اقليم كوردستان العراق....الى اين؟

عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:41
المحور: القضية الكردية
    

من يدقق في التاريخ الشرق الاوسطي ، وكيف تاسست دول المنطقة، والظروف المواكبة لها، و الاسباب الموجبة لتلك القرارات الدولية و الاقليمية التي اتخذت لانشاء كيانات مستقلة مفيدة لمصالح المسيطرين و قتذاك، يدرك مدى الظلم و الغدر الذي لحق بالشعوب و اللاعدالة في تقرير المصير لشعوب المنطقة و ذلك لعدم مواكبتهم الظروف الدولية التي لم تكن في خدمتهم. بعد عهود من فرض الامر الواقع نرى كل هذه التغيرات الجذرية التي تحدث، ولم يبق معيار خاص لكيفية قياس مساحة المتطلبات العامة لاي شعب.
هناك شكوك عديدة في نوايا دول الكبار لما يقدمون عليه مستقبلا، و المعادلات الاقتصادية العامة تفرض مجموعة من الآراء و التنبؤات لما يؤول اليه الوضع العام في العراق، و ما مصير اقليم كوردستان العراق ، الا انه عند التدقيق يتضح في النهاية انها تبقى بيد الغرب لمدة غير قليلة، و هم المسيطرون على زمام الامورحصرا و لا غيرهم،لان الصراعات اللامبدئية الموجودة في اقليم كوردستان العراق لحد هذا اليوم تقدم اسهل وسيلة لفرض مطالب الكبار من منظورهم المصلحي الضيق. و هذا ما يحتمل القول بان الفترة المتنقلة لم تحمل في ثناياها متطلبات الشعب في هذا الوقت الحساس حتى ولو بنسبة قليلة مقنعة او ملائمة للوضع الراهن في هذه المنطقة .
و هذا ما يدفعنا الى القول بان الاهداف و الشعارات الواقعية الهامة لم تعد موجودة ، و قدرة المؤثرات الذاتية و الموضوعية في فرض ما يستوجب فرضه من الاهداف العامة التي تكون متواكبة مع الامر الواقع لا تزال بعيدة عن الطموح، اما التنظيم الدقيق و العمل الجريء المباشر الذي من شانه تغيير الواقع العام مازال في طوره البدائي.
ان ما يحز النفس و الروح و ما يجعل اي مواطن متشائما هو التزام الساسة بالتحزب الضيق و المصالح الشخصية البحتة دون الالتفاتة للطبقة الكادحة ، مما يفرض علينا ما يمكن ان نسال، هذا الاقليم الى اين؟
ان المراوحة البطيئة للوضع في اقليم كوردستان منذ الانتفاضة آذار 1991 يبين لنا ما نحن مقدمون عليه، وكل اعذار و حجج السلطة المتنفذة هي الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الموضوعية كما يدًعون، و انما الحقيقة هو عدم سلوك الطريق الصحيح في العمل من كافة النواحي و المجالات، و حتى انهم لم يفسحوا المجال لغيرهم من المستقلين و الاكاديميين و الخبراء للعمل من اجل توفير الارضية المناسبة للتقدم و لو بشكل غير مباشر، و بالتالي هم من فرضوا الامر الواقع على الجميع، و اليوم بعد ان اخطئوا فالوقت متاخر الآن لاعادة النظر و مليء الفراغ الواضح الناجم من التراوح و الثبات و في اكثر الاحيان التخلف و بقاء الوضع على ماهو عليه.
لذلك نتوقع ان اقليم كوردستان العراق بعد هذه السنين الطويلة من الحرية النسبية،تحتاج اليوم لقيادة ذكية وطنية تقدمية لتوجيه الشعب نحو بر الامان لضمان مستقبل الاجيال و الا.................. .

#عماد_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات