أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مشعل التمو - انعراجات للمعاندة وغوبينو للعنصريـة















المزيد.....

انعراجات للمعاندة وغوبينو للعنصريـة


مشعل التمو

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في كل منعطف جيوسياسي دولي أو إقليمي تتكاثر الادانات للكورد , والأصح تتوالد من رحم بؤر الاستبداد التي تبحث عن وجودها بعد عقود من الفشل والإخفاق في تحقيق أي من شعاراتها الأصولية , ناهيك عن حالة الجدب التي تتوسد مجتمعاتها , وبالتالي تسعى للبحث عن كبش فداء تحمله وزر بؤسها ونفاقها القوموي أو الإيديولوجي , ناهيك عن ذهنية التشفي والشعبوية المفرطة في خرافيتها , وبالضرورة الطرف الأضعف هو المرشح لتلقي سيبول العداء , فعدم القدرة على حماية الذات أمام اليانكي الأمريكي أو رد عدوانه , يخلق إحباطا يبحث عن متنفس له في تفريغ الحقد والعداء للآخر الأضعف , وهذا ما نعانيه نحن أبناء الشعب الكردي من لدن من نعيش بين ظهرانيهم , وهم قد أثقلوا مسامعنا بالإخوة المشتركة والتاريخ المشترك طالما بقينا دون حقوق وطنية , أما مطالبتنا بنيل جزء من حقنا الطبيعي يقلق ويقض مضجعهم ويزعزع كيانهم , وتصبح الإخوة والتاريخ والجغرافيا صفقة آنية تترنح لعدم الأهلية القانونية والخطوط الملونة بثقافة الخوف وانفراط عقد الصفقات .
حقيقة طالما كان سوق البازار شعاراتيا , تدوم فيه المزايدات والمناقصات , يبقى هناك الكثير من ضجيج الوحدة الوطنية , وما إن تتغير الدفة باتجاه إحقاق الحق والعدل وتكريس المساواة , يمتشق خبراء الظلام ولصوص قضايا الشعوب أقلامهم , وتعلو أصواتهم صونا للعرض والشرف الذي هو على طريقتهم لم يتجسد إلا في دكتاتورا مخلوع وطاغية مستبد .
بورصة شتائم خبرناها نحن الكورد بحكم الجغرافيا السياسية التي ظللتنا تصويناتها , إذ كلما تعلق الأمر بالكورد ومسألتهم القومية , انتفض فقهاء الظلام وتقاطرت النصائح والإرشادات , منها ما هو ساما وفاشيا بامتياز , ومنها ما يدس السم في العسل , لا ينكر النور المسفوح على ضفته فحسب , وإنما يشكك في الضفة والنور على حد سواء , قد تكون دورة تاريخ وثنية تعيد نفسها بتسارع ملفت للنظر , منتجة ذات التخلف والتردي في الوعي والسلوك الإنساني , وذات المنظومة الاقصائية تجاه المتمايز قوميا , لان الملاحظ هو أن صيرورة الوعي الوثني بكل موروثاته وتجلياته تتجلى في نوعية الخطاب الصدأ المخون للأكراد , والهادف بكل تأكيد إلى خلق عدو افتراضي يجمع ويضبط القطيع /الرعية بعد أن تلاشى تأثير العدو السابق الذي يحتل الآن موقعه في أحضان الكثيرين ممن كانت استراتيجيهم ولعقود رمي ذاك العدو في البحر .
أن الكثير من مواقف ومقالات البكري مصطفى وأمثاله من الكوسموبوليتي النوَري المراديسي وبعض المطريين والعطوانيين الذين امتهنوا عفونة الرأي وحقد العبودية , الحقد الذي يؤرق عقولهم ويدفع بهم باتجاه تكريس العمى السياسي بعد أن عمموا العقم الثقافي في مرابع الطغاة , وباتت المرحلة الآن تتطلب منهم تحريض وتعبئة وتجييش للقطيع نحو عدو افتراضي جديد , عبر تسفيهه وتخوينه ونفي وجوده وتحريف مطالبه وحتى الهزأ بأسماء شخوصه السياسية والثقافية , وهي لعبة شنيعة تؤسس لأقذر ممارسات الابادة الجماعية , وبالتالي فما يرومه هؤلاء من ضجيجهم هو خلق بيئة إرهابية تفضحها خلفياتها ودلائل مضامينها , ولعل التعريض بالقومي المختلف في وطنيته أو شخصيته هي اللبنة الأساس في طريق الإقصاء والعزل ومن ثم الإفناء , على أرضية الوحدانية السياسية المتضخمة بالانا القومية والمنتجة للكره وتشويه المتمايز , وهذا ما يوضح الغاية من تشويه اسم الطالباني أو البرزاني وحتى إيحاء المعنى الذي قصده نوَري المرادي من إيراد الحروف الثلاث الأولى فقط من اسم السيد هوشيار زيباري .
حقيقة لست في وارد مناقشة مقالة المرادي صاحب التمثلية القومية البائسة , الملكي أكثر من الملك والطاغية , نظرا لقضمه الواقع وتناقضه الرئوي , ناهيك عن تحدياته الهوجاء التي تعيد إلى الأذهان تحدي صدام البائد لبوش ودعوته له بالمبارزة , التحدي المجزوم من قبل المرادي , ونفير الجهاد من قبل البكري , والسخف في تهويماتهما , يجعل من ما قالوه بؤسا وتشردا فكريا , غاب صاحبه وضاعت معه بوصلة الرؤيا وانقطع سيل الكوبونات النفطية , وهو ما يتحفنا يوميا بنعوات مستثمري قضايا الشعوب , بمعنى لا أجد أي جدوى في مناقشة أورام فكرية خبيثة وإنما يهمني أن أتوقف بشكل عام على هدف وماهية مثل هذه السموم الفاشية .
أن الملاحظ والسمة الجامعة والمشتركة لمثل هكذا مقالات ومواقف , هو إنها تندرج تحت خيمة الدعارة السياسية والأخلاقية الممتهنة تكرير العداء وبث عدوى زعافية في الفكر والرأي , وبالتالي ملء الجو هواء عنصريا فاسدا , يعيد محددات الوثنية وتجلياتها , رغم تغليف هذا وذاك بشعارات وحدة الأرض وحدودها السايكس بيكويه من جهة , أو القفز على القضية وراهنية حلها عبر الترويج لضرورة الانتظار حتى تتحقق الديمقراطية التي هي الحل الناجع لمجمل أزمات المجتمع , الدعوة التي تعيد إلى الأذهان دعوات ذات الشخوص إلى الانتظار حتى تتحقق الاشتراكية من جهة أخرى , ولذلك وفق المنطق الانتظاري يتوجب على الكورد انتظار المنة القادمة حتى يمكنهم تحقيق ذاتهم الإنسانية والقومية , بمعنى أن رونقة الكلمة الجميلة            " الديمقراطية " ليست بقادرة على تغطية الخلفية الباعثة على الموقف الفاسد هذا .
لا ريب أن هذه الرؤى تنمو وتزدهر في حاضنات التعفن الاستبدادية المختصة بإعلاميات سياسية تنشر الوهم والجهل وتبشر بالوطن والوطنية فوق الطاولة , وتساوم وتبيع الوطن بما حمل تحت الطاولة , وتبحث عن كبش فداء ومشجب رغائب تعلق عليه فشلها الميداني وعلى كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية  , وهذا النوع من مضمحلي حس العدالة ومنخفضي سويات الأخلاق وصفهم الكاتب حمزة الحسن ، بأنهم جعلوا الوطن (( كمرقص تعرية جنسية " ستربتيز " كتب على واجهته الأمامية , كنيسة أو مسجد تحت الترميم ؟ )) من حيث أن الفكر الناظم لممتهني الإفساد هو فكر المؤامرة والتآمر الذي يظهرهم كوطنيين , رغم أن الخزي الذي يبثونه ينتج كما أنتج سابقا قيودا داخلية للشعب المستعبد مع إطلاق يد الطغاة في زرع المقابر الجماعية , الأمر الذي يفسر الدعوات الهائجة والعدائية بكل المقاييس التي تواجه الكورد في العراق اليوم ,  وهي تعني كل الكورد في كل الدول التي يتواجدون فيها , من حيث الدلالة والمعنى وبالتالي السوية الفعلية للموقف تجاه القومي الأخر , هذه الدعوات الهادفة إلى إعادة إنتاج ذات المسطرة الدكتاتورية , لان الفكر والقيم التي تحاول العقلية الهولاكية المفعمة بهوس السحق ورائحة الدم زرعها في الذهنية الشعبية , تهدف إلى تخريب المنظومات الثقافية للشعوب وخلق حالة عداء متأصل بين مكوناتها المختلفة , يكون فيه الوطن مستباحا ووحداته متصارعة متناحرة فهو ما يديم أمد الاستمرارية من جهة والتحكم بالأغلال من جهة أخرى .
أن الزعم بالقبض على الحقيقة كحالة " النوَري والبكري " تخفي حقيقتهم الجزئية نفسها وكلا من موقعه ومنطلقه , من حيث أن كلا منهما جعل نفسه ترسا للاستبداد ونموذجا وقحا للتنظير له , سواء بالتهويل وتحريف الواقع , أو بالتجديف وتشويه الملموس , فالشعب الكردي في كردستان العراق له الحق في تقرير مصيره بنفسه , واختيار نمط وشكل العلاقة مع المركز سواء كان فيدراليا أو حكما ذاتيا , وهو أمر ليس بدعة كردية وتقسيم ارض عربية , وإنما جزء من حقوق وطنية تؤطرها هوية وطنية لها ذاتها وكينونتها , وبالتالي الفيدرالية المنشودة كرديا هي إعادة لوحدة العراق وليس كما يُنظر لها        " غوبينو* المرادي " وإنما حل سلمي يطوي مرحلة الابادة الجماعية وينبع من مفهوم الحق السلمي , المبني على قانونية وشرعية الوجود الإنساني والحق الجغرافي للشعب الكردي في كردستان العراق , واعتقد بان الإيحاءات الشعبوية بخطر التقسيم المرادفـة للشعارات الحماسية والخماسينية , سبق وان عايشناها وهي نوع من مقاومة الراهن بالارتداد إلى الماضي , ومن الضرورة عدم نسيان بان ذات الشعارات نكبت بها أوطاننا وشعوبنا , وكانت نتيجتها بعد عقود من السنين إنها حولت الوطن إلى ارض جرداء قاحلة انتفى فيها الحق وغابت الدولة وسادت دوائر التحريض والاستبداد .
أن الترويج لثقافة العنف والاستئصال المشبع بها , دفعت كثير من مطأطئي الرؤوس إلى تغيير توجهم وتبديل أدواتهم المعرفية , بعد أن دوى سقوطها الكارثي ببغداد , فكان لا بد والحال هذه من بدعة أخرى , هي اختلاق عدو جديد حتى وان لم يكن موجودا , ويبدوا لي إننا على أعتاب ولادة فئة جديدة من المقاولين المتاريس للأوضاع السياسية المزرية التي نعيشها , أولئك الذين عرفهم جوليان بندا في كتابه " خيانة حماة الثقافة 1927 " بقوله أن أكثر المفكرين والمثقفين شهرة , بعد تخليهم عن الدفاع عن الحقيقة وحقوق الإنسان , جعلوا من أنفسهم عبيدا لأهوائهم وخدما للطغاة المستبدين .
من المؤسف انه بعد هذا التاريخ الطويل من العيش المشترك بين مكونات هذه البقعة الجغرافية , أن نجد هذه الكثرة من الرؤى الطحلبية التي لا تقيم وزنا لا للديمقراطية ولا لإرادة الشعوب ولا حتى لأسس التآخي في المجتمعات المتعددة , وإنما فقط وفقط تبث الرعب والإرهاب ضد القوميات المتعايشة معها , أسف لا نملك إلا نأمل لمواجهته , انتصار العقل والمنطق وبناء لدول حق وقانون يختفي منها مروجي العنصرية والاضطهاد القومي .

  القامشلي
10/1/2004

• كاتب كوردي سوري , ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا
* غوبينو هو رائد وفيلسوف العنصرية في فرنسا .



#مشعل_التمو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مشعل التمو - انعراجات للمعاندة وغوبينو للعنصريـة