أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم علاء الدين - رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية















المزيد.....

رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 02:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا اعرف بالضبط من هو السيد خالد كلالده ، وهذا ليس تقليلا من شأن شخصه الكريم ، لكن يبدو انه عضو قد يكون عاديا او قائدا في حزب يساري اردني ، او زعيما يساريا مستقلا. وله مني كل تقدير واحترام حيث يبدو انه مهموما بالشان العام الاردني ومتعاطف من المليون جائع والمليوني فقير وهذا يستحق التقدير ولا شك.
قد لفت انتباهي الطلب او الدعوة التي تقدم بها السيد كلالده في مقالته المنشورة في الحوار المتمدن(العدد 2289 ليوم الخميس 22 مايو الجاري) تحت عنوان " الوطن في خطر، ولا بديل عن حكومة انقاذ وطني". وسبب لفت نظري انني ولا ادري مدى صحة ذلك انني تخيلت ان السيد كلالدة زعيما سياسيا يساريا كبيرا ، ويفترض بالزعيم السياسي اليساري على وجه الخصوص انه يمتلك رؤية تحليلية عميقة لكافة الاسس والقواعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية للمجتمع الذي يعيش ويناضل فيه ومن ثم هو اكثر من يمتلك القدرة على تفسير الظواهر الناتجة عن معرفته العميقة لتلك الاسس.
ولان هذه الملكة الرئيسية التي على المناضل او الزعيم اليساري ان يمتلكها فان اتحاد اليساريين سواء من خلال حزب او منظمة او حتى جمعية يمكنهم من وضع برنامج نضالي شامل للارتقاء بكافة مناحي حياة المجتمع حتى تحقيق الاهداف التي يرنوا اليها اليساريين وفي مقدمتها القضاء على كافة ظواهر التعسف الاجتماعي واحتكار الطبقة الراسمالية او البرجوازية للسلطة بكل ما يترافق مع ذلك ونتيجة له من تحسن الوضع ا لاقتصادي للطبقات الشعية وتخفيف حدة الفقر وتقليص اعداد الجوعى.
واي حزب يساري في اي مكان كان من هذا العالم وحتى يستحق هذه الصفة عليه ان يضع برنامجا نضاليا واضحا وغالا ما يكون طويل الاجل نظرا للتغيرات الهائلة التي عليه اجرائها في المجتمع في مواجهة مقاومة عنيفة من الطبقات الرجعية السائدة.
هذا ما افهمه على الاقل كيساري لست محترفا اي ليس لي انتماء حزبي ، ولا اتصور ان التغيير الذي ينشده اليساريين ياتي من خلال المطالبة بحكومة انقاذ وطني , كما يدعو الاساذ كلالده, خصوصاعندما يكون الوطن في خطر (وهي عبارة فيها الكثير من المبالغة من وجهة نظري).
لكن السيد كلالده يبدو انه لا يفهم طبيعة المجتمع الاردني وطبيعة العلاقات السائدة في المجتمع الاردني والتي لا يمكنها الا ان تفرز انظمة سياسية واقتتصادية واجتماعية على طبيعتها ومنسجمة معها، فالسيد كلالده ربما فاته ادراك الطبيعة العشائرية والقبلية للمجتمع الاردني وان مجتمعا هذه طبيعته لا يمكنه الا ان ينتج نظاما سياسيا قائم على دور القبيلة والعشيرة في كل مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وان نظم ما قبل الراسمالية لا يمكن لهياكلها التنظيمية الا ان تقوم على الواسطة والمحسوبية وركائزها الامن والسيطرة على مصادر الثروة والقوانين الناظمة للعامة (الجمهور) واخضاعها لما تتطلبه مصالح الطبقة السائدة.
وهياكل تنظيمية (اي هياكل ادارية) يتم تعيينها على اساس الواسطة والمحسوبية والطاعة والولاء بما يتلائم مع العلاقات القبلية والعشائرية وتمجيدها والمحافظة عليها لا يمكنها ان تنهض بالمجتمع وتنتقل به من حالة (رجعية متخلفة) الى حالة تقدمية لانها ليست مؤهلة للقيام بهذا الانتقال حتى لو توفر لبعض منها او كلها حسن النية، مع صعوبة توفر ذلك لانها في الواقع تدرك تماما مصالحها وتعمل بوعي على ابقاء الامور على ما هي عليه لان التغيير والانتقال من حالة التخلف الى حالة التقدم يتعارض من حيث الجوهر مع مصالحها، يساندها بهذه الرؤية قطاع عريض من الجماهير من ذوي الانتماء والثقافة القبلية والعشائرية.
اذن كيف يتم تطور المجتمعات وارتقائها ؟؟ سؤال كبير قديم قدم البشرية وهناك الاف الاجتهادات والرؤى والنظريات وفي بلادنا العرية عموما والاردن على وجه خاص هناك العديد من الرؤى لكيفية تطوير مجتمعاتنا منها الدينية التي ترى بانه كلما ازداد عدد المصلين بالمساجد كلما اقترب يوم التغيير يوم العودة الف واربعمائة سنة الى الوراء الى عصر المسلمين الاتقياء العظماء ونموذجهم جماعة الاخوان المسلمين او الشياطين كما يطلق عليهم البعض، وهناك السلفية الدينية الاكثر تزمتا الى تترى ان التغيير يتم بالاضافة الى التزام المسلم بالمظاهر العتيقة فان اسالة انهار الدم واجب على كل مسلم لتطهير البلاد من العباد الكفرة ، وبعضهم يرى انه كلما ازداد عدد المنتمين لحزبهم والمؤمنين بعودة الخلافة فان ذلك يعني اقتراب يوم الفرج كحزب الخرافة (حزب التحرير الاسلامي) كما يصفه كثيرون.
وهناك ايضا القوميين الذين يرون ان بالوحدة العربية يتحقق التطوير لكنها لا تبذل اي جهد يذكر في اتجاه تحقيق الوحدة، وهناك احزاب اليسار بتدرجاتها من التروتيسكية والستالينية واللاشتراكية والديمقراطية والمختلطة او المخلوطة (شيوعيين وقوميين وديمقراطيين واشتراكيين) وهي احزاب تائهة لا تمتلك بوصلة تهتدي بها للوصول حتى الى مكتبة لتشتري كتبا معاصرة تساعدهم على رؤية العالم الجديد.
فمن اين سيأتي السيد كلالده بقوى تشكل تحالف يتشكل منه حكومة وحدة وطنية تواجه (الخطر في الوطن ) ؟؟؟
انني اعتقد يا استاذ خالد ان المطلوب في المرحلة الراهنة هو ايجاد حكومة تضع في اولويات مهامها انقاذ الاحزاب الاردنية القائمة والعمل على معالجتها من الامراض المستعصية التي تعاني منها.
واعتقد ان الحكومة الاردنية اكثر ادراكا لاهمية انقاذ الاحزاب الاردنية لانها على الاقل تدرك مصالحها ومصالح المجتمع من وجهة نظرها وتدرك ان الاحزاب العفية والمتعافية تساعد الحكومات على الارتقاء ببعض جوانب الحياة، لكن الاحزاب بوضعها الراهن هي عبء على الوطن والمواطنين والحكومة وهي عائق لجهود التطوير.
واسمح لي ان اقول لك ان الكثيرين يستطيعون في جلسة تجلي ان يضعوا برامج ويدعون لتحقيقها وغالبا ما تكون هذه البرامج طوباوية الطابع شخصانية الى حد بعيد ولا تستند الى قراءة حقيقية وعميقة وشاملة للواقع، وللاسف وجدت في مقالتك الكثير من الاشارات التي تدعوك الى القيام بقراءة متانية للواقع فلربما استطعت المساهمة بلورة رؤيا واقعية لما هو مطلوب ولتكتشف ان اي حكومة مهما كانت حتى لو كنت انت على رأسها لن تستطيع بقرارات فوقية ان تحدث التطور المنشود في المجتمع، لان التطور المنشود يحتاج في الواقع نضاى وجهودا كبيرة للارتقاء بالوعي المجتمعي والتخلص مما يعشعش في ذهنية غالبية العامة من اوهام وهلوسات واساطير تعززها احزب متخلفة مغرقة في الماضوية.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الامريكي يضع برنامجا واقعيا شاملا لنهضة الامة العربية ...
- احبك كما تشائين
- لا تبحري في عيوني
- نتائج مؤتمر الدوحة - هدنة هشة قائمة على اتفاق غامض تمهيدا لج ...
- في ذكرى النكبة .. فليبادر الوطنيون لانتزاع راية النضال الفلس ...
- الانتخابات الكويتية – ديمقراطية تحت السيطرة
- سيدة عربية
- القيادة الفلسطينية - الجهل والتخلف – سبب نكبة فلسطين - وتتوا ...
- القيادة الفلسطينية - والجهل والتخلف – سبب نكبة فلسطين وتتواص ...
- دعوة للاعلاميين والمثقفين لاشاعة الفرح والتفاءل بدل البؤس وا ...
- العلمانيون وحلفاء امريكا يهاجمون حزب الله ... لماذا؟؟
- كيف ملكت حياتي
- مشروع امريكي جديد / تحويل امتنا الى مجموعة من الدراويش الصوف ...
- الحجاب الخليجي عندما يسيح بافريقيا
- البابوية في العالم الاسلامي / لدينا الاف البابوات لكل طريقة ...
- صراع العباسيين و الأمويين يقود الشعب الفلسطيني الى التهلكة
- الظواهري رمز للمسلم الجاهل المتخلف المتعصب
- دعوة الشيخ القرضاوي ل - يوم الغضب- فشلت.. فشكرا لجماهير المس ...
- اسرائيل تطور قدرتها العسكرية يقابلها أمة تتصارع على السلطة
- لانه لا يوجد للمسلمين علماء حقيقيين فالتهجم على الاسلام سيست ...


المزيد.....




- ترامب يكسب 500 مليون دولار بتدوينة واحدة على منصة -تروث سوشا ...
- حلوى زفاف الملكة إليزابيث والأمير فيليب بيعت بمزاد.. إليكم ا ...
- الكويت.. فيديو حملة أمنية اسفرت عن القبض على 13 شخصا
- مقتل 20 شخصاً في تفجير بمحطة قطار كويتا جنوب غرب باكستان
- لوحة بورتريه آلان تورينغ باستخدام الذكاء الاصطناعي تباع بـ 1 ...
- ظهور مستكشف جديد.. -معلومات موثوقة- تعيد الطائرة الماليزية ا ...
- قتلى وجرحى بانفجار في محطة للسكك الحديدية في باكستان (فيديو) ...
- وسائل إعلام: ترامب قد يسعى للانتقام من خصومه السياسيين على م ...
- وزارة الإعلام الأفغانية تنفي التقارير حول إغلاق بعض وسائل ال ...
- -بيلد-: انتقادات للرئيس الألماني على موقفه تجاه روسيا تثير غ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ابراهيم علاء الدين - رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية