عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2293 - 2008 / 5 / 26 - 09:00
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
صرح رئيس الوزراء "ايهود أولمرت" مؤخرا عن رغبة اسرائيل الجادة في صنع سلام حقيقي مع الجارة سوريا و استعداد تل أبيب لمواصلة المفاوضات المتوقفة مع دمشق منذ سنة 2000، و أضاف "أولمرت" أن الجانب السوري يعلم جيدا ما يريده الجانب الاسرائيلي، فهل ستقبل دمشق بوقف تعاونها مع ايران التي تهدف لتقوية نفوذها والتمسك بمصالح تراها طهران مشروعة بالخليج الفارسي وخاصة جنوب العراق وترسيخ وجودها بلبنان عبر تمكين حزب الله ودعم حماس؟؟
السوريون لهم قناعة لا تتزعزع بأن صمودهم وقوتهم رهين باستمرارية علاقة وطيدة مع ايران وأن ابرام اتفاقية سلام مع تل أبيب على حساب العلاقات السورية الايرانية سيضر بمصلحة دمشق وسمعتها. فمحور طهران دمشق حزب الله هو ضمان استمرارية حكم البعث .
الوساطة التركية فاشلة منذ البداية، و أولمرت واهم بصنع سلام مع البعث السوري لأن اتفاقية سلام اسرائلية سورية لا يمكنها أن تتحق الا بشرط ضروري و أساسي، و هو فتح قنوات بين واشنطن و طهران و اقامة علاقات طبيعية بين أمريكا و ايران مبنية على المنفعة المتبادلة وبوجود نظام ديمقراطي بسوريا مبني على التعددية، فلا سلام بعلاقات متوترة بين واشنطن و طهران ولا سلام بدون اجتثات حزب البعث الأموي ومحاسبته على الجرائم الفظيعة التي ارتكبها بلبنان وهناك احتمال باغتيال الرئيس اللبناني المرتقب "ميشال سليمان" من طرف عصابة محسوبة على البعث السوري
عقابا له على ميله للجانب الأمريكي السعودي، فدمشق لا تثق بأن ميشال سليمان سيعطي اهتماما بليغا لمصالحها السياسية و الاقتصادية و الاستراتيجة بما في ذلك سلاح حزب الله
كما أن هناك سيناريو آخر هو ضرب ايران لارضاخ سوريا، الا أن هذا السيناريو غير محمود العواقب ويمكنه أن يجلب نتائج كارثية على الجميع(...).
يا أولمرت، سلام دائم مع السورريين يمر عبر بوابة طهران واشنطن(...) وليس عبر الباب العالي بتركيا(...)
اما بعلاقات طبيعية بين العم سام و أبي لؤلؤة المجوسي لاقتسام النفوذ و المصالح (...)أو بتقليم أظافر هذا الأخير وهذه لعبة محفوفة بالمخاطر وتستوجب التأني و الحذر (...)، وللمحكمة الموقرة واسع النظر.
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟