أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين














المزيد.....

بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 09:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سالتني ابنتي وهي في سن الخامسة عشرة من عمرها وبشكل لم اكن اتوقعه سؤالا جعلني افكر كثيرا في طبيعة التطور العقلي لدا جيل الحاضر بعد ان حباه قدره بوجود الانترنيت والهاتف النقال واجهزة الكمبيوتر ووسائل الاعلام المفتوحه ، ومن ناحية اخرى حزنت كثيرا على اطفال بلدي العراق ممن يحملون ذات المؤهلات في البحث والتقصي ودرجة الذكاء المتميزه غير انهم حبيسي عهود عاشوها طويلا حكمت عليهم بالظلم والضلام .
سؤال ابنتي يقول ( لو وقف العباد امام ربهم يوم الحساب .. فما هي حجة انزال العقاب برجل او امراة قدر لهما ان يولدا في كنف عائلة وضمن مجتمع يدينان بغير الاسلام ، وكانت هذه العائله وذلك المجتمع قد قضوا حياتهم في بقاع لا تصلها حضارة التنوير الديني الاسلامي ، ولا يوجد لهم نبي ولا فقيه ينورهم ويهديهم الى السراط المستقيم ، فكيف يمكن في هذه الحالة لعدالة السماء ان تنزل عذابها في من لا ذنب له ولا جريره ويسعى لقضاء حياته مسالما مستسلما لنواميس مجتمعه ، وان قرر خزنة النار القاء هذا البريء في النار فعلى ماذا يستند هذا القرار بالحكم وعلى اي بند من بنود العقد بين الرب والبشر ؟؟ . لقد كان سؤال ابنتي مختصرا واستخدمت فيه مفردات بسيطه وبلا اسهاب ، ولكن فحوى السؤال هو هكذا وكما اسلفت .
ومع انني لست فقيها بالدين ، ولا اريد ان اكون كذلك .. ولكنني اجد حجة لي هنا في ان اقول لاولئك الذين يملؤون الدنيا علينا صراخا من خلال ماذن الجوامع وقنوات التنوير الفضائيه اجيبوا ابنتي على سؤالها بدلا من ان تجتروا علينا سيرة زيد ابن حارثه وتحصوا لنا اسماء وعدد زوجات مروان ابن الحكم .. اننا يكفينا ان سمينا شوارع مدننا باسماء السلف الصالح والكثير منا يقع في حيرة الان حينما يرى شارعا في احدى عواصمنا العربية يحمل اسم الوقاص بن زمرده او ربيب بن جروه ولا نعرف لهؤلاء سيرة غير انهم اسلموا يوما ما وكان اسلامهم لانفسهم ومن ثم حاربوا واستشهدوا وحسابهم عند ربهم يوم الحشر الاعضم .
اجيبو هذا الجيل المتطلع الحائر عما يجلي عنه حيرته التي يقضمها بصمت خوفا من تهمة بالرده وقطع الايدي والارجل من خلاف ، ولكم علينا اننا نعلن احترامنا وتقديرنا لاولئك السلف الصالح كما نحترم غاليلو غير المسلم وارسطو الاغريقي وعبد الوهاب الموسيقار .. نريدكم يافقهاء ديننا ان تظهروا على شرفات المباني كما يظهر البابا على شرفة الفاتيكان ليحدث الناس عن السلام في فلسطين وخطر هدر حقوق الانسان في افغانستان والضرر الذي يحدثه التلوث البئي في العالم ، نريد ان يستبدل فقهاؤنا ورجال ديننا الافاضل دعاواهم لنا بالتطهر عند المسجد الحرام وكيفية الاغتسال عن حدث الجنابة فهذه كلها اصبحت لدينا مفهومه كفهمنا تعاليم امهاتنا يوم ولدننا ، ولكننا لا نعرف كيف نتعامل مع ذلك التعارض الكبير بين ان نطيل لحانا ونهين شواربنا ونقصر ثيابنا كما كان يفعل زياد ابن ابيه رحمه الله والمشكوك في اسلامه وبين ان نجلس على مقاعد الدراسه وندخل المطارات ونستعمل السلالم المتحركه .
ويبقى جيل ابنتي هو المتصدي بحزم باسئلته التي تفضح ( المتفقهين) لتضعهم في دائرة العدم ولابد ان تنتهي مصادر السخف والضلالة ليحل محلها الفكر البناء والمستند على اسس حضارية يؤطرها ويؤسس لها منطق الاشياء لا الجهل بالاشياء .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلوها ورموها في مياه نهر الفرات غسلا للعار .. شهادة اخرى عل ...
- العراقيون قبل غيرهم أولى باعمار بلادهم
- السفارات العراقيه .. وعلاقتها بخلق تجمع سليم للعراقيين في ال ...
- العمل الدبلوماسي بين الاحتراف والتجربه - مساهمة في تشخيص الب ...
- أنا شاهد على ازهاق ارواح صبايا ثلاث بسبب عرف ( غسل العار )
- ألمياه الجوفيه في العراق .. بين الاهمال والحلول المنتظره
- حلم في غرفه
- صيف وحب وخيال
- رساله مفتوحه اخرى الى السيده رحاب الهندي .. مع خالص التحيه
- لنعمل معا من اجل نصرة حقوق المرأة في العراق
- من افاق الذكريات


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - بين سؤال ابنتي .. وضلالة رجال الدين