الحرس الجمهوري والفدائيين والمتكرشين من زمن البعث الأسود عبر الحدود لقتل مستقبلنا؟
هل الطلب من القوات المحتلة بمغادرة البلد فورا لكي يعود أعوان صدام الذين نهبوا الملاين والمتمترسين بأكوام السلاح والمال؟؟ ))
لا! مو بالحيف؟!
والأستاذ نجم يسمع هذه الأيام عن المظاهرات المسالمة التي تطالب بالعمل والخبز، ويطلق عليها المحتلون الرصاص ويقتلون منها بلا حساب!
إذن، لا خيار متاح للشعب العراقي غير النضال عبر الأستاذ وزير الثقافة أو القبول بعودة البعث والغرباء! لكن وحيث يعترف الأستاذ نجم صراحة أن المعادلة السارية على أرض العراق الآن هي أما بقاء الإحتلال أو عودة صدام، فما هو وزن الرفيق الوزير إذن، وما فائدة النضال عبره؟! وأي عاقل وهو يرى أن المعادلة العراقية محصورة بين الإحتلال والبعث، يتنازل ويضع نفسه ليس ضمنها وإنما ضمن هوامش متطفلة متعيشة عليها.
ونعود إلى ثقافة الطواطم الأصنام! فوزير الثقافة (( ليس مغفلا كما يظن سعدي! وحين يدعو هذا الوزير رجال وزارته والمثقفين للذهاب في حملة تنظيف ساحة التحرير فهو يبادر ويحض على المبادرة في زمن نحس برد الناس فيه في الوطن وقلت مبادراتهم بسبب الضيم والقهر والتعب الذي خيم سنوات فوق الرؤوس. وهذا الوزير يعرف متى يكون الجهاد بالبنادق ومتى يكون الجهاد بالكلمة والرأي والمكنسة. وهو بالتأكيد يكنس للعراق الجميل القادم العراق الذي يحكمه أهله بدون وصاية أحد وهو يكنس الساحة التي تحيط بنصب جواد وكأنه يمهد الطريق لثقافة عراقية إنسانية أصيلة في وطن متسامح حضاري ))
رهنا! فخير الوزراء المجاهدون بالمكانس، وخير المجاهدين بالمكانس المقاتلون، وخير المقاتلين وزير الثقافة العراقية. ولا داعي لأن ننتظر حتي تتغير الوزارة ليدخل إسم آخر في هذا النص المفعم بالتأليه والإفراد العبادي الصارم. وعلى أية حال فهذا التشخيص يغني سعدي ويغني أي مثقف عراقي عن المخايرة بين ثقافة العراق الجديد، وثقافة العراق الطبيعي.
والمعلوم أن عابد الطوطم، وحين ينتشي أو يستشرق في طقوسه، أما أن يطلق العبارت الترميزية لما يعيشه، أو يهذي. ونحن نجل مجادلنا عن الهذيان، لكنه قال: (( ليس من الحكمة الجلوس اليوم والولولة على ما حالت عليه الحالة. إن الحكمة والتبصر تدفعنا للشروع في البناء أو للتفكير في الشروع للبناء أو للحلم في البناء ولا أظن بأن أحدا يقدر أن يمنعنا من الحلم الذي هو اختلط بالواقع أو يكاد. وسيأتي اليوم الذي لا يحتاج الناس فيه إلى ملك لتعين المستشارين لأن الأرض ليست ملك الملك وأن أرضه هناك واسعة وبمستطاعه أن يكون ملكا هناك فيها. كم نحن اليوم بحاجة لمن يوسع الأرض لا لمن يضيقها ))
ولا غرابة في أن يفوز قائل هذا النص بجائزة رطانة كالتي فاز بها السيد رامسفيلد. لكن الغرابة أن يجادل صاحب هذه الرطانة شاعرا كسعدي ويأخذ عليه المآخذ!
مجملا، فنحن أمام عقل يطالب أن يكون لدينا سعدي يوسف شاعرا لا ينتقد وزيره، ولا، وهو الأهم، لا يتدخل في السياسة!؟ وهي دعوى قولبة وتعليب أشد فاشية وتجهيلا وإستخفافا بالعقول من كل فذلكات وزراء الثقافة العراقيين والعرب السابقين.
وقد توالت الأقلام وتتوالى على سعدي يوسف، وهناك إحتياطي كبير منها. كيف لا وقد تجرأ سعدي وانتقد احتلالا عين وزيرا أصله من المجمع الإلهي الذي اعتدنا أن يتقدس قوله وفعله وسره، وأن يكون رأيه (المعروف) صائبا صحيحا قبل ألف عام وبعد ألفين من السنين!
والأقلام التي هاجمت سعدي يوسف تعلم أنه لم يقطع علاقته الوطيدة بهذا المجمع وأنه لازال عضوا فاعلا في دور مداه ونهجه وطريق شعبه. فكيف مع جماعة الكادر؟! وهل سنحتاج بعدها إلى كثير خيال لتصور ثقافة العراق الجديدة؟!
* http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=13539