|
هل بدأت التحضيرات لإعلان الدولة الإسلامية في البصرة ؟!
عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:21
المحور:
حقوق الانسان
احترامي لكافة الرسالات السماوية وغير السماوية وإيماني بان شرائعهما لا يمكن فرضها أبداً لارتباطها بالجانب الروحي للإنسان .. أي أنها تحتاج إلى قناعه وتَقَبُلْ روحي.. لذا فمحاولة فرضها قسراً على الإنسان له مردود سلبي عليهما. والسؤال في بداية المقال لكل من يتابع النهج والأسلوب الذي تتبعه الكثير من التنظيمات و الحركات الدينية الإسلامية في نشر شريعة الدين سواء في العراق أو العالم.... ما سر هذا التناقض فيما نقرأ ونسمع عن السماحة العظيمة في نشر الدين الإسلامي والقسر والإكراه وقوة السلاح الذي تمارسه هذه التنظيمات والحركات من اجل تطبيق شريعته في العصر الحديث ؟ ومن مشاهداتي وكما ذكرت في مقال سابق أن البعض من الأغنياء قبل موتهم ينفذوا أو يوصوا ببناء المساجد أو الحسينيات وجعلها تحمل أسمائهم..وبالطبع هذا امر معروف النية ويراد منه تطهير أموالهم ونفوسهم الملوثة سعيا إلى الجنة. و أيضا الحملة الإيمانية التي قادها صدام في العقد الأخير من حكمه بعد المزيد من الأفعال الشنيعة والاضطهاد الذي مارسه بحق الشعب العراقي.. والنية في ذلك أيضا معروفه وهى عسى أن تُكَفِرْ هذه الحملة عن فيض الذنوب وتُخَفِفْ عنه عذاب الآخرة. أما في العهد الديمقراطي الجديد وأعنى به عهد ما بعد صدام فقد اصدر مجلس محافظة البصرة قبل أيام قليله وبالتأكيد نتيجة ضغوط مارسها البعض من أعضائه قرارا يمنع بيع وتداول المشروبات الروحية لكونها من الممارسات التي تخالف الشريعة الإسلامية والدستور .. والعجيب أن قرار الحملة الإيمانية الجديد هذا تم إصداره بالخمور فقط متناسياً المجلس إصدار قرار بتحريم القتل والدمار وسرقة ونهب النفط الذي عاشته البصرة ولازالت منذ بدء الاحتلال.. وكأن هذه الممارسات لن تخالف الشريعة والدستور! والسؤال هنا .. ألا تُفَسَرْ وصايا هؤلاء الأغنياء والحملة الإيمانية لصدام وأعضاء مجلس محافظة البصرة على أنها صحوة ضمير يراد بها التكفير عن ذنوبهم والتخفيف من عذاب الآخرة بعد مسيرة حياتهم المليئة بالنهب والسلب والاضطهاد والقتل ؟! بعد هذه المقدمة الطويلة لأدخل في صلب الموضوع وقرار أعضاء مجلس محافظة البصرة الإيماني المفاجئ بمنع المشروبات الروحية ومجموعة أسئلة أوجهها لهم متمنياً أن احصل على أجابه عليها من قبلهم.. ابدأها .. انتم تعرفون جيدا أن كل ممنوع مرغوب وان قراركم هذا سيشجع السوق السوداء في عملية بيع وتداول الخمور.. هل أن هذا المنع في رأيكم سيحد من هذه الظاهرة أم انه مجرد فتح باب رزق جديدة لكم لان القرار سيشجع حتما على ظاهرة الفساد والرشاوى لدعم الممارسة السرية في بيع الخمور وتداولها ؟ المعروف عن البصرة بأنها تحتضن كثيراً من حملة الأديان السماوية وغير السماوية.. ألا يعتبر هذا الإجراء منافيا للديمقراطية التي ناضل العراقيون من اجلها ونوع من الاضطهاد للأقليات الدينية التي لا تُحًرِمْ شرب الخمور وتعدياً على الحريات الشخصية ؟ تعتبر البصرة المنفذ النهري الوحيد للعراق ومنه يتم الاتصال بجميع دول العالم .. ألا تَظِنوا بان هذا القرار سيؤثر على سير وانفتاح الحركة التجارية والسياحية لمدينة البصرة ؟ في البصرة تحديداً الكثير من الصراعات السياسية واغلبها طائفية .. هل نحن بحاجه إلى فتح باب جديد من الصراع مع الديمقراطيين وكل الرافضين لقرارات قمع الحريات الشخصية؟ أليس من الأصح أن نبنى أنفسنا ومجتمعنا علميا وثقافيا واقتصاديا ثم نبدأ بتطبيق شرائع الدين ؟هل العراق مهيأ لتطبيق الشريعة الإسلامية في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام في كل العالم ؟ وهل نشر الرسالة الإسلامية وتطبيق شريعتها متوقف على الحد من هذه الظاهرة فقط ولذا تم البدء بها ؟ هل يعتبر هذا الإجراء بداية التحضير لإعلان الدولة الإسلامية في البصرة تعاطفا مع الدولة الإسلامية في المحافظات الوسطى والغربية من العراق ؟ وهل قراركم هذا جاء تضامناً مع قادة التكفير فيها ممن لازالوا سببا في الكثير من مصائب العراق الحالي؟ ماذا حصد الإسلاميون في أفغانستان وإيران من مجرد التفكير في بناء الدولة الإسلامية ؟ أليس من الأفضل الاهتمام بتوحيد الجهود وإنقاذ البصرة من زخم التيارات الدينية وصراعاتها اللامتناهيه وألا تتعظوا من الإفرازات السلبية والمصائب التي أصابت مدينة البصرة بسببها ؟ هل توجد علاقة بين موضوع الخمور والإخلال بالجانب الأمني الذي تعيشه البصرة وهل إصداركم لقرار المنع سيكون سببا في تحسن الوضع الأمني ؟ هل هناك أي تأثير لأصحاب الخمور على المجتمع وألم تكن التوعية والتثقيف في الحد من الظاهرة أحسن في نتائجها من اتخاذ هذا الإجراء ألقسري ؟ ما هذا التناقض بين الفتاوى الإسلامية الأخيرة بتحليل شرب الخمور بنسب كحوليه معينه وفتاوى مجلس محافظة البصرة بمنعها ؟ هل تم توفير كل الخدمات لأهالي البصرة وحل كافة المشاكل التي تؤثر على المواطن وتشجع على تنامي هذه الظاهرة ومنها البطالة والفقر.. الخ ليبدأ التوجه إلى محاربة الجوانب الاجتماعية السلبية وأولها ألخمره ؟ وأخير أسئلتي .. هل هناك علاقة بين هذا القرار والحملة الهمجية الظالمة باغتيال الكثير من النسوة السافرات وترحيل عدد من أسر الأقليات الدينية قي البصرة..وما هي الخطط المستقبلية لإجراءاتكم ألقسريه اللاحقة ؟ّ إن موضوع شرب ألخمره امر يتعلق بالجانب الشخصي حصراً ومسألة تَقَبُلَهُ أو رفضهْ مرهون به ولا يمكن إجبار احد على عدم ممارسة أي موضوع لم يكن به إضراراً واضحاً ومقصوداً بالفرد أو المجتمع .. وللعلم فأن هناك الكثير من المجتمعات التي فرضت هذه الأمر قسرا على أفرادها وكانت النتائج انتشاره بكميه أكثر ولكن بشكل مخفي إضافة إلى أنها ساعدت على خلق بدائل أخرى له أكثر سوءاً وضرراً ! لذا فاتخاذ مجلس محافظ البصرة هذا القرار في الظرف الراهن لم يكن إلا باباً لمشاكل جديدة يراد منها إرباك الوضع الداخلي وفتح أوراق أخرى للصراع.. لذا عليهم .. أن يحترموا النهج الديمقراطي التي تسير فيه الدولة و مشاعر الآخرين ممن يجدون في هذا الممارسة أمراً ليس به ضرر للفرد أو ممارساته الدينية وشعائرها. عدم فتح أبواب الممنوعات أسوة بممنوعات الدولة الإسلامية في المحافظات الوسطى والغربية من العراق .. لما لها من تأثير سلبي على الدين والمجتمع ! وأخيراً أتمنى أن لا يكون هذا الإجراء بداية التحضيرات لإنشاء الدولة الإسلامية في مدينة البصرة ولكن بمذهب آخر!
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارفعوا الحصانة .. أنا ذاهب إلى القضاء شاهداً وليس متهماً
-
النيل من العملية السياسية والعراق الديمقراطي الجديد غاية لكث
...
-
قوات التحالف تمنع عودة المهجرين إلى ديارهم الأصلية !!
-
على الحكومة العراقية تََجَنُبْ الوقوع في الفخ !!
-
السيد أمين بغداد..ألا يُبْكِيكَ هذا الخبر؟!
-
ظاهرة مخاطبة قادة العراق الجُدَدْ بكلمات التمجيد والتأليه !
-
البرلمان العراقي.. متى يتم تشريع قانون حماية الكفاءات ؟
-
حصاد العراق من مؤتمر الكويت .. المجاملات الدبلوماسية فقط !
-
الحد من استخدام مصطلحات الهوية المذهبية في وسائل الإعلام الع
...
-
عدم عودة التمثيل الدبلوماسي العربي مع العراق .. الذرائع والح
...
-
نداء إلى العاملين في الجامعات العراقية كافه .. ليكن شعارنا (
...
-
لماذا هذا التَحَفُظْ أيها الصدريون ؟!
-
من يقف وراء كارثة وأد العقول العراقية ؟
-
توجيه صائب للأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي .. طال انتظا
...
-
شُكْراً أبا داود .. وَصَلَتْ التحية
-
ما هو شكل التحسن الأمني والمنطقة الخضراء تحت مرمى قذائف الإر
...
-
الخطوط الجوية الكويتية تسعى لحجز الأملاك العراقية في الخارج
...
-
تعزية الحكومة العراقية للإخوة المسيحيين مقبولة .. بشرط !!
-
رسالة إلى الحزب الشيوعي العراقي.. افعلها أبا داود ولا تََتَر
...
-
رئيس الوزراء نورى المالكي .. افعلها ولا تَتَرَدَدْ !!
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|