|
الرئيس الامريكي الجديد
احمد فايق دلول
الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:04
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
في نهاية ثمانية أعوام من حكم الرئيس الأمريكي الفاشل جورج دبليو بوش تطل علي العالم الانتخابات الجديدة لتشتد المنافسة عليها ، من هيلاري كلينتون ، إلي باراك أوباما ، إلي جون ماكين ، و العالم يتساءل من هو الرئيس الأمريكي الجديد ؟ أوباما ، ام ماكين ، أم كلينتون ؟ سيتم التطرق إلي إجابة السؤال بعد التعرف بالتفصيل علي المرشحين :
أولا :باراك أوباما باراك حسين أوباما، الابن (ولد في 4 أغسطس 1961، في هونولولو، هاواي)، هو سيناتور ديمقراطي من ولاية إلينوي الأمريكية، وهو الأمريكي ذو الأصول الإفريقية الوحيد حاليا في مجلس الشيوخ ، و أصبح ذو أهمية أثناء خدمته في مجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي، ففي سنة 2004 انتخب لمجلس الشيوخ في الولايات المتحدة وحقق انتصار. خلال عمله في مجلس الشيوخ في السنة الأولى صرح السناتور أوباما أنه لن يسعى لترشيح نفسه للرئاسة في عام 2008، ولكن في وقت لاحق في فبراير 2007 أعرب عن اعتزامه خوض سباق الرئاسة الأمريكية.
اعتنق أوباما المسيحية بحسب طائفة كنيسة المسيح المتحدة، في عام 1995 كتب أوباما مذكراته بعنوان أحلام من أبي Dreams from My Father. وقد توفيت والدته بعد ذلك بعدة أشهر بمرض سرطان المبيض ، و التحق أوباما بإحدى جامعات [كاليفورنيا] قبل أن ينتقل إلى جامعة كولومبيا في نيويورك، وتخرج فيها عام 1983 حاصلاً على البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عمل بعدها في مجال العمل الأهلي لمساعدة الفقراء و المهمشين ، كما عمل كاتبًا ومحللاً ماليًا لمؤسسة بزنس انترناشونال كوربوريشن ، ثم انتقل للإقامة في مدينة شيكاغو العام 1985 بعد أن حصل على وظيفة مدير مشروع تأهيل وتنمية أحياء الفقراء. في العام 1991 تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ودرس القانون محاضرًا في جامعة إلينوي في العام 1993.
في العام 1996 انتخب أوباما لمجلس شيوخ ولاية إلينوي لينخرط بشكل رسمي في أنشطة الحزب الديمقراطي. في نوفمبر 2004 فاز في انتخابات الكونغرس عن ولاية إلينوي بنسبة 70 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين في مقابل 27 في المائة لمنافسه الجمهوري، ليصبح واحداً من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سناً وأول سيناتور أسود في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي ، و قد رشح باراك أوباما نفسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2008. ويخوض الآن صراعاً على الأصوات مع هيلاري كلينتون ، و في إطار حملته الانتخابية، يسعى إلى كسب أصوات اليهود الأمريكيين، اففتح مدونة باللغة العبرية، للتأكيد على تأييده الغير محدود لإسرائيل، وللتصدي صورة أوباما المعادية لإسرائيل التي أضرت به خلال حملته.
يعتبر أوباما أمل الشعب العربي ، و يعتبر أيضا الرئيس الأمريكي الأفضل الذي ربما يعيد للعرب كرامتهم ، فقد قال أوباما " لو تعرضت أسرة عربية أميركية للاعتقال بدون إعطائها الحق في توكيل محام للدفاع عنها أو بدون الخضوع للسير الطبيعي للعملية القانونية، فإن ذلك يهدد حرياتي المدنية" إضافة إلى ذلك خلفية أوباما الأفريقية وجذوره المسلمة وانتماؤه للأقلية الأفريقية الأميركية ، وتدينه ومعارضته لحرب العراق ومطالبته بسياسة أميركية أكثر احتراما للحقوق المدنية في الداخل وأكثر تواضعا في الخارج ، كما يتعهد بأن يقرن مساعدات أميركا الخارجية بمطالبة النظم الديكتاتورية بالإصلاح، وأن يدعم الحوار بين دول العالم كالهند وباكستان، وأن يعتمد الحوار المباشر أداة دبلوماسية أساسية مع مختلف الدول بما في ذلك إيران ، وقد نشرت مقالات تعطي انطباعا بأن أوباما يشعر بالذنب لأنه لا يساند القضية الفلسطينية بشكل كاف، وبأنه يهادن إيران ، و كما يبدو لي أن العرب مغرورين من هذا الرئيس ، فهم لا يرون إلا ما يبدوا منه ، و ما اخفي أعظم ، بل علي العكس فقد أكد أوباما عزمه على بناء جيش أميركي قوي ، وحرصه على منع إيران من امتلاك أسلحة الدمار الشامل من خلال التفاوض المباشر مع الإيرانيين على أن لا يستبعد خيار استخدام القوة العسكرية بشكل نهائي ، و كذلك فهو يريد الاحتفاظ بقوات محدودة في العراق بعد الانسحاب منه لأغراض التدريب ومكافحة القاعدة، وهو يلوم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إفراطه في نقد إسرائيل في الوقت الذي يتجاهل فيه ما يجري في دارفور،كما يدعو أميركا إلى التدخل في شؤون العالم الإسلامي لدعم القوى المعتدلة ومكافحة القوى المتشددة، ويطالب الشركات الأميركية من خلال مشروع قانون يرعاه، بعدم الاستثمار في قطاع الطاقة بإيران، ويؤكد حرصه على حماية حليف أميركا الأول في الشرق الأوسط إسرائيل وعزل خصومها ، و هذه التناقضات في سياسة أوباما تجعل من الصعب صعوده إلي سدة الحكم الأمريكية ، و لا ننسي انه من الصعب اختيار الشعب الأمريكي رئيسا أمريكيا ، خاصة و انه يعد طفلا سياسيا و لا يمتلك في دعايته الانتخابية أي مشاريع أو مقترحات للقيام بها ، وفي ذات الوقت فلديه فرص كبيرة للترشح، ولا يبدو أن مسألة العرق ستكون حاسمة له أو ضده ثانيا : كلينتون هيلاري داين رودهام كلينتون (26 أكتوبر 1947 - ). هي أصغر سيناتور من نيويورك. تعتبر من المرشحين البارزين الديمقراطيين للانتخابات الأميركية الرئاسية لعام 2008 ، وكانت قد أصبحت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية بعد أصبح زوجها بيل كلينتون الرئيس الثاني والأربعون للولايات المتحدة الأميركية. هيلارى ترفض حرب العراق وصرحت من قبل انه عقب فوزها بالرئاسة ستسحب كل الجنود الأمريكيين من العراق وأفغانستان , هيلارى مؤيدة لإسرائيل وقد قالت إنها ستمحى أي دولة عربية تفكر فقط في محاربة إسرائيل وخصوصا إيران , ترى هيلارى أيضا أن إيران دولة سيئة وتنشر الإرهاب وأكدت أنها عقب فوزها بالرئاسة ستمنع كل محاولات إيران النووية.
في اعتقادي أن مسألة فوزها في الانتخابات الرئاسية أمر صعب للغاية ، فلا يمكن صعود امرأة إلي سدة الحكم من أول تجربة لنساء أمريكا ، و كذلك فإن سياسة زوجها بل كلينتون تسئ إليها أمام جمهورها ، و لو نظرنا إلي مؤيدي هيلاري كلينتون لوجدناهم من النساء و كبار السن ، لذلك هي تفقد شريحة الشباب التي ربما تمنعها من الفوز .
ثالثا : ماكين جون سيدني ماكين الثالث (بالإنجليزية: John Sidney McCain III) (ولد 29 أغسطس 1936) سياسي أمريكي وعضو مجلس النواب عن ولاية أريزونا وأحد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري. وهو من الأشخاص الذين شاركوا في حرب فيتنام ، هو من أبرز المؤيدين للحرب على العراق التي قام بالتصويت لصالحها. في مارس 2008 بعد فوزه بالانتخابات الأولية للحزب الجمهوري قام بزيارة مفاجئة للعراق. وخلال زيارة له لإسرائيل في مارس 2008 أعلن عن تأييده الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وهي خطوة لم يشأ المجتمع الدولي أبداً الإقدام عليها، كما أعلن دعمه الكامل لإسرائيل في مواجهة إيران وحماس التي أعلن كذلك رفضه التفاوض معها .
و لا ننسي أن جون ماكين بطل حرب سابق ، ويحظى باحترام كبير بين عدد من الأمريكيين، وهو الأكثر خبرة وعملاً في الكونغرس ، ولكن شعبيته العامة في الولايات المتحدة ليست جيدة لأنه متوافق بشكل كبير مع سياسات الرئيس بوش خصوصاً فيما يتعلق بحرب العراق ، ولأن الكثيرين يعتبرونه نسخة أخرى عن الرئيس بوش ولكن أكثر تقدماً في السن وأكثر ليبرالية ، ثم هو ينتمي إلى يسار الحزب الجمهوري وعليه فهو يفتقر إلى تأييد اليمين الديني في الحزب - على الأقل حتى الآن - . ولكي يفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة - قياساً على انتخابات عام 2000و 2004- فإن على ماكين أن يوحد الحزب ويكسب أصوات اليمين الديني، واللاتينيين (Hispanic)، والمستقلين، وأغلب المؤشرات الحالية لا تشير إلى ذلك ، و مع ذلك فهو المرشح الأول للفوز في الانتخابات .
فلو فاز المرشح الجمهوري جون ماكين ، فسيتعيّـن عليه مواجهة كونغرس يُـسيطر عليه الديمقراطيون بشكل أكبر من الوضع الحالي، ولذلك، سيقايِـض مع الديمقراطيين الاستجابة لمطالبهم فيما يتعلّـق بإدارة الاقتصاد مقابل التعامل مع قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية بالطريقة التي يراها مناسبة، وسيكون الديمقراطيون في حالة صدمة إذا خسِـروا انتخابات الرئاسة، بحيث لن يتمكّـنوا من التعامل معه بتحدٍّ أو مُـجابهة، خاصة وأنه سيتعامل معهم كرئيس وليس كزعيم جمهوري.
وأشار كيري إلى أن قانون محاسبة سورية الذي أيده في مجلس الشيوخ "أعطى الرئيس صلاحيات لفرض عقوبات على سورية واتخاذ خطوات ملموسة إزاءها في ضوء دعمها للإرهاب واحتلالها لبنان"، حيث قال : "أنني كرئيس لن أؤخر تطبيق العقوبات كما فعلت إدارة بوش لأشهر عدة". و هذا يدفع الجمهور الأمريكي نحو انتخابه رئيسا لهم ،وقال: إن التهديد الاستراتيجي الأكبر للعلاقات الأميركية - الإسرائيلية هو اعتماد أميركا على نفط الشرق الأوسط". واعتبر إن "الأمن القومي الأميركي يتطلب إنهاء هذا الاعتماد"، وردد اتهامات ظهرت بعد 11 سبتمبر مفادها أن الأصوليين الجهاديين الإسلاميين يحصلون على دعم سعودي إيديولوجي ومالي!؟ حيث كشف عن خطة لإنهاء اعتماد أميركا على النفط الشرق أوسطي في غضون عشر سنوات من خلال الاستثمار في الأبحاث لإيجاد مصادر بديلة للطاقة القابلة للتجدد بما فيها الغاز الطبيعي والفحم. وقال: إن أميركا يجب أن تعتمد على قدراتها الخلاقة" وليس على أصحاب القرار في السعودية ، و لا ننسي ان اللوبي الصهيوني قام بدعم ماكين علي اكمل وجه ، لذلك يؤكد جون ماكين علي صلابة و تماسك العلاقة بين بلاده و الكيان الصهيوني .
و من خلال استعراضنا البسيط لكل مرشح ، فيبدو واضحا أن جون ماكين هو الرئيس الأمريكي القادم .
#احمد_فايق_دلول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إن اليهود قوم بهت
-
مفاوضات بلا جدوى
-
نقاط الضعف تعيشها المصارف الاسلامية !
-
إلي متى سيبقي الصمت العرب مستمرا ؟
-
نظرة عامة حول جرائم غسيل الأموال !
-
أهداف العولمة الاقتصادية وأدواتها !
-
صفقات السلاح الأمريكي . . . الواقع و الأهداف !
-
كيف نحقق وحدتنا الوطنية ؟
-
قطاع غزة بعد زيارة بوش
-
أحمد أسعد الشقيري
-
أحدث طريقة لرفع الحصار
-
الدولار الأمريكي في هبوط . . . إلي أين ؟
المزيد.....
-
في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
-
لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
-
-بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- -
...
-
قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة
...
-
هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
-
مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور +
...
-
-حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
-
مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف
...
-
مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول
...
-
لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|