أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - الأناركية بقلم دانييل غورين














المزيد.....

الأناركية بقلم دانييل غورين


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأناركية
بقلم دانييل غورين

1 – 1 مسألة كلمات

إن كلمة الأناركية قديمة قدم العالم . إنها مشتقة من الكلمات الإغريقية القديمة , "أن" و "آركي" , و هي تعني شيئا مثل غياب السلطة أو الحكومة . لكن لآلاف السنين كان افتراض أن الإنسان غير قادر على الاستغناء عن الآخرين مقبولا و قد فهمت الأناركية بطريقة مفعمة بالازدراء كمرادف للاضطراب و الفوضى و التشوش .
كان بيير جوزيف برودون مشهورا بسبب كلماته البارعة ( مثل "الملكية سرقة" ) و قد اختار لنفسه كلمة الأناركي . كما لو أن هدفه كان أن يسبب الصدمة بأكثر ما يستطيع , في عام 1840 أدار الحوار التالي مع "المحافظ على القديم" .
"أنت جمهوري ."
"جمهوري , نعم , لكن هذا لا يعني شيئا . – الجمهورية – هي "الدولة" . الملوك
أيضا جمهوريون ."
"آه حسنا ! أنت ديمقراطي ؟"
" لا ."
"ماذا ؟ ربما كنت ملكيا ؟"
" لا ."
" إذا أنت دستوري ؟"
"معاذ الله ."
"إذا هل أنت أرستقراطي ؟"
"على الإطلاق ."
"أنت تريد حكومة مختلطة ؟"
"و لا هذا ."
"إذا ما أنت ؟"
"أناركي ."
أحيانا قام بتقديم بعض التنازل بقيامه بلفظ أناركي على أنها "أنا-ركي" ليقطع الطريق على الأعداء . لقد فهم في هذه الكلمة كل شيء إلا الفوضى . بغض النظر عن المظاهر , فقد كان بناء أكثر منه هداما كما سنرى . لقد اعتبر أن الحكومة هي المسؤولة عن الفوضى و آمن أن مجتمعا من دون حكومة فقط يمكنه أن يستعيد النظام الطبيعي و يعيد خلق الانسجام الاجتماعي . لقد برهن أن اللغة لا تعطينا تعبيرا آخر و اختار أن يعيد إلى الكلمة القديمة الأناركي معناها الاشتقاقي الدقيق . لكنه في حرارة مناظراته استخدم أيضا كلمة أناركي بشكل عنيد و مناقض بمعناها المفعم بالازدراء عن الفوضى , جاعلا بذلك التشوش أكثر إرباكا . و تابعه مناصره ميخائيل باكونين في هذا الصدد .
دفع برودون و باكونين الأمر حتى أبعد من هذا , شاعرين بمتعة خبيثة بتلاعبهم بالتشوش الذي خلقه استخدام المعنيين المتناقضين للكلمة : بالنسبة لهما كانت الأناركية أقصى فوضى , الاضطراب الأكثر كمالا في المجتمع , و يتلو هذا التغيير الثوري العملاق , إقامة نظام جديد مستقر و عقلاني يؤسس على الحرية و التضامن .
تردد الأنصار القريبون لأبوي الأناركية في استعمال كلمة مطاطة على نحو يدعو للأسى , تحمل معنى سلبيا لغير المبتدئين , و تضفي على نفسها غموضا مزعجا في أقل الأحوال . حتى برودون أصبح أكثر حذرا في نهاية سيرته القصيرة و كان سعيدا أن يدعو نفسه "فيدراليا" . و فضل أسلافه البرجوازيون الصغار مصطلح – التشاركية – على – الأناركية – و تبنى الاتجاه الاشتراكي مصطلح – الجماعية - , الذي سرعان ما سيحل محله – الشيوعية - . في نهاية القرن في فرنسا أخذ سيباستيان فور كلمة ابتكرها جوزيف دي جاك عام 1858 ليجعلها عنوانا لجريدة , "التحرري" . اليوم تعبر لفظي "أناركي" و "تحرري" عن نفس المعنى .
إن لمعظم هذه المصطلحات عيبا أساسيا : أنها تعجز عن التعبير عن الخصائص الأساسية للعقيدة التي يفترض أن تصفها .
الأناركية مرادفة في الحقيقة للاشتراكية . الأناركي هو أساسا اشتراكي هدفه إلغاء استغلال الإنسان للإنسان . الأناركية هي فقط واحدة من اتجاهات الفكر الاشتراكي , هذا التيار الذي تهتم مكوناته الأساسية بالحرية و سرعة إلغاء الدولة . صرح أدولف فيشر , أحد شهداء شيكاغو ( 1 ) , أن "كل أناركي هو اشتراكي , لكن ليس كل اشتراكي هو أناركي بالضرورة" .
يعتبر بعض الأناركيين أنفسهم أفضل الاشتراكيين و أكثرهم منطقية , لكنهم اختاروا أيضا لقبا يرتبط بالإرهابيين , أو أنهم سمحوا للآخرين بتعليقه حول أعناقهم . هذا تسبب بأن يتم النظر إليهم خطأ على أنهم نوع من "جسم أجنبي" في الأسرة الاشتراكية و قاد إلى سلسلة طويلة من سوء الفهم و المعارك الكلامية – التي كانت عادة من دون هدف . حاول بعض الأناركيين المعاصرون أن يزيلوا سوء الفهم هذا بتبني مصطلح أكثر وضوحا : لقد وضعوا أنفسهم مع الاشتراكية أو الشيوعية التحررية .

"الأناركية" بقيم دانييل غرين - ملاحظات

( 1 ) في عام 1883 شكلت نواة نشيطة من الاشتراكيين الثوريين جمعية أممية للعمال في الولايات المتحدة . كانوا تحت تأثير المؤتمر الأناركي الأممي الذي عقد في لندن عام 1881 , و أيضا تحت تأثير يوهان موست و هو اشتراكي ديمقراطي تحول إلى الأناركية و كان قد وصل إلى أميركا في عام 1882 . كان ألبرت بارسون و أدولف فيشر روح الجمعية و التي تولت القيادة في حركة جماهيرية ضخمة ركزت على الفوز بثماني ساعات عمل يوميا . أطلقت الحملة في سبيل هذا المطلب من قبل النقابات و فرسان العمل , و قد حدد الأول من أيار 1886 كموعد أخير ليصبح مطلب ثمانية ساعات يوم عمل نافذا . خلال النصف الأول من اليوم جرى إضراب شمل 190,000 عامل , منهم 80,000 في شيكاغو . جرت مظاهرات جماهيرية مثيرة للإعجاب في هذه المدينة في الأول من أيار و لعدة أيام تلته . البرجوازية , و قد أصابها الذعر و الخوف من هذه الموجة من العصيان , قررت أن تسحق الحركة في منشئها , مقررة اللجوء إلى تحريض دموي إذا دعت الضرورة . خلال انعقاد اجتماع في الشارع في الرابع من أيار 1885 في ساحة هايماركت ألقيت قنبلة على أرجل الشرطة بطريقة غير مفهومة موفرة الذريعة الضرورية . اعتقل ثمانية من قادة الحركة الاشتراكية التحررية و الثورية . حكم على سبعة منهم بالإعدام و شنق أربعة منهم فيما بعد ( أقدم خامس على الانتحار في زنزانته قبل تنفيذ الإعدام بيوم ) . منذ ذلك اليوم , أصبح شهداء شيكاغو – بارسون , فيشر , انجل , سبايس و لينغ - يخصون البروليتاريا العالمية و يجري إحياء الاحتفال العالمي بيوم الأول من أيار هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبت في الولايات المتحدة .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.spunk.org



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانيفيستو كو - ريتوس , من منشورات الأممية الموقفية
- التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية لميخائيل باكونين
- من أجل إعلام بديل , من أجل فن بديل , شعبي , جماهيري , يومي , ...
- بين بيروت الحريري و نصر الله..لا مكان للفقراء!!
- المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين
- لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس
- مجموعات المقاومة في مكان العمل
- اتتوقف الحرب بين الفقراء السنة و الشيعة , و لتبدأ ضد مستغليه ...
- المجتمع المدني أو المجتمع التشاركي لأندريه غروباتشيك
- بيان شيوعي أناركي أممي , يوم الأول من ايار
- الفرص المتساوية في التعليم لميخائيل باكونين
- عن إعدام ثلاثة سوريين في السعودية...نداء من أجل إدانة و إيقا ...
- على النظام أن يتنحى أو أن تتم تنحيته من قبل الجماهير.....
- وثائق ثورة أيار مايو 1968 في فرنسا ( 2 )
- بين حق السلطة في نهبنا و قتلنا و بين حقوقنا كبشر
- مقاومة النازية
- الفاشيون يهاجمون مكتب الحزب الشيوعي
- تصور أنه لا يوجد قادة
- في تعريف الممانعة
- عن القضية الكردية في سوريا


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - الأناركية بقلم دانييل غورين