أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - صدام ومؤسسة غينز














المزيد.....

صدام ومؤسسة غينز


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 04:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تنشر مؤسسة غينز العالمية  للأرقام القياسية أسماء اغرب الأرقام أو الأفعال أو اسماء الناس الذين تميزوا بأعمال قياسية  ، وقد ورد أسم صدام حسين ضمن الأسماء التي تكررت لسنوات طويلة من بين الأسماء الواردة في موسوعة غينز للأرقام القياسية ليس لفعل ما أو تميز ما أو قدرة خاصة  ، أنما كان اسمه من بين عدد من أسماء أكبر الأثرياء في العالم .
كان الأسم يتأثر سنة وأخرى بين صعود وهبوط ، لكنه في كل الأحوال مسجل بين عشرة أسماء من أثرى أثرياء العالم .
ثمة سؤال يطرح نفسه من أين أستطاع صدام أن يجمع كل هذه الثروة ليصعد بين عشرة اسماء من اكبر الأثرياء في العالم ؟ وكيف استطاع صدام أن يتوصل الى أكتناز كل هذه الثروة من مال العراق ؟ وكيف أستطاع أن يستغل ظروف العراق العصيبة ويقتطع منها هذه الثروة الخرافية ؟
طيلة سنوات سيطرة صدام على السلطة كان يقتطع خمسة من المائة من أيرادات مبيعات النفط العراقي لحسابه الخاص ، وكان هذا المبلغ يتضخم ويزداد فوائد ويكبر مع السنوات ومع التزايد الحاصل في الرقم .
وبعد سقوط سلطة صدام تبين أن الخزينة العراقية التي تم الغاء موازنتها وحساباتها قبل أكثر من ربع قرن لتصير هبات القائد ومكارم الرئيس مايعيش عليه أهل العراق من ثرواتهم ، هذه الخزينة كانت في جيوب وتحت أصابع وتحت أوامر  أولاد الرئيس يطبعون النقد متى شاءوا ويغدقون بالمزاج ويمنعون من يريدون ، وسحب مبالغ النقد الأجنبي والسبائك الذهبية  من الخزينة والبنك المركزي دون قرار وسبب ودون تخويل .
المليارات التي تم ايداعها في البنوك الأجنبية من أموال العراق تحت أسماء شركات وأشخاص وهمية والمليارات التي تم تهريبها الى جهات وأفراد بقصد غسيلها وترتيب أمر اعادة تحويلها أو ايداعها في بنوك عالمية .
المليارات التي تم العثور عليها في الخرائب العراقية وفي أوكار وجحور يعيش بها من كان يوظف ضميره وعقله في خدمة الطاغية ، الملايين التي تم العثور عليها مع الطاغية وأذنابه والملايين التي تم توزيعها على عناصر لتوزيعها ثمناً لموت العراقيين ونشر الدم والخوف بينهم .
مليارات الدولارات مودعة في بنوك الأردن ولبنان وسورية وتركيا ، ومليارات أخرى لم يكشف عنها النقاب لحد الان ولاتمت معرفة الجهة التي تحتفظ بها .
المليارات التي أستحوذت عليها عائلة صدام وبناته زوجات المقبورين حسين وصدام ولدي كامل مجيد ، والملايين التي سرقها حسين كامل الى الأردن قبل أن يقع ضحية غبائه المشهورة به العائلة فيموت غير مأسوفاً عليه .
المليارات التي تم توزيعها على شكل كوبونات النفط وأستفاد منها فنانين وفنانات رقصوا امام الطاغية وصحافيين وسياسيين باعوا ضمائرهم للطاغية هي من دم العراقيين وجوعهم وحرمانهم وآن الآوان لأن نستعيدها منهم فقد تم منحها ممن لاسلطة له ودون ثمن لعمل ما .
الوثائق التي ستكشف المليارات الممنوحة لأفراد ليس لهم ميزة سوى أستعدادهم لبيع أعراضهم وضمائرهم وأوطانهم لطاغية كان يشتري الناس بماله ويمنع المال عن أهل العراق .
المليارات التي ضاعت طيلة زمن حكم الطاغية أو طيلة زمن الحصار تكفي لأن ترسم مستقبل لعقود قادمة وجميلة لشعب العراق ، المليارات التي وظفها الطاغية في زمن الحروب التي فاقت على كل حروب العالم تكفي للعراق دهراً من الرخاء  ، والمليارات التي وظفها الطاغية في التجسس والمعلومات ومتابعة العراقيين المعارضين ومحاربة الأحزاب والشخصيات الوطنية وفي سبيل أسكات صوت الشعب تكفي لوحدها أعادة رسم خارطة العراق بما يليق بشعب العراق .
المليارات التي كان ينفقها الطاغية في أحتفالات النصر الذي لم نلمسه مرة واحده وفي احتفالات أعياد الميلاد المزعوم تكفي لأطعام الفقراء في العراق سنوات طويلة .
المليارات السحت الحرام التي دخلت بطون الراقصين والمطبلين والمجوفين من العرب تكفي لأيتام العراق .
العراق كان بلداً مبعثراً وثرواته تكفي العراقيين  وتزيد لتعيد بناء بلدهم بما يليق بهم وبمستقبلهم  ، ولم يكن الطاغية يريد أن يحل الفرح والرخاء بينهم فحجب عنهم حقهم وثروتهم حجب الله عنه الهواء والشفقة ، سرق مال الله ومال العراقيين ووزعه في مجاهل الأرض حتى تبقى لعنة الله والعراقيين عليه حينما يحل أسمه المليء بالوباء والقرف .
جاء صدام من العدم لاعمل لديه ولاشهادة ولاأختصاص ولامصدر رزق فقد كان يعتاش من تبرعات البعثيين وصدقات بعض الضباط المغامرين ، وحين صار في السلطة بدأ يكتنز الأموال ويستحوذ على ماليس له به أي حق ، وكبرت أطماعه وسرقاته من مال الشعب حتى صار أحد عشرة أشخاص من أثرى أثرياء العالم .
حل أسم صدام في موسوعة غينز للأرقام القياسية ليس لأنه قائداً أو مقدماً خدمة جليلة للأنسانية وليس لأنه أحد اقسى الحكام في العالم ولاأخطرهم سياسياً وأنسانياً  ، انما لأنه أغنى عشر رجال في الدنيا بسبب كونه  أحد أعتى السراق في العالم ، وهذا الغنى لم يكن بسبب مواظبته على العمل أو ميراثه العائلي أنما لسرقاته المتعددة التي تخللها حتى سرقة مخشلات العراقيين بحجة دعم حربه ضد الجاره أيران ، بحيث صارت جريمة السرقة التي يرتكبها صدام طيلة هذه السنوات جريمة سرقة مستمرة ، لأن سرقاته كانت متصلة لم تنقطع من مال الشعب ولم يزل مصراً على أن هذا المال يعود له ولورثته .
كان على موسوعة غينز للأرقام القياسية أن تنفرد بأعتباره أحد اشهر السراق الدوليين ومن بين أقسى العتاة والمجرمين الذين شهدهم التاريخ الحديث اكثر من شهرته كونه في مصاف اغنى عشرة أثرياء في العالم  .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام أسير حرب أم مجرم حرب ؟
- الحاجة اليومية للعراقي ضرورة ينبغي الأهتمام بها
- الفيدرالية من قضايا العراق الأولى
- رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - صدام ومؤسسة غينز